استعرض رئيس الوزراء التونسي الأسبق، علي العريض، في مقابلة بثت على منصات التواصل الاجتماعي، تجربة الإسلاميين في السلطة في تونس، مستذكرا التحديات التي واجهتهم قبلها، وكذلك آخر التطورات السياسية في البلاد.
وقال العريض في مقابلته مع منتدى التفكير العربي، بتقديم الكاتب محمد عايش، إن "هناك استهدافا أساسيا للثورة التونسية، ولتحول تونس إلى ديمقراطية في المنطقة العربية".
وأضاف أن "هناك من يعتبر أن وجود دولة عربية سنية ديمقراطية يعد مساسا بأمنه القومي، على الرغم من أننا لسنا دعاة تدخل بشؤون الآخرين".
وأوضح أن هناك مشكلة لبعض الأنظمة مع وجود دولة عربية ديمقراطية، لذلك فإن هناك من يستهدف حركة النهضة، لأن له موقفا من الإسلام السياسي، بحيث يتهم الحركة بالتخلف أو الإرهاب أو الخطر على حقوق الإنسان، رغم أنها مقبولة جدا من كل الدول الديمقراطية ولا تشكل أي تهديد حقوقي أو أمني.
اقرأ أيضا: الغنوشي يتهم قوى باستهداف الديمقراطية .. وجلسة بمبنى فرعي
وأكد العريض أن النهضة تعتبر حزبا يمكن التعامل والتعاون معه بسهولة سياسيا، وهي حركة مندمجة داخل النسيج الاجتماعي التونسي وشاركت في الحكم مدة طويلة تقرب من 10 سنوات، منها ثماني سنوات شاركت فيها بطريقة أو بأخرى في الحكم.
وتابع بأن "هناك محاولة استئصال للحركة دون أي نقاش معها بسبب كره لا دواء له"، مضيفا: "لا تجد أسبابا موضوعية لمسعى إقصاء النهضة من الأطراف الداخلية أو الخارجية".
وشدد على أن "هناك أنظمة عربية مستبدة تخشى وجود أي ديمقراطية في المنطقة العربية، وهو أهم سبب لتسعى لإفشال التجربة التونسية، كما أنها ساهمت ودعمت إفشال دول أخرى شهدت ثورات عربية".
ولفت إلى أن "موجة مضادة جاءت في المنطقة، ونجحت في بعض الدول، ولكنها توقفت أمام التجربة التونسية. ولكن المحاولات مستمرة، لجلب موجة التراجع عن كل الثورات العربية، وإفشالها في تونس".
ورفض العريض في معرض حديثه، الاتهامات التي تكال إلى حركة النهضة التونسية، من ربطها بأي تنظيم خارجي، قائلا: "النهضة تونسية لحما ودما، ولها خصوصياتها، وليست فرعا لأي حزب أو تنظيم آخر".
اقرأ أيضا: هذه الشخصية الأكثر حظا لتكليفها بتشكيل الحكومة بتونس
وأكد أن الحركة "أولوياتها تونسية، وهويتها عربية إسلامية بالخصوصيات التونسية، وليس لها أي ارتباط تنظيمي يجعل منها فرعا لأي جهة".
وأشار إلى أن "النهضة لم تهيمن على المشهد السياسي منذ نجاح الثورة التونسية، ولم تكن إقصائية، وكانت ضمن ائتلافات حكومية، ولم تنجح كل محاولات إفشالها".
ومن المؤشرات أيضا التي تناولها العريض على أن النهضة حزب غير إقصائي، بل مشروع تونسي، أنها بقيت ضد التغول، وكان شعارها حكومة وحدة وطنية، تتشكل من أغلب الأطراف التي لها تمثيل سياسي في البرلمان، لذلك لا سبب للخوف منها، وفق قوله.
وقال: "هناك من يوجد وهم الخوف من الإسلام السياسي، وربط النهضة بالإرهاب، ولكن الحركة سحبت من الإرهابيين شرعية الاعتماد على الدين، أو الاستنجاد بالدين".
وتاليا فيديو المقابلة كاملة:
كل ما تحتاج لمعرفته حول الأزمة السياسية في تونس
النهضة لـ"عربي21": الغنوشي سيبدأ مشاورات لاستبدال الفخفاخ
قتيلان بمظاهرات قرب بغداد بعد قمعها من الأمن (شاهد)