أعلنت مبادرة "مرحبا
أخي للتعايش بين الحضارات والشعوب"، التي أطلقها مركز حريات للدراسات السياسية
والاستراتيجية في شهر نيسان/ إبريل من العام الماضي، تضامنها مع "الاحتجاجات
الشعبية السلمية في الولايات المتحدة الأمريكية"، مؤكدة وقوفها مع كل
الرافضين للعنصرية في كل مكان بالعالم.
وقالت: "في
الوقت الذي تستعد فيه مبادرة (مرحبا أخي للتعايش بين الحضارات)، والتي تعد مكافحة
العنصرية أهم أهدافها لإطلاق المرحلة الثانية التي تتعلق بالميثاق التأسيسي المجتمعي
للتعايش فإنها قد فوجئت باندلاع احتجاجات الشعب الأمريكي الرافضة للعنصرية التي
يتعرض لها أصحاب البشرة السمراء ذوي الأصول الأفريقية على خلفية مقتل الشاب جورج
فلويد على يد شرطي أبيض بطريقة بشعة كما تابعت باهتمام المظاهرات التي خرجت في
العديد من قارات وعواصم العالم تعلن تضامنها مع الاحتجاجات وتندد بالعنصرية
المتجذرة ضد السود".
وحيّت
المبادرة، في بيان لها، الأحد، وصل "عربي21" نسخة منه، على وجه الخصوص أصحاب
البشرة البيضاء الذين خرجوا تضامنا مع أصحاب البشرة السمراء، ورفضا للتمييز العرقي
العنصري، وذلك تأسيسا على الحق الإنساني في الحياة الكريمة الذي كفلته كل الشرائع
والمواثيق الدولية لكل البشر، والذي ترى المبادرة أنه يُنتهك على نطاق واسع في
مناطق مختلفة من العالم، حيث ما زال يُنظر إلى الجسد الأسود نظرة دونية واعتباره
مادة للاستعمال أو الاستهلاك".
اقرأ أيضا: إمام كندي: الإسلام أطلق شرارة "لا أستطيع التنفس" قبل قرون
وأوضحت
المبادرة أنها "تنظر للمشكلة العنصرية والتمييز العرقي في الولايات المتحدة،
والغرب على وجه العموم، باعتبارها تهديدا صريحا للديمقراطية، بل وهدما للقيم التي
قامت عليها الحضارة الغربية ولا تزال تبشر بها".
ورأت المبادرة
أن "التمييز الذي يتعرض له الأمريكيون ذوو الأصول الأفريقية والمسلمون لا
يليق بإنسانية القرن الحادي والعشرين فما زال التمييز ضدهم يعم قطاعات كثيرة منها
التعليم والرعاية الصحية، بل والأجور والمرتبات، فضلا عن المعاملة الشرطية العنيفة
والسجون غير اللائقة".
وأكدت
المبادرة أن "مطالب أصحاب البشرة السمراء اليوم ليست مجرد مطالب شكلية، بل
تصب في ضرورة تغيير التشريعات والقوانين التي لا تزال تتستر على جريمة العنصرية أو
تشرعنها بأي شكل من الأشكال، كما أنها تنصب على قواعد النظام العالمي الذي تأسس على هذه
النظرة غير الإنسانية، والتي لا يعاني منها السود الأمريكيون، هذا الجزء الأصيل من الشعب
الأمريكي فقط، بل كل السود أصحاب البشرة السمراء في العالم".
اقرأ أيضا: من قلب العالم الإسلامي.. نرشح "جاسيندا" لجائزة نوبل
وكان مركز
حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية قد دشّن مبادرة "مرحبا أخي" كمجتمعية
للتعايش بين الحضارات والأمم، بهدف تفعيل المحاصرة الشعبية والعالمية لكافة مظاهر
العنصرية والقتل على الهوية، ومنع أسبابها، والتصدي المجتمعي لكل أشكالها
وموجباتها، ولبناء عالم أفضل يعيش فيه الجميع بسلام ويكون الحوار هو أساس العلاقات
بين الشعوب والأمم.
والمبادرة مستوحاة من عبارة
الأفغاني "داوود نبي"، الذي استقبل منفذ هجوم المسجدَين في نيوزيلندا ببشاشة
قائلا: "مرحبا أخي"، فيما باغته القاتل بوابل من الرصاص ليرديه قتيلا.
وفي 15 آذار/ مارس 2019، استهدف
متطرف أسترالي يدعى بيرنتون هاريسون تارانت، مسجدين في مدينة "كرايست
تشيرتش" النيوزيلندية، بالسلاح، وقتل 50 شخصا أثناء تأديتهم الصلاة، وأصاب 50
آخرين.
وتمكنت السلطات من توقيف
الإرهابي الذي بث لحظات تنفيذه الجريمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفي اليوم
التالي من الهجوم مثل الأخير أمام المحكمة ووجهت إليه اتهامات بالقتل العمد.
وفي الذكرى الأولى لمذبحة
المسجدين أو ما سمي بمذبحة "كرايست تشيرش" في نيوزيلندا، وبمناسبة مرور
عام على إطلاق مبادرة "مرحبا أخي"، أطلقت المبادرة حملة جديدة ترشح فيها
رئيسة وزراء نيوزيلندا "جاسيندا أرديرن"، نظرا لوقفتها الحازمة والشجاعة
في وجه المذبحة التي تعرض لها مسلمون في مسجدهم وهم يؤدون واجب الصلاة، وللفت
انتباه العالم إلى سلوكها القيادي الرشيد في مواجهة مشكلة مُعقدة لها تداعيات
كثيرة.
باسم يوسف يطالب "ترامب" بالاستقالة ويصفه بـ"المعتوه"
NYT: اهتمام عربي بثورة أمريكا من إدلب إلى القاهرة
العودة يقارن بين رد الفعل على آخر كلمات خاشقجي و"فلويد"