نقلت صحيفة
الغارديان
البريطانية، عن الممرضة التي ترعى
الشهيد الفلسطيني إياد الحلاق، وهو من ذوي
الاحتياجات الخاصة ويعاني التوحد، إنها كررت على الجنود
الإسرائيليين في القدس
المحتلة، أنه معاق، قبل أن يفتحوا عليه النار، لكنهم لم يستجيبوا.
وسلم الاحتلال جثمان
الشاب الحلاق 32 عاما، في وقت متأخر مساء الأحد، بعد
قتله برصاصهم، خلال توجهه إلى
المدرسة التي يتلقى فيها الرعاية قرب باب الأسباط في القدس المحتلة.
وقالت وردة أبو حديد، التي
تعتني بالحلاق، في تقرير للصحيفة، ترجمته "عربي21" عندما بدأت الشرطة
بالصراخ عليه وهرب واختبأ بين سلال القمامة. وحاولت تنبيههم الشرطة إلى أن الضحية
يعاني من مستوى عال من التوحد وأنه لا يفهم دعواتهم.
وتتذكر أنها صرخت
بالعبرية: "إنه معوق، معوق.. انتظروا قليلا خذوا هويته.. افحصوا هويته".
وقالت للقناة 13:
"فجأة أطلقوا ثلاث رصاصات عليه أمام عيني.. صرخت لا تطلقوا النار عليه، لم
يصغوا، لم يريدوا أن يسمعوا".
وبعد إطلاق النار على
حلاق جاء الشرطة باتجاهها بحسب ما قالته. "جاءوا إلي وضغطوا ببندقية على جسدي
وقالوا: أعطنا المسدس الذي أعطاك إياه'.
وعند سؤال قوات
الاحتلال، حول هذه الرواية حولنا المتحدث باسم شرطة الاحتلال، ميكي روزنفيلد إلى
التحقيق الذي تقوم به وزارة العدل في الحادث.
وفي مظاهرات صغيرة في
إسرائيل وفلسطين منذ يوم السبت حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "حياة
الفلسطينيين مهمة"، في إشارة إلى حركة حياة السود مهمة في أمريكا. وقام آخرون
بنشر صور قديمة لرجال شرطة اسرائيليين يدوسون بركبهم على رقاب فلسطينيين معتقلين
شبيهة لما حدث مع جورج
فلويد الذي أثار قتله وهو بيد الشرطة مظاهرات في أنحاء
أمريكا.
ونشر المعهد الفلسطيني
للدبلوماسية العامة ومقره رام الله رسما على تويتر يظهر حلاق وفلويد جنبا إلى
جنب مع عبارة "بلدين مختلفين، نظامين
شبيهين". "إياد وجورج كان ضحية نظامين متشابهين من الاستعلاء والقمع.
يجب تفكيكهما".
ووقالت الصحيفة، كان الحلاق
في طريقه إلى المعهد التعليمي في القدس القديمة حيث كان يدرس. وبعد إطلاق النار
بوقت قصير قامت الشرطة بمداهمة بيت عائلته.
وتم التحقيق يوم السبت
مع ضابطين وتم وضع أحدهما تحت الإقامة الجبرية بينما ينظر المحققون في الحادثة
بحسب مزاعم وسائل إعلام عبرية.
وقالت منظمة بتسليم
الحقوقية بأن العدالة أمر مستبعد. ومع أن الباحثين في المنظمة لا يمتلكون بيانات
كاملة إلا أنهم وجدوا أن التحقيق في أكثر من 200 حالة قتل لفلسطينيين من الجيش على
مدى السنوات التسع الماضية أدت إلى إدانة ثلاثة جنود.
وقال المتحدث باسم
المنظمة، أميت غيلوتز حول مقتل الحلاق: "حتى في قضية واضحة ومخيفة مثل هذه،
فإن فتح التحقيق هو ببساطة أول خطوة في التبرئة".
وأضاف: "إن فرض
احتلال وحرمان ملايين الناس من حقوقهم يحتاج إلى كثير من العنف الدائم. ولذلك فإن
آليات فرض القانون الإسرائيلي مصممة لحماية مرتكبي هذا العنف وليس ضحاياهم".
وقال الصحافي
الإسرائيلي، جدعون ليفي، وهو من أبرز الأصوات ضد الاحتلال، بأن لديه القليل من
الأمل أن يجري تحقيق مستقل في مقتل حلاق أو أن تؤدي عملية القتل – والتي قال إنها
ليست حدثا غريبا – إلى تغير في إسرائيل وفلسطين.
وكتب في صحيفة هآرتس:
"إن حرس الحدود ليسوا أقل وحشية أو عنصرية من الشرطة في أمريكا، هناك يفتحون
النار على السود، الذين يعتبر دمهم رخيصا وفي إسرائيل يفتحون النار على الفلسطينيين
الذين يعتبر دمهم أرخص. ولكن هنا تجعلنا عمليات القتل ننام، وهناك تثير
الاحتجاجات".