قال مؤرخ يهودي إن "مناقشة تطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية تتطلب فحص اعتبارات إسرائيل والأردن والفلسطينيين، وتذكر العلاقات السائدة بين الحركة الوطنية الفلسطينية والنظام الهاشمي، لأن الأوضاع السياسية التي قد تنجم عن خطة الضم، قد تشمل الإطاحة بالنظام الهاشمي، ما سيسفر عن تواصل الفلسطينيين مع المتطرفين العرب والإيرانيين في المنطقة، ويسهل عليهم القتال بشكل أكثر فعالية ضد إسرائيل".
وأضاف
دان شيفتان، في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم"، ترجمته "عربي21"، أن "كل من يفترض أن الفلسطينيين سيستقرون من أجل
حياة سلمية في دولة صغيرة بين جنين والخليل سيدرك لاحقا أنه جاهل، أو مدمن أمراض
خداع الذات، ولم يتعلم دروس القرن المنصرم من الثقافة السياسية الفلسطينية".
وأوضح
شيفتان، رئيس برنامج الأمن الدولي بجامعة حيفا، ومحاضر الدراسات الأمنية بجامعة تل
أبيب، أن "أكبر درس على ذلك السلوك السياسي والعسكري لسكان غزة منذ فك
الارتباط الإسرائيلي عنهم، والانسحاب من هناك، من خلال تكثيف العمليات المسلحة وإطلاق
الصواريخ ضد إسرائيل، منطلقين من توجهات راديكالية، ما سيثور مرة أخرى في مخيلة
الفلسطينيين في الضفتين الشرقية والغربية، وسيجعل النظام الأردني في خطر".
وزعم
أن "التوقعات الإسرائيلية تخشى أن تستولي حماس على الضفة الغربية في حال لم
يعد للجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام- الشاباك قدرة وصلاحية لمنعها من ذلك، وفي
هذه الحالة سيكون الخطر أكثر شدة على المملكة، بالنظر لقوة الإخوان المسلمين فيها، ما يدفع المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية لمعارضة السيادة الفلسطينية على
الضفة الغربية، وتطالب بحرمانهم من السيطرة الجوية والكهرومغناطيسية".
وأشار إلى أن "هناك إجماعا إسرائيليا واسعا لفرض سيطرة عسكرية على غور الأردن لتأمين
إسرائيل ضد أي هجوم متوقع من الفلسطينيين، وعلى أساس الخبرة الطويلة مع الأردنيين،
لم تكن هذه الوسائل ضرورية في حال عاد النظام الهاشمي للضفة الغربية، وفي ظل
العلاقة السائدة بين الفلسطينيين والأردنيين، والتجارب التاريخية السابقة بينهما،
فإن الوضع الحالي هو الأكثر ملاءمة للأردن".
وأكد
أن "التواجد الإسرائيلي في الضفة الغربية، وحرمان الفلسطينيين من السيادة
الكاملة عليها، يمنع حماس من السيطرة عليها، ويحول دون الاتصال بين الضفة الغربية
والأردن، ويعيق تلقيهم الدعم من القوات المعادية من إيران وتركيا ومليشياتهما
وتنظيم الدولة الإسلامية، وإطلاق الصواريخ من على أسطح منازلهم باتجاه إسرائيل،
ويغيب التهديد القادم منها في حال سيطرتهم على الأجواء والمجال الكهرومغناطيسي".
وأشار إلى أن "الفلسطينيين لديهم ميل لتحويل أي شيء لأسلحة ومقدرات قتالية، كالطائرات
الورقية والبالونات التي تحمل زجاجات مولوتوف، ما يجعل للأردنيين مصلحة بالسيطرة
الإسرائيلية الدائمة على الغور، في الوقت الذي يبدون فيه قلقا حقيقيا ومهما حول
الوضع القائم، وما قد يتطور عنه، خاصة إن دفعت إسرائيل الفلسطينيين إلى الضفة
الشرقية بطريقة تقيم لهم وطنا بديلا في المملكة، ما يعني اغتيال النظام الهاشمي".
وختم
بالقول إن "هذا الخوف الأردني له أساس، لأن جنرالات إسرائيل السابقين عززوا
هذا التوجه، خاصة موشيه ديان وأريئيل شارون، اللذين حاولا التقدم في الحرب الأهلية
في الأردن في حقبة السبعينيات، وخلال حرب لبنان الأولى 1982؛ سعت الدوائر المهمة في
اليمين لإخضاع الضفة الغربية للحكم الإسرائيلي، عبر خلق ظروف تشجع الهجرة الجماعية
للفلسطينيين شرقا باتجاه الأردن".