حول العالم

وداعا للمكاتب المزدحمة.. كيف سيغير "كورونا" بيئة عملنا؟

يُمكن أن تنتشر مستقبلا تقنيات حديثة مثل المصاعد والأبواب والخزائن التي تعمل بالصوت عوضا عن اللمس- CCO

نشر موقع "ذي كونفرسيشن" الأسترالي تقريرا للكاتبة راشيل موريسون، تحدثت فيه عن التغييرات التي يمكن أن يحدثها فيروس كورونا في بيئة العمل خلال السنوات القادمة.


وقالت الكاتبة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه في ظلّ تخفيف إجراءات الحجر الصحي في العديد من دول العالم وعودة الناس إلى وظائفهم، سيكون التحدي القادم هو كيفية تهيئة مكاتب العمل المفتوحة بشكل يتوافق مع القواعد الصارمة للنظافة الشخصية والتباعد الجسدي.

وأوضح الموقع أنه بالرغم من أن النقاش حول إيجابيات وسلبيات ذلك النوع من المكاتب ليس بالجديد، إلا أنه نادرا ما وقع التطرق إلى الخطر الذي يمكن أن تشكّله المكاتب المفتوحة على الموظفين في حال انتشار فيروس خطير وشديد العدوى مثل فيروس كورونا.

 

في مثل هذه المكاتب، نجد الكثير من المرافق التي يستخدمها الموظفون بشكل مشترك وتحتاج إلى تنظيف مستمر.

 

إذ يمكن لرذاذ عطاس أو سعال شخص واحد أن يتنقل أكثر من 7 أمتار ويبقى على الأسطح المنتشرة في المكتب، وهذا ما يمثّل خطرًا كبيرا على صحة زملائه لمدّة أيام.

وأشار الموقع إلى أنه حتى في دول مثل أستراليا ونيوزيلندا التي نجحت جهودها في منع انتشار فيروس كورونا على نطاق واسع، والتي يمكنها التحكم بسهولة في حدودها لمنع قدوم حالات إصابة من الخارج، من المشروع التساؤل عن المخاطر التي قد تشكّلها أماكن العمل المشتركة أو ما يُعرف بالمكاتب المفتوحة، واحتمال أن تُصبح في السنوات القادمة جزءا من الماضي.

ففي حال وقع تطبيق تدابير صارمة لمقاومة تفشي الفيروس، يمكن للبعض مواصلة العمل في مثل هذه المكاتب مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة، لكن من غير المرجح، حسب رأي الكاتبة أن يكون هذا الخيار المناسب بشكل عام في السنوات القادمة. 

العمل من المنزل

نظرا للظروف الراهنة، من المنتظر أن تقلّ أعداد الموظفين العاملين في المكاتب، فبعد أن خاض كثيرون تجربة العمل من المنزل، من المؤكد أنها ستكون بالنسبة لهم الخيار الأفضل. 

وقال الموقع إنه من المحتمل أن لا تجد المؤسسات والشركات في المستقبل خيارا آخر سوى الحدّ من عدد الموظفين في مقرات العمل، واعتماد معايير جديدة في ما يتعلق بالمرونة في أوقات الدوام والتناوب في المهام والعمل بشكل مستمر على امتداد ساعات النهار والليل وطوال أيام الأسبوع.


اقرأ أيضا :  في يومهم العالمي.. هذا حال العمال في ظل كورونا (انفوغراف)


وأشار الموقع إلى أن نموذج المكاتب المفتوحة كان قد تعرّض للكثير من الانتقادات حتى قبل انتشار فيروس كورونا، لأسباب كثيرة منها انخفاض الإنتاجية وقلّة التفاعل بين الموظفين والسلوك غير الاجتماعي وتشتت الانتباه وانعدام الخصوصية.

لكنّ الكثير من الدراسات أثبتت في المقابل أن هذا النوع من المكاتب أدى إلى تعزيز التعاون بين الموظفين وتحسين عملية التواصل بينهم، كما أسهم في تحقيق الكثير من الشركات أرباحا ضخمة.

تغييرات جذرية

وأكد التقرير أن قواعد السلامة والتباعد الاجتماعي ستجعل من المحادثات والدردشات عن قرب بين الموظفين داخل المكاتب شيئا نادر الحدوث. كما أن اجتماعات الفيديو عبر الانترنت ستحلّ مكان الاجتماعات المباشرة للتقليل من المخاطر.

ويعتبر كثير من الموظفين أن إجراء الاجتماعات عبر الانترنت أمر مرهق لأنه يتعيّن عليهم التركيز بشكل أكبر لفهم زملائهم، كما أن عليهم التحديق في الكاميرا لفترة طويلة.

وأضاف الموقع أنه من المنتظر أن تظهر في بيئات العمل معايير صحية جديدة مثل تعقيم اليدين وتنظيف المعدات وارتداء الأقنعة.

 

ومن المحتمل أن تصبح المصافحة أو القبلات السريعة شيئا الماضي، وأن تختفي صور العائلة التذكارية من المكاتب إذا أثبتت الأبحاث أنه من الصعب تعقيمها. 

وأكد الموقع أن إحدى الشركات في هولندا ابتكرت بالتزامن مع أزمة كورونا مفهوما جديدا في تصميم المكاتب أُطلق عليه "مكتب 6 أقدام"، ويهدف إلى إعادة تصميم مساحات العمل بشكل يتوافق مع إجراءات التباعد الاجتماعي.

وأوضح الموقع أنه من المحتمل في المستقبل القريب أن نشهد عودة المقصورات العالية التي تفصل الموظفين عن بعضهم، وأن تُصمّم ممرات ذات اتجاه واحد، على غرار ما هو موجود حاليا في بعض المستشفيات. كما يُمكن أن يجلس العمال ظهرا لظهر بدل من أن يجلسوا متقابلين.

كما يُمكن أن تنتشر مستقبلا تقنيات حديثة مثل المصاعد والأبواب والخزائن التي تعمل بالصوت عوضا عن اللمس، ومصابيح الأشعة فوق البنفسجية لتطهير الأسطح.