قالت كاتبة إسرائيلية إن "يوسف العتيبة، السفير الإماراتي في واشنطن، تحدث في مقاله الأخير الموجه للرأي العام الإسرائيلي بلغة دبلوماسية، ورغم أن المقال ركز على آثار خطة الضم الإسرائيلية، لكنه أدرج بعض ثمار التقارب مع إسرائيل".
وأضافت موران زيغا في مقالها بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، ترجمته "عربي21"، أن "العتيبة أغفل الحديث عن آلاف السائحين الإسرائيليين الذين زاروا
بلاده بفضل حصولهم على جواز السفر الأجنبي، ومئات المشاريع التجارية الجارية حاليا
بينهما، وعشرات الوفود الإسرائيلية الرسمية التي حضرت المسابقات والمؤتمرات في
الإمارات، وألفين من اليهود المقيمين في إمارتي أبو ظبي ودبي".
وأشارت
زيغا، الزميلة في المعهد الإسرائيلي للسياسة الخارجية-ميتافيم، والباحثة في مركز تشايكين
للاستراتيجية الجغرافية بجامعة حيفا، إلى أن "هذه المعطيات تعطي فكرة واضحة عن
عالم العلاقات الثرية الموجودة حاليا بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة،
وعلى أي حال، فإن مكسب إسرائيل الكبير ليس بالضرورة بهذه العلاقات المباشرة، ولكن
في نطاق نفوذ الإمارات في المنطقة، وفي الجوانب التي يصعب قياسها".
وأكدت
أنه "على صعيد التأثير السياسي، تعتبر إسرائيل أن الإمارات العربية المتحدة
من أقوى دول الشرق الأوسط، وقدرتها على التأثير خارج حدودها تجعلها محط تركيز
إقليمي هام، فهي تتوسع في سياستها الخارجية، ومنها المتعلقة بمسألة العلاقات مع
إسرائيل، وتوفر نوعا من الموافقة للدول الأخرى في العالم العربي للاقتراب من
إسرائيل".
وأوضحت
أن "هذا هو السبب في أن العتيبة شرح بلغة دبلوماسية دقيقة أن العلاقات
القائمة بين إسرائيل والفلسطينيين والإمارات لن تتدهور بعد تنفيذ خطة الضم، رغم أن
المزيد من الدول العربية سترفض تطوير العلاقات مع إسرائيل بعد تنفيذ الخطة كجزء من
اتجاه أوسع، لأن قدرة إسرائيل على تحسين وضعها وتوسيع علاقاتها مع العالم العربي
ستضعف بشدة".
وأضافت
أنه "على صعيد الأمن والأيديولوجيا، ترى إسرائيل أن الإمارات تنتمي للجانب
الأيديولوجي "الصحيح" لإسرائيل، لأنها تكافح التطرف الديني، وتترتب عليه
آثار أمنية بعيدة المدى، وكجزء من رؤيتها للعالم، تعتبر الإمارات العربية المتحدة
واحدة من أبرز الدول المشاركة في حرب اليمن ضد الوكلاء الإيرانيين، وتقف بجانب
القوى العلمانية في قتالها ضد حكومة الإجماع الوطني المدعومة من الإخوان المسلمين
وقطر وتركيا".
وأشارت إلى أن "الإمارات قطعت علاقتها بقطر بسبب دعمها لجماعة الإخوان المسلمين،
ورعايتها لقنوات شبكة الجزيرة، التي تستهدف إسرائيل والإمارات معا، ومثلما تقاتل
إسرائيل علنا مع الإمارات ضد الاتفاق النووي الإيراني، فإن الدولتين تقاتلان ضد
القوى الراديكالية في العالم العربي، وهناك خشية في حال تم تنفيذ خطة الضم أن تفقد
إسرائيل هذا المورد الهام من تحالف أيديولوجي غير مكتوب، ما يهدد جودة التنسيق
الأمني بينهما".