بعد صمت دام يومين، هاجم الناطق باسم "حفتر"، أحمد المسماري المبادرة التي تقدم بها رئيس حكومة الوفاق الليبية، فائز السراج لوقف إطلاق النار، واصفا إياها بأنها محاولة لتضليل الرأي العام، وسط تجاهل تام لبيان رئيس برلمان "طبرق"، ما طرح تساؤلات عن دلالة هذه التحركات من قبل "حفتر".
وقال "المسماري" إن "مبادرة "السراج" لا تمثل إلا ذرًّا للرماد في العيون وتضليلًا للرأي العام المحليّ والدولي، وكذلك للتغطية على نواياهم الحقيقية حول الوضع في ليبيا بعد أن رصدنا تحرّكات لوحدات من مكان إلى مكان"، وفق زعمه.
"تراجع وغموض"
وبعد انتهاء مؤتمره الصحفي ظهر "المسماري" على إحدى المحطات التلفزيونية ليؤكد أن كلامه ليس معناه رفض مبادرة وقف إطلاق النار وأنه خرج فقط ليوضح للناس المشهد العسكري والميداني ويحذر من تحشيدات نحو "سرت"، كما قال.
وتسببت تصريحات المتحدث باسم "حفتر" حالة إرباك وردود فعل متباينة من قبل ناشطين وعسكريين، حيث اعتبرها البعض أنها رفض ضمني لتوافق "السراج وصالح"، بينما رآها آخرون أنها مجرد "زوبعة إعلامية لمغازلة مؤيديه الذي استغربوا عدم تعليقه على التوافق مدة يومين".
"حفتر ليس طرفا ليرفض"
من جهته، أكد المتحدث باسم رئاسة الأركان الليبية التابعة لحكومة الوفاق، محمد قنونو أن "حفتر لم يكن يوما جزءا من الحل، وهو يدرك أنه الآن خارج المشهد السياسي وسيطارده القانون إن في ليبيا أو أمريكا التي يحمل جنسيتها لو عاد إليها".
اقرأ أيضا: المسماري يهاجم وقف إطلاق النار.. هل انقسم "الشرق"؟ (فيديو)
وأضاف في تصريحات لـ"عربي21"، أن "حفتر يحاول إحباط هذه المبادرة، وهذا التخبط الإعلامي في كلام الناطق باسمه لا يقدم ولا يؤخر، نحن اتخذنا موقفنا بثقة وأعلناه، وسنقف عنده، وسنوقفه عنده أيضا لو فكر في الغدر كما هي عادته"، وفق تعبيره.
وأشار إلى أنه "قد يكون كلام حفتر مقبولا لو أنه أعلن موقفه من المبادرة، لكن هو حتى الآن مجرد إرهابي خارج عن القانون، يحاول أن يقول إنه موجود من أجل أن يفاوضه أحد، والجهات التي أصدرت أو ايدت بيانات وقف إطلاق النار ليس من بينها أسماء مثل حفتر".
وتابع: "نحن لم نوقع الاتفاق فقط، بل باشرنا في خطوات عملية، وسيرنا دوريات إلى المدن الغربية لتأمينها وفرض القانون وقمنا بإخلاء عدد من مقرات الدولة من التشكيلات المسلحة بهدف إعادة الحياة إلى مدنيتها بعد أن دمرتها الحرب على مدى أكثر من 14 شهرا".
"رفض وهجوم جديد"
في حين أكد الضابط من الشرق الليبي، عقيد طيار سعيد الفارسي أن "تصريحات "المسماري" وهجومه على "السراج" هو رفض ضمني للتوافق ووقف إطلاق النار، كما أن تجاهل "حفتر" لبيان "عقيلة صالح" وتحركاته "يحاول بها إثبات أنه الوحيد المتحكم والمسيطر على شرق البلاد".
واستبعد في تصريحات لـ"عربي21" أن يستجيب "حفتر" وقواته إلى أي مبادرة تخص وقف إطلاق النار بل سوف يقوم الأخير بالهجوم مرة أخرى، كونه لا يرى نفسه إلا حاكما مطلقا لليبيا، لذا فإن كل محاولات للحل السياسي في وجود "حفتر" هي مضيعة للوقت ويجب على المجتمع الدولي تصنيفه "مجرم حرب" وملاحقته لا التفاوض معه"، وفق تقديره.
اقرأ أيضا: صحيفة تركية: أسئلة لا إجابة عنها بشأن "الاتفاق" في ليبيا
"عدم ثقة"
في المقابل، أشار عضو البرلمان في "طبرق"، جبريل أوحيدة إلى أن "ما قاله المسماري خاصة الرد على أي اعتداء ليس تهديدا وليس معناه أن القيادة العامة (حفتر) ترفض وقف الحرب، بل هو تأكيد على عدم ثقة في الطرف الآخر (السراج)".
وتابع في حديث لـ"عربي21": "وهذا الموقف جاء بناء على رصد تحركات بحرية وبرية ومنها تحرك مسلح باتجاه مناطق الأصابعة والرجبان وموالين لحكومة الوفاق".
ماذا وراء صمت حفتر على التوافق بين السراج وعقيلة صالح؟
هل ينجح اتفاق "السراج وصالح" بليبيا.. ماذا عن حفتر؟
إعادة إنتاج النفط بليبيا.. قرار مسلوب يخضع لهذه الاعتبارات