يتوالى قدوم وفود عربية ودولية إلى لبنان،
السبت، للوقوف على الحادث المأساوي عقب انفجار مرفأ العاصمة بيروت، الذي خلف خسائر
بشرية ومادية ضخمة، وأعلنت فرنسا، من جانبها، تنظيم مؤتمر دعم للبنان غدا الأحد.
ووصل الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى بيروت، والتقى بالرئيس اللبناني ميشيل عون.
وأعرب أبو الغيط
عن تضامنه مع لبنان واستعداده لتقديم المساعدة، وقال لعون: "أنتم أقوياء رغم
الكارثة، وسوف تنجحون في مواجهة الموقف".
وأفاد أبو
الغيط بأنه سيشارك في الاجتماع الذي دعت إليه
فرنسا دعما للبنان. وقال: "ننوي أن نطرح بندا جديدا على جدول أعمال المجلس
الاقتصادي والاجتماعي (التابع للجامعة العربية) للدعم المستمر والدائم للبنان".
وأكد مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه سيستضيف مؤتمرا للمانحين من أجل لبنان عبر دائرة تلفزيونية غدا الأحد.
ومن المتوقع أن يقرر المؤتمر كيفية توزيع المساعدات بحيث يستفيد منها الشعب اللبناني مباشرة.
وكان الرئيس ماكرون قد أعلن خلال زيارته لبيروت الخميس أن باريس ستنظم مع الولايات المتحدة والبنك الدولي والاتحاد الأوروبي مؤتمرا عالميا لدعم اللبنانيين، وأكد على أن "المعونات التي ستخصص لإعادة بناء بيروت لن تسقط في أيد فاسدة".
وأعلنت الرئاسة اللبنانية، السبت، تأكيد رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس ميشال عون، مشاركة بلاده في مؤتمر باريس الداعم للبنان.
وقالت الرئاسة اللبنانية إن "بريطانيا ستعمل مع الأميركيين، والفرنسيين، والألمان لإعادة إعمار المنشآت التي تضررت (بفعل انفجار مرفأ بيروت)، وتنمية قدرات لبنان في هذه الظروف الصعبة".
وأكّد جونسون لعون، بحسب الرئاسة، "دعم بلاده للشعب اللبناني الصديق، وإرسال مساعدات عاجلة، ومعدات طبية، والمساهمة بإعادة إعمار مرفأ بيروت، والممتلكات المتضررة".
وقال مكتب جونسون في بيان "شكر الرئيس عون المملكة المتحدة على الدعم الذي قدمته إلى الآن بما في ذلك تقديم خمسة ملايين جنيه استرليني (6.5 مليون دولار) في شكل تمويل طارئ وإرسال سفينة البحرية الملكية إنتربرايز".
وأضاف "اتفقا على العمل مع الشركاء الدوليين لضمان تعافي البلاد وتعميرها على المدى البعيد فيما يواجه لبنان أزمة مالية وفيروس كورونا وآثار هذا الانفجار المأساوي".
من جانبه، ذكر
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، أنه سيشارك في مؤتمر عبر الهاتف الأحد مع
الرئيس اللبناني وزعماء دول أخرى، لبحث سبل دعم لبنان في أعقاب الانفجار الهائل
الذي شهده مرفأ بيروت.
اقرأ أيضا: قصتان خلال انفجار بيروت.. الأولى تتعلق بامرأة حامل (شاهد)
ووصل إلى بيروت، السبت، وفد تركي ممثلا في فؤاد أوقطاي، نائب الرئيس رجب طيب أردوغان، ووزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، ومن المقرر أن يلتقي بالرئيس عون ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة حسان دياب.
وقال أوقطاي خلال اجتماعه بالرئيس عون، إن بلاده مستعدة لإعادة بناء مرفأ بيروت من جديد.
وأضاف: "أبلغنا الجانب اللبناني بأن ميناء "مرسين" التركي (جنوب) سيكون في خدمتهم حتى ترميم مرفأ بيروت".
وشدد نائب الرئيس التركي على ضرورة تشغيل مستشفى الحروق الذي تم إنشاؤه في صيدا، ولم يتم تشغيله إلى الآن.
ومن المرتقب أن يصل
رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل إلى العاصمة اللبنانية بيروت، مساء، لعقد محادثات مع
المسؤولين السياسيين بالبلاد.
ويشارك ميشيل
إلى جانب مفوض إدارة الأزمات في الاتحاد الأوروبي في مؤتمر للجهات المانحة تنظمه
فرنسا، لتوفير مساعدات إنسانية عاجلة لسكان المدينة.
بدورها، أعلنت وزارة
الداخلية الفرنسية، أن "وفدا مكونا من الشرطة الوطنية والدرك وصل إلى بيروت عقب الانفجار، بحسب ما نقل موقع "النشرة" اللبناني، الجمعة.
وأعلنت الشرطة الدولية (الإنتربول)، الجمعة، عن إرسال فريق خبراء دوليين مختصين في تحديد هوية الضحايا إلى
موقع الانفجار، وذلك بطلب من السلطات اللبنانية.
ولا يزال كثيرون
مفقودين، وفق ما جاء في بيان للإنتربول الذي يتخذ من مدينة ليون الفرنسية مقرا له.
والثلاثاء، قضت
العاصمة اللبنانية ليلة دامية، جراء وقوع انفجار ضخم في مرفأ بيروت، أفادت تقديرات
أولية بأن سببه هو انفجار مستودع كان يحوي "مواد شديدة التفجير".
وخلف الانفجار
154 قتيلا وأكثر من 5 آلاف جريح، ومئات المفقودين والمشردين، إضافة إلى خسائر
مادية باهظة قدرت بما بين 10 مليارات و15 مليار دولار، بحسب تصريحات رسمية.
ويزيد انفجار
بيروت من أوجاع بلد يعاني منذ أشهر، تداعيات أزمة اقتصادية قاسية، واستقطابا
سياسيا حادا، في مشهد تتداخل فيه أطراف إقليمية ودولية.
الحداد والصدمة يخيمان على بيروت.. أكثر من 100 قتيل
هذه توصيات مجلس الدفاع الأعلى بعد تفجير مرفأ بيروت
حزب الله وإسرائيل ينفيان علاقتهما بانفجار بيروت