نشر موقع "ني بوليم" الروسي تقريرا تحدث فيه عن متلازمة الاحتراق النفسي المهني، والتي هي عبارة عن رد فعل سلبي للجسم تجاه الضغط المطول المرتبط بأداء الواجبات المهنية.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن هذه المتلازمة غالبا ما تصيب المديرين أو الموظفين الذين يتقلدون مناصب عليا، وقد تتعقد هذه المشكلة لدى أشخاص آخرين يتولون واجبات مهنية أخرى، مثل الأطباء والمشرفين على الخدمات الاجتماعية.
الشعور المستمر بالتعب
ذكر الموقع أن إحدى الخصائص الرئيسية للشخص المدمن على العمل تتمثل في عدم قدرته على صرف انتباهه عن العمل، حيث يواصل بعد يوم شاق التفكير فيه والبحث عن طرق لحل المشاكل المطروحة، ما يقوض راحته.
وبمرور الأيام، يتنامى شعوره بالتعب والإرهاق وتتراجع كفاءته، ويؤثر ذلك على كيفية قيامه بواجباته، مما يؤدي إلى زيادة الضغط عليه.
خارج أوقات العمل، من الضروري تجنب العوامل التي يمكن أن تحيي الأفكار المتعلقة بالمجال المهني مثل التواصل مع الزملاء، وفتح البريد الإلكتروني الخاص بالعمل وما إلى ذلك.
وينبغي أيضا الانخراط في الأنشطة الخارجية المتعلقة بالرياضة أو السياحة وإيجاد هواية جذابة بما يكفي لتلهيك عن مهنتك.
الصداع
أورد الموقع أن الشخص الذي يعاني من متلازمة الاحتراق النفسي المهني يخشى من القيام بأمر خاطئ يفقده السيطرة على الوضع.
لذلك تجده في حالة توتر دائم، مما يؤدي إلى ظهور الصداع. كما يعاني من آلام في نهاية يوم عمل شاق، لا يتخلص منها بسهولة بمساعدة المسكنات. ومن شأن هذا الصداع أن يقلل من جودة النوم في الليل ويعزز الشعور بالإرهاق.
يمكن أن تساعد تمارين الجهاز التنفسي في حل هذه المشكلة. ويستحسن زيارة طبيب ليساعدك في اختيار منهجية محددة وتطوير نظام تدريب فردي.
اقرأ أيضا : 10 عادات سيئة يمكن أن تضر بصحة العاملين في المكاتب
والجدير بالذكر أن عدم وعي المريض بمثل هذه الأمور يمكن أن يجعل عملية التنفس غير ناجعة في الحصول على الراحة المطلوبة بل العكس.
آلام الظهر والصدر
أشار الموقع إلى أن الإجهاد المستمر يؤثر سلبا على حالة العضلات. وغالبا ما تظهر علامات متلازمة الاحتراق النفسي المهني من خلال تقلصات عضلات الظهر والصدر، علما بأن هذه الآلام تؤدي إلى تردي جودة الحياة.
وفي هذه الحالة، للتخلص من الآلام، يوصي الخبراء بممارسة تمارين التنفس والمشي لمسافات طويلة في الهواء النقي، الأمر الذي قد يسمح لك بالاسترخاء وتخفيف الشعور بالآلام. كما يتوجب عليك الحصول على قسط من الراحة مع العلاج النفسي.
مشكلة الوزن الزائد
أورد الموقع أن الرغبة في أن تكون مميزا للأبد تخلق توترا مستمرا وعواطف سلبية. يحاول الجميع إيجاد مخرج من الأحاسيس السيئة التي تعتريهم، ما يدفعهم للإفراط في الأكل مما يؤدي إلى زيادة الوزن.
وقد يزيد وزن الشخص الذي يعاني من متلازمة الاحتراق النفسي المهني دون الإفراط في تناول الطعام، والسبب في ذلك هو اضطراب التمثيل الغذائي الناجم عن الإجهاد لفترات طويلة.
كما أن محاولة الحد من تناول الطعام واختيار نظام غذائي صحي في هذه الحالة لن يكون مجديا. لذلك من المهم أن تفهم طبيعة المشكلة النفسية بالأساس، للتعامل معها بشكل صائب.
البحث عن وسائل للتسلية
بين الموقع أنه عند الإصابة بمتلازمة الاحتراق النفسي المهني، يحاول المرء العثور على نشاط يصرف انتباهه عن الأفكار المزعجة.
فعلى سبيل المثال، قد يرى البعض في التسوق مفرا له من مشاكله، بينما قد يلجأ البعض الآخر إلى التدخين أو معاقرة الكحول والإدمان على القمار. وفي الحقيقة، إن اللجوء إلى هذه الممارسات لا يجلب الراحة النفسية، بقدر ما يؤثر سلبا عليها.
وتجدر الإشارة إلى أن الأشخاص المصابين بمتلازمة الاحتراق النفسي المهني لديهم شعور كبير بالمسؤولية، واتباع هذه العادات السيئة يشعرهم بالذنب.
في حال توقف الشخص عن الاستمتاع بالأنشطة الصغيرة مثل التسوق، فذلك ينذر بالخطر ويستدعي استشارة طبيب نفسي.
مشاكل متعلقة بالقيام ببعض الشؤون
حذر الموقع من أن الإصابة بمتلازمة الاحتراق النفسي المهني يؤدي إلى انخفاض القدرة على العمل وظهور مشاكل في أداء الواجبات المألوفة.
بالإضافة إلى ذلك، يتوقف الشخص عن السعي للحصول على معلومات جديدة وإنتاج أفكار إبداعية ويصبح غير مرن.
وبالنسبة للأشخاص الذين يتولون قيادة مناصب مهمة، فإن هذه التغييرات تكون مصحوبة بتراجع الوضع المهني والاجتماعي، وقد يؤدي الشعور بتراجع جودة عملهم إلى مشاكل نفسية خطيرة.
فقدان الاهتمام بالحياة
أشار الموقع إلى أنه عند الإصابة بالاحتراق النفسي المهني، يعاني المرء من الشعور باليأس والعجز، وتفعيل آلية الدفاع النفسي ما يجعله غير مبال بعمله.
ونتيجة لذلك، يفقد الاهتمام بالأنشطة المهنية، وبجوانب أخرى من الحياة. وفي مثل هذه الحالة، يمكن للمريض رفض أكثر الطرق ترويحا عن النفس مثل تنظيم الرحلات السياحية المثيرة، والذهاب إلى المسرح أو المعارض أو حتى التواصل مع الأحباء.
في حال توقف الشخص عن الاهتمام بالأخبار، بما في ذلك المتعلقة بالمجال المهني، سيفقد الرغبة في القيام ببعض الأنشطة الترفيهية مثل قضاء بعض الوقت مع العائلة، مما يستدعي مساعدته بشكل فوري.
تقلبات مزاجية مفاجئة
إن عدم الاستقرار العاطفي من أحد أعراض الاحتراق النفسي المهني، إذ يتغير مزاج الشخص المصاب به بسرعة. بشكل عام، يمكن أن يؤدي الإجهاد على المدى الطويل إلى العدوانية والاستياء والشك. وفي بعض الأحيان يتصرف المريض بشكل غير مناسب مع الزملاء أو العملاء أو أفراد الأسرة.
تدني تقدير الذات
نبه الموقع إلى أنه عند الإصابة بالاحتراق النفسي المهني، لا تنخفض القدرات العملية فقط، بل يصاحب ذلك تدني تقدير الذات، وهو أمر ملحوظ بشكل خاص لدى أولئك الذين ترتبط أنشطتهم بمساعدة الآخرين.
وبناء على ذلك، يتطور لدى مرضى الاحتراق النفسي المهني الشعور بالذنب تجاه العملاء، فضلا عن وهم فقدان المهارات المهنية.
الرغبة في الوحدة
في الحالات المتقدمة، يؤدي الاحتراق النفسي المهني إلى العزلة وتجنب المريض التواصل مع الآخرين والشعور بالخذلان.
يرفض المصاب بهذه المتلازمة مقابلة الأصدقاء ومشاركة المشاعر السلبية، ويبتعد عن زملائه، خوفًا من أن تؤدي مقارنة نفسه بنجاحاتهم إلى تفاقم الضغط المستمر.
على هذا النحو، يعتبر الخبراء الرغبة في الوحدة أحد أهم أعراض الاحتراق النفسي المهني.
وأشار الموقع إلى أنه في ظل غياب المساعدة، يمكن أن يؤدي الاحتراق النفسي المهني إلى مشاكل في العمل فضلا عن تطور الأمراض المزمنة.
لتجنب تطور هذه المتلازمة ينبغي القيام بالآتي:
التخلي عن وجهة النظر التي تعتقد من خلالها أنك الداعم الوحيد والشخص الذي لا غنى عنه في المجال المهني، وتفويض بعض المسؤوليات للزملاء، فضلا عن ضرورة تقدير قدرات الآخرين والإيمان بنزاهتهم.
التمتع براحة عادية وتعلم كيفية صرف الانتباه عن مشاكل العمل خلال فترة الراحة.
ممارسة الرياضة واتباع نشاط بدني بشكل منتظم.
تنويع الاهتمامات على غرار قراءة الروايات والذهاب إلى المسارح من أجل تشتيت الانتباه عن المواضيع المهنية.
اختيار هواية إبداعية تبث في النفس مشاعر إيجابية عند تنفيذ الأفكار.
تنظيم التمرينات التنفسية الرئيسية وتقنيات الاسترخاء الأخرى.