عادت تل رفعت شمالي حلب إلى واجهة الأحداث السورية مجددا، مع تداول أنباء عن مغادرة قيادات من "الوحدات الكردية" برفقة عائلاتهم، المدينة الخاضعة لسيطرة الأخيرة، وأنباء عن اتفاق تركي/ روسي على حسم مصيرها.
مصادر محلية، أكدت إخلاء عدد من القياديين الأكراد لمدينة تل رفعت على مدار الأيام القليلة الماضية، معتبرة أن ما يجري يؤشر إلى احتمالية قيام تركيا بشن عملي عسكري لاستعادة المدينة الاستراتيجية، التي تشرف على مقاطع من الطريق الدولي (غازي عنتاب- حلب)، وذلك تمهيدا لافتتاحه أمام حركة المرور والسير.
من جانبه، أوضح رئيس المكتب السياسي في مدينة تل رفعت، بشير عليطو، في حديث خاص لـ"عربي21"، أن المدينة سجلت فعلا حالات مغادرة لقيادات من "الوحدات" الكردية، مستدركا "لكنها بوتيرة هادئة، وعلى شكل حالات فردية".
وأكد أنه "ما من تأكيدات على أن عمليات المغادرة تتم بأوامر من قيادة "الوحدات" التابعة لحزب العمال الكردستاني"، مضيفا "ربما هو هروب لأماكن أكثر استقرارا، فمن المعروف أن النظام يمنعهم من الدخول إلى حلب، والحزب يمنعهم من العودة لعفرين، ويعدهم باستعادتها، لذلك لم يبق أمام من يريد مغادرة هذه المناطق إلا المغادرة لأماكن أكثر استقرارا".
اقرأ أيضا: ترامب: تركيا و"قسد" مستعدون لإبرام اتفاق سلام بسوريا
وحول آخر ما تم التوصل إليه بين تركيا وروسيا بشأن مصير تل رفعت، قال عليطو: "لا جديد ملموس يخص هذه المناطق، تركيا ترغب بدخولها لإعادة أكثر من 150 ألف مهجر من أهلها إليها، غالبيتهم يعيشون في المخيمات حول أعزاز، وروسيا وإيران تتمسكان بكل شبر إضافي لصالح النظام".
وعن احتمالية قيام تركيا بعمل عسكري وشيك، ذكر أن الجانب التركي لم يفصح عن أي شيء، وعلى الأرض لا يوجد أي شكل من أشكال الترتيبات لعمل تركي قريب على هذه المناطق.
مصدر ثان من مدينة تل رفعت، وصف خلال حديثه لـ"عربي21" الأنباء التي تتحدث عن إخلاء جماعي للعسكريين الأكراد لتل رفعت بـ"الأنباء المبالغ فيها"، مبينا أن "الوحدات" دائما ما تستخدم الأهالي كدروع بشرية لحمايتها.
وقال المصدر: "حتى لو كانت هناك نية أو مؤشرات لتحرك عسكري تركي وشيك، فإن الوحدات ستجبر الأهالي على البقاء ليكونوا درعا لها".
وفي مطلع عام 2016، سيطرت "قسد" مدعومة بالطائرات الروسية على مدينة تل رفعت وبلدات عدة في محيطها، مستفيدة في حينها من انشغال فصائل المعارضة بصد اجتياح تنظيم الدولة للريف الشمالي.
وكان الاتفاق التركي الروسي في سوتشي، قد نص على إخراج "قسد"، مع أسلحتها من تل رفعت بريف حلب الشمالي، غير أن حسابات إيرانية تمنع ذلك، بسبب قرب الأخيرة من بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب الشمالي، وفق مصادر.