ملفات وتقارير

بوادر انفراج لإعلان حكومة الكاظمي بعد اتفاق شيعي بالعراق

تمتلك القوى السياسية الشيعة مجتمعة نحو 183 نائبا في البرلمان من مجموع 329 مقعدا- وكالة الأنباء العراقية

تشهد الساحة السياسية في العراق بوادر انفراجة في طريق الإعلان عن اكتمال تشكيل حكومة رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي، وذلك بعد اجتماع حاسم عقدته القوى الشيعية مع الأخير الثلاثاء.


وتمتلك القوى السياسية الشيعة مجتمعة نحو 183 نائبا في البرلمان من مجموع 329 مقعدا، وبذلك هي تشكل الأغلبية وقادرة على تمرير الحكومة وحدها، لكنها ملزمة بالتوافقات السياسية في تشكيل أي حكومة عراقية، بحسب النائب فلاح الخفاجي.


"انفراجة واضحة"
وقال النائب الخفاجي عن تحالف النصر بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي لـ"عربي21" إن "اجتماع القوى الشيعية، مساء الثلاثاء، جرى فيه الاتفاق مع رئيس الحكومة المكلف مصطفى الكاظمي، على إعطائه الحرية من جميع المكونات بضمنها السنة والأكراد لاختيار تشكيلته الحكومية".


وأوضح أن "الاتفاق جاء بعدما رفضت القوى الشيعية القائمة الوزارية التي تقدم بها الكاظمي، كونه لم يتح لهم اختيار وزرائهم، على العكس مما حصل مع القوى السنية والكردية، الأمر الذي عقد المشهد كثيرا".


وأشار الخفاجي إلى أن "أمس الثلاثاء، بدأت ملامح الانفراجة تتضح على حكومة الكاظمي، وأعتقد أن رئيس الحكومة سيطلب من البرلمان في الأسبوع المقبل عقد جلسة للتصويت على تشكيلة الحكومة".


وأكد أن "الكاظمي سيعرض التشكيلة الحكومية على القوى السياسية، ولا سيما الشيعية منها قبل عرضها على البرلمان، وذلك لأخذ الموافقة المسبقة قبل الذهاب إلى عقد جلسة".

 

"لا ضمانات للكاظمي"
وبخصوص الضمانات التي حصل عليها الكاظمي لتمرير حكومته، قال الخفاجي إنه "لا توجد ضمانات لرئيس الوزراء المكلف، فالمواقف قابلة للتغير بأي لحظة، فبعدما استبشرنا خيرا في تفويض جميع القوى السياسية للكاظمي بتشكيل الحكومة، لكن ذلك لا يعني أن الساعات المقبلة لن تشهد مفاجآت".


واتهم الخفاجي "أطرافا لم يسمها من مختلف القوى السياسية، تسعى في الخفاء إلى عرقلة تشكيل حكومة الكاظمي والإبقاء على رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي في السلطة، لأنها مستفيدة من الأوضاع الحالية".


وشدد النائب على أنه "إذا لم تشكل القوى السياسية المتحكمة بالسلطة في البلد، فإن الشارع العراقي لن يرحمهم أبدا وسيقول كلمته، لأن أوضاع البلد صعبة ومعقدة على جميع المستويات، السياسية والاقتصادية والصحية والخدمية والأمنية".

 

اقرأ أيضاFP: لهذه الأسباب لم تعد أمريكا مهتمة بالعراق

"الكلمة للشيعة"
من جهتها، قالت النائب إخلاص الدليمي عن الحزب الديمقراطي الكردستاني في حديث لـ"عربي21" إنه "بعدما تعقد المشهد السياسي، بادرت القوى السياسية الكردية والسنية إلى تفويض الكاظمي في اختيار تشكيلته الحكومية، لأن عدم توافق القوى الشيعية والصراع الداخلي كان واضحا للجميع".


وأضافت: "حتى لا يكون السنة والأكراد هم الشماعة لإفشال الكاظمي، ارتأت قوى المكونين إلى منح رئيس الوزراء المكلف حرية الاختيار للتشكيلة الحكومية، مع الإبقاء على الخطوط العامة العريضة، ولا سيما فيما يتعلق بالتوازن الوزاري بين المكونات".


وأوضحت الدليمي أن "السنة والأكراد أرادوا إبعاد أنفسهم عن دائرة الاتهام في حال أخفق الكاظمي من تمرير حكومته، وإذا جرى عرقلة تمرير الحكومة فمعنى ذلك أن المكون الشيعي هو من تسبب بذلك على اعتبار أن المكونين أبعدوا عن هذا الصراع".


ونوهت إلى أن "الكاظمي لن يخرج عن مبدأ الاستحقاقات الانتخابية للمكونات، بمنح 12 وزارة للشيعة، و6 للسنة، وستبقى 3 للأكراد، على الرغم من أن استحقاقهم 4 وزارات، لكنهم لا يريدون أن يصبحوا عقبة في طريق تشكيل الحكومة".


وتوقعت الدليمي عقد جلسة البرلمان الاثنين المقبل، إذا لم تعرقل تشكيل الحكومة أي جهة، لتمرير الكابينة الوزارية للكاظمي، لأن الوضع معقد في العراق، ولا بد من حسمها في أسرع وقت ممكن".


وحذرت النائبة أنه "في حال جوبه الكاظمي بالرفض من القوى الشيعية، فبالتالي ستتحمل هذه الأحزاب مسؤولية الفشل في تشكيل الحكومة، وستجابه الشارع بعد ذلك، والذي هو بالأساس منتفض منذ أشهر عدة".

 

وكلف الرئيس العراقي برهم صالح، في 9 من نيسان/ أبريل الجاري، رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي بتشكيل الحكومة الجديدة خلال 30 يوما، وهو المكلف الثالث بعد اعتذار كل من محمد توفيق علاوي وعدنان الزرفي عن تشكيل الحكومة إثر فشلهما في إقناع الأكراد والسنة.


وخلافا للزرفي وعلاوي، فقد حظي الكاظمي بتأييد أغلب القوى السياسية في العراق، الأمر الذي دفع محللين سياسيين إلى التوقع بأن ينجز رئيس الحكومة المكلف مهمته في غضون أسبوع واحد.