نشرت صحيفة
"بوبليكو" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن السفن التابعة للشركة الوطنية
السعودية للنقل البحري، التي حاولت خلال السنوات الثلاث الماضية تمويه أسمائها
وإخفاء بيانات خارطة الطريق الخاصة بها وأنشطة تحميل الأسلحة في الموانئ
الإسبانية.
وقالت الصحيفة، في
تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هذه السفن أعادت نفس العملية هذا
الأسبوع في ميناء موتريل، حيث قامت بتحميل حاويات مليئة بالأسلحة. في هذا السياق،
سلط الناشط المعارض لعمليات بيع الأسلحة ومراقب نشاط سفن الموت السعودية، لويس
أربيد، الضوء على المناورات التي تستخدمها هذه السفن.
وأشار إلى أن شركة
النقل البحري السعودية تفعل ذلك منذ ما يقارب الثلاث سنوات في محاولة لإخفاء
أنشطتها في ما يتعلق بشحن الأسلحة بالموانئ الإسبانية.
أضاف أربيد أنهم
"يحاولون مرارا وتكرارا تعتيم تجارة الأسلحة. يقولون لنا دائما إنها تجارة
قانونية، لكنهم يقومون دائما بالتستر على مثل هذه العمليات. لكن هذه ليست سوى عينة
صغيرة من جميع طرق الإخفاء".
وأوردت الصحيفة أنه في
سنة 2017، شنت لجنة "الحرب تبدأ هنا" التي تقدم الدعم للاجئين حملة تندد
فيها بأن الحرب بدأت من ميناء بيلباو، وذلك في إشارة إلى حمولة الأسلحة التي
تحملها سفن شركة "بحري"، المحمية دائما تحت غطاء من الصمت الذي منع
معرفة وجهة شحنتها.
وأوضحت أن الاحتجاجات
تجلت في لحظتين حاسمتين. أولا، عندما رفض رجل الإطفاء إينا روبلز تحميل أسلحة على
إحدى تلك السفن. أما الاحتجاج الآخر، فقاده نشطاء غرينبيس الذين تمكنوا في شباط/
فبراير 2018 من الاقتراب من سفينة "بحري تبوك" للتنديد ببيع الأسلحة للسعودية،
المسؤولة اليوم عن مقتل حوالي 200 ألف شخص في اليمن. وينتظر أربعة نشطاء ألمان
حاليا المحاكمة في إسبانيا بسبب هذا الإجراء.
وأضافت الصحيفة أن صوت
الحركات المضادة للحرب قد بلغ مسامع الشركة الوطنية السعودية للنقل البحري. وحيال
هذا الشأن، قال أربيد إنه "بعد وقت قصير من بدء الكشف عن أنشطتها في ميناء
بلباو في صيف عام 2017، بدأت الشركة بإخفاء الأنشطة التي قامت بها في تلك المحطة
من أجندتها".
كما قررت الشركة السعودية حذف قائمة الموانئ الإسبانية التي
اتصلت بها سفنها على موقعها الإلكتروني، وهي معلومات وقع تفصيلها في حالة بلدان
أخرى. وعلق على ذلك بسخرية: "شوهدت سفينة بحري في إسبانيا، ولكن اتضح أن
الميناء لم يكن له اسم".
كما حذفت شركة
"بحري" السعودية هذه البيانات من أنظمة توجيه سفنها، في محاولة لمنع
تحديد مكان مكالماتها في إسبانيا. ووفقا للمعلومات التي تم جمعها على موقع شركة
بحري، وقع ذلك على الأقل في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 وشباط/ فبراير 2018. قاموا
أيضا بإزالة الاسم العربي المكتوب على جانبي السفن.
نقلت الصحيفة عن أربيد
قوله إن "السفن التي وصلت إلى بلباو كانت تمحو الاسم الخاص بشركة الشحن على
جانبي الهيكل. في البداية، لاحظنا أنه أعيد طلاؤها بعد مغادرة ميناء بلباو، ولكن
بعد فترة وجيزة من انتشار الخبر لم تعد أي من سفنها الست تحمل اسم الشركة".
أضاف الناشط أن
"رسومات هيكل السفينة كانت بدائية للغاية: عبارة عن بقعة من الطلاء تحمل اسم
السفينة. في وقت لاحق، عندما قرروا إخفاء الحروف والدرع بشكل دائم حتى لا تجذب
السفن الانتباه، باتت الحروف رقيقة أكثر".
وأشارت الصحيفة إلى
أنه وقع اعتماد تقنية أخرى للالتفاف حول الاحتجاجات المناهضة لعمليات شحن الأسلحة،
وذلك من خلال إغلاق نظام تحديد مواقع السفن، الذي يمنع النشطاء من تتبع طرقها عبر
التطبيقات. ووفقا للتشريعات الإسبانية، يعد هذا انتهاكا خطيرا ضد إدارة حركة
المرور البحرية تصل غرامته إلى 120 ألف يورو.
توقف نظام تحديد
المواقع
وأفادت الصحيفة بأن
هذه الممارسة، التي طالما وقع التنديد بها في عدة مناسبات، قد وصلت حتى إلى
الكونغرس. ففي أيلول/ سبتمبر 2018، طلب النائب دافيد كارسيدو، من تحالف
"أونيداس بوديموس" في حكومة بيدرو سانشيز الاستفسار عما حدث مع سفينة
بحري جازان، التي دخلت ميناء سانتاندير في نفس الشهر محملة بالأسلحة، ثم قامت
بإيقاف نظام تحديد الموقع.
وفي رد أرسل بعد ذلك
بخمسة أشهر، أشارت السلطة التنفيذية إلى أنها لم ترفع أي قضية ضد سفينة بحري
جازان، مدعية أنه "لا توجد قاعدة أدلة كافية لبدء إجراءات إدارية
معاقبة". حتى أن الحكومة أكدت أنه "جرى مراقبة السفينة بشكل مثالي على
شاشات التحكم في حركة المرور الموجودة في برج المراقبة في ميناء سانتاندير، ولم
تفقد أي إشارة في أي وقت.
وفي غضون ذلك، واصلت
السفن السعودية ممارساتها الخفية. وقد وقع التحقق من ذلك في 20 آذار/ مارس في
موتريل، وتأكيده مرة أخرى يوم الاثنين من هذا الأسبوع في نفس الميناء. وفي كلتا
الحالتين، اختفت سفن الموت السعودية من خرائط الطرق الخاصة بها حيث كانت تتجه نحو
الساحل الإسباني.
الشحن في موتريل
أضافت الصحيفة أن
سفينة بحري تبوك دخلت ميناء موتريل على الخامسة صباح يوم الاثنين. وحسب ما استطاعت
الصحيفة تأكيده من خلال مصادر الميناء، وقع تحميل ست حاويات بعضها يحتوي على
أسلحة، إلى جانب تحميل بعض الصناديق الخشبية الطويلة وحوالي أربعين أنبوبا.
وفي الختام، أكدت
الصحيفة أنه بعد أن علمت أن بحري تبوك كانت في موتريل، وهي سادس سفينة سعودية ترسو
في موانئ إسبانية منذ كانون الأول/ ديسمبر، وثاني سفينة تقوم بذلك خلال حالة
الطوارئ، طالبت منظمة العفو الدولية حكومة سانشيز بمنع أي عملية شحن لمواد الحرب.
لكن مثلما حدث في مناسبات أخرى، لم تكن تتلقى أي رد.
"جنكيز" تدعو "الدوري الإنجليزي" لوقف بيع نيوكاسل للسعودية
FP: حلم "دموي" لابن سلمان على حساب قبيلة تاريخية
تقرير: ترامب يفكر بعقوبات مدمرة ضد السعودية بسبب النفط