قال خبير عسكري إسرائيلي إن "أزمة فيروس كورونا تسببت بهزة أرضية في الشرق الأوسط، ما قد يسفر عن توفر فرص لإسرائيل، رغم خشيتها أن ينتج الوباء عن اهتزاز عروش في المنطقة، في حين أنها تراقب أداء السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وحماس في غزة، وتبدو إسرائيل حريصة من خلال أجهزتها الأمنية والاستخبارية على الحصول على صورة معلوماتية قوية عن طبيعة تفشي الوباء في الدول المجاورة لها".
وأضاف
رون بن يشاي، كبير الخبراء العسكريين الإسرائيليين، في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت،
ترجمته "عربي21"، أن "الحرص
الإسرائيلي على متابعة أخبار الوباء في المنطقة، جاء من أجل ألا تفاجأ بسيناريوهات
سيئة بالنسبة لها، وتم ذلك من خلال الأقمار الصناعية التي تصور المقابر في تلك
الدول، ومتابعة أخبار الوباء على شبكات التواصل الاجتماعي والوسائل الإعلامية فيها".
وأكد
بن يشاي، وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وغطى معظم الحروب الإسرائيلية
في لبنان والأراضي الفلسطينية، أن "الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تتابع قراءة
لغة الجسد الظاهرة على المتحدثين الرسميين في تلك الدول خلال الحديث في مؤتمراتهم
الصحفية، كل هذه المعطيات تقدم معلومات جيدة لإسرائيل، لكن اللافت فعلا لأجهزتها
الأمنية أن معظم الدول الشرق أوسطية التي ظهر فيها الوباء من أفغانستان شرقا إلى
المغرب العربي غربا، لم يكن انتشار الوباء كبيرا باستثناء إيران وتركيا، الدولتين
غير العربيتين".
وأوضح
أن "المفاجأة التي أصيبت بها المنظومة الصحية الإسرائيلية من انتشار الوباء
لم تقتصر عليها، بل تعداها الأمر إلى المؤسسة الأمنية والاستخبارية، حيث قدرت أن
دول المنطقة كلها، بما فيها إيران، ستكون منشغلة حتى الصيف القادم بتبعات الوباء، بما
لن يجعلها متفرغة لتوفير مقدرات مالية لدعم أذرعها الإقليمية في المنطقة التي تخوض
مواجهات عسكرية في المنطقة، وربما التحضير لمواجهات أخرى قادمة، لكن ذلك لم يتم".
وأشار إلى أنه "بالنسبة للفلسطينيين، فقد كانت الصورة لدى المخابرات الإسرائيلية أقل
وضوحا، حيث خشيت إسرائيل من عدم نجاح السلطة الفلسطينية وحركة حماس في التعامل مع
الوباء في المناطق الخاضعة لسيطرتهما، في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأبدت قلقها
أنه في حال خرجت الأمور عن سيطرتهما، فإن ذلك قد يترك تهديداته على إسرائيل أيضا".
وأضاف
أن "مصدر قلق آخر أحاط برجال الأمن الإسرائيليين من إمكانية تفشي الوباء في أوساط
العمال المقيمين غير القانونيين في إسرائيل، من إمكانية حمل الوباء، ونشره بين الفلسطينيين،
لا سيما أولئك العاملين في المستوطنات، ما قد يؤدي إلى انتشار الوباء بصورة واسعة،
وتوافد آلاف الفلسطينيين على حدود المستوطنات، أو الجدار الفاصل".
وأشار إلى أن "الأوساط الأمنية الإسرائيلية اعتبرت أن تحقق مثل هذا السيناريو كفيل بإخراج
العمليات المسلحة إلى حيز الوجود في حال تزايد الاتهامات الفلسطينية لإسرائيل بنشر
الوباء، مع وجود خطر آخر يتعلق بأن الفلسطينيين في غزة قد يلجأون للضغط على إسرائيل
لتحصيل المساعدات الطبية والإنسانية، وتخفيف الحصار من خلال إطلاق الصواريخ
والعمليات المسلحة".
وختم
بالقول إن "الرواية السائدة لدى الفلسطينيين في غزة أن الإسرائيليين يخافون
من التجمع في أماكن مزدحمة؛ خشية انتقال العدوى في الملاجئ والغرف المحصنة، وبذلك
يخضعون لمطالب حماس، وبذلك فإن الجيش الإسرائيلي أبدى جاهزيته لإمكانية نشوب تصعيد
في الجبهة الغزية، لكن كل الجهود المشتركة حالت دون انتشار الوباء في المناطق
الفلسطينية".