قال مستشرق يهودي، إن "مناهج التعليم المصرية الحديثة باتت تنظر إلى إسرائيل على أنها حقيقة واقعة، ولم تعد تسميها دولة عدوة، وحين يتم عرض الخرائط الجغرافية يتم ذكر مدن بئر السبع وتل أبيب بأسمائها العبرانية، بجانب أورشليم وحيفا وغزة وعكا".
وأضاف
جاكي خوجي الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية في مقاله بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21" أن "الكتب المدرسية المصرية
تذكر دولة إسرائيل باسمها الحالي "إسرائيل"، دون التطرق لمفردة فلسطين،
وعدم التشكيك باسمها، كما أن ترديد عبارة الصهيونية تراجع كثيرا، على اعتبار أن إسرائيل
باتت دولة، وليس حركة".
وأشار إلى أن "الكتاب جاء تحت عنوان "الدراسات الاجتماعية: جغرافيا وتاريخ مصر
الحديثة"، وهو صادر عن وزارة التعليم المصرية لعام 2018، ويشمل أربع وحدات
موزعة على 150 صفحة، تتناول الجوانب الاقتصادية المصرية، والسياسية المصرية،
والصراع العربي الإسرائيلي، والمجتمع المدني المصري".
وأكد
خوجي، محرر الشؤون العربية والفلسطينية في الإذاعة العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي،
أن "الكتاب بدأ حديثه بالانتداب البريطاني، مرورا بحرب 48، واتفاق
السلام المصري الإسرائيلي 1979، وصولا إلى اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين 1993، بما
في ذلك النظرة المصرية للقضية الفلسطينية وحرب أكتوبر 1973".
وأوضح
أنه "من بين سطور الكتاب المصري المشار إليه تخرج مفردات أن إسرائيل حقيقة
قائمة، ورغم أن معاناة الفلسطينيين أخذت حيزا واضحا في الكتاب المصري، فإن الجهد
المصري لمساعدة الفلسطينيين، دون الإشارة إلى تحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن
معاناتهم وظروفهم الصعبة، على اعتبار أنه ليس هناك من جهة واحدة مسؤولة عن هذه
المعاناة بصورة حصرية".
وأضاف
أن "لسان حال الكتاب يغلب عليه الطابع العلماني، في حين أن اللهجة الدينية
غائبة، واللافت أنه لا يوجد تعظيم كبير للقادة المصريين أمثال جمال عبد الناصر وأنور
السادات وحسني مبارك، بل تم التطرق إليهم بصورة متواضعة، حتى إن موشيه ديان يوصف في الكتاب بأنه وزير الدفاع الإسرائيلي، وليس وزير الحرب كما كان سائدا في السابق،
ويوصف كذلك في كتب أخرى".
وأشار إلى أن "صفحات الكتاب المصري دأبت على ترديد عبارات ثقافة السلام والمفاوضات وحل
النزاعات بطرق السلام ومفاهيم المواطنة وحقوق الإنسان، ورغم أن تغطية حرب أكتوبر 1973
دمرت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، لكنه يذكر أن منطق القوة لم يعد
مناسبا لحل الصراعات، وجلب السلام".
يختتم
الكاتب مقاله بالحديث أن "الكتاب المصري يتطرق إلى مراحل المواجهات المصرية
الإسرائيلية في أعوام 1948 و1956 و1967 و1973، وصولا إلى اتفاقية كامب ديفيد 1979،
التي وضعت حدا لحالة الحروب بين الجانبين، وحل النزاعات بطرق السلام، ويشير إلى أن
اتفاق السلام الثنائي أسفر عن نيل الزعيمين الإسرائيلي مناحيم بيغن والمصري أنور
السادات على جائزة نوبل للسلام".