قال باحثان إسرائيليان إن "المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية تراقب عن كثب ساحات المواجهة القائمة حاليا بين تركيا واليونان.
ورأى الباحثان أن الهدف من النزاع بين البلدين هو السيطرة على شواطئ البحر المتوسط، وفي الآونة الأخيرة بدأت أثينا بتلمس الدور الإسرائيلي الرسمي.
وأضاف غاليا ليندنشتراوس ورامي دانيال، في ورقة بحثية ترجمتها "عربي21"، أن "زيارة رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس لإسرائيل الأخيرة كانت جديرة بالملاحظة في بعض النواحي، فهي أول رحلة له خارج اليونان منذ بداية أزمة كورونا، والغرض منها تحديد موعد نهائي لاستئناف السياحة مع إسرائيل، رغم الشكوك بأن هذا الهدف سيتم تحقيقه، بسبب تزايد الوباء فيها".
وأشار الباحثان من معهد بحوث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، إلى أنه "خلال الزيارة صدرت عدة تصريحات ضد تركيا، فقد ذكر ميتسوتاكيس أن تركيا تعرض استقرار المنطقة للخطر، وهدفها السيطرة سياسيا وعسكريا على جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط، وهي مدعوة للتخلي عن تطلعاتها، والتعاون معنا كشريك متساو، وليس كدولة متنمرة".
ونقلا عن "مستشار الأمن القومي اليوناني ألكسندروس دياكوبولوس خلال زيارته لإسرائيل، فإنه "إذا استسلمت اليونان، وتمكن الأتراك من إخراجها من الصورة، فستعاني إسرائيل في وقت ما، وتصبح تركيا تهديدا لإسرائيل أكبر من الإيراني"، وتشير هذه التصريحات لتوتر علاقات تركيا واليونان في العامين الماضيين، بحيث سيكون من الصعب على إسرائيل أن تظل غير مبالية بهذه التطورات".
وأوضحا أن "ثقة أنقرة المتزايدة بالنفس قد تنعكس بخطوات سلبية تجاه إسرائيل، مع أن السيطرة على جزر بحري إيجه والمتوسط تشكل نقطة احتكاك بين تركيا واليونان لعقود، وخلافهما بشأن السيادة على نصيبهما، بجانب ترسيم الحدود البحرية، حيث ترفض أنقرة التوقيع على اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، بحجة أن التعريف العادل لحدود البحر المتوسط يجب أن يعطي وزنا أكبر لساحلها الطويل من الجزر اليونانية المتناثرة".
وقالا إن "تركيا أعلنت في وقت لاحق عن برنامج حفر في المنطقة الاقتصادية الخالصة التي تلقتها بموجب الاتفاقية مع ليبيا، لاسيما المتاخمة لجزر كريت ورودس، وأوضحت اليونان أن هذا البرنامج مستفز لها، ومحاولة لتقويض سيادتها، وأبدت معارضتها للتدريبات التركية المخطط لها، وجنّدت حلفاءها، بمن فيهم إسرائيل، لإدانة الأنشطة التركية في المنطقة".
وأشارا إلى أن "إسرائيل ترى في خطر تصاعد التوترات التركية اليونانية للأشهر المقبلة مصدر قلق لها، فكلاهما لديه خبرة طويلة في إدارة الصراع، ويرجح أن تحاول اليونان التعامل مع تهديدات أنقرة دون الانجرار لمواجهة عسكرية معها. أما المصالح التركية، فهي تجنب التصعيد الكبير، لكن خطر التدهور للعنف موجود بسبب النشاط التركي، ورغبة أثينا بوضع قيود على تطلعات أنقرة قد يوصلهما لنزاع مسلح واسع النطاق".
وأضافا أن "أثينا تتوقع دعما إسرائيليا ضد أنقرة يتجاوز مجرد التعبيرات الخطابية للدعم، نظرا لزيادة التعاون العسكري بينهما، لأنه عقب الاتفاق مع الحكومة الليبية، وقعت تركيا على اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع السلطة الفلسطينية، ورغم أنها خطوة لا نبالغ بتقديرها، لكنها قد تشكل تقييدا لإسرائيل، وتزيد من النشاط البحري التركي قرب سواحلها".
وأوضحا أن "اليونان من جهتها، وردا على الاتفاقيات البحرية التركية، وقعت اتفاقية لترسيم الحدود البحرية مع إيطاليا، وتجري مفاوضات متقدمة لتوقيع مثلها مع مصر، كما تلقت دعما من فرنسا التي اتخذت موقفا أكثر عدوانية تجاه تركيا، بسبب انخراطها في ليبيا، وأنشطتها بالشرق الأوسط".
نتنياهو يعلن التعاون مع الإمارات لمكافحة وباء كورونا (شاهد)
موقع فرنسي: ماكرون تعمد مهاجمة تركيا بحضور قيس سعيد
جيش الاحتلال يستهدف قواعد إيرانية في سوريا بقصف جوي