قال وزير إسرائيلي سابق إن "إسرائيل تعيش في لحظة حرجة، وهي مناسبة للنظر من جديد في خارطتها السياسية وللمنطقة، والبحث من حديد في خيار الكونفدرالية الإسرائيلية الفلسطينية في ظل الكفاح المشترك الذي يخوضه الإسرائيليون والفلسطينيون معا، ويدا بيد، لمواجهة الكورونا".
وأضاف
يوسي بيلين، وزير القضاء ونائب وزير الخارجية الأسبق، وأحد رواد مسيرة أوسلو مع الفلسطينيين،
وشغل مهامّ عديدة بالكنيست والحكومات الإسرائيلية، في مقاله بصحيفة إسرائيل اليوم،
ترجمته "عربي21"، أنه "في المستقبل
قد يتصدى الإسرائيليون والفلسطينيون معا لكوارث طبيعية من أنواع مختلفة، يجعل منها
أحد الدوافع والحوافز الأساسية لمنح هذه الكونفدرالية مصداقية ووجاهة في الطرح".
ولفت
الكاتب إلى أن "أزمة كورونا تتطلب من الإسرائيليين إقامة تعاون مكثف بين الجيران
الجيو-غرافيين، لا سيما أولئك الذين يعانون من الأزمة ذاتها القائمة حاليا، ومن ذلك
التعاون مع الفلسطينيين، لكن في منظومة العلاقات السياسية ستكون الأمور أكثر هدوءا،
ولذلك يمكن إقامة علاقات أكثر تنسيقا في مجالات أخرى".
وأكد
أن "الأزمة التي تعيشها إسرائيل بسبب أزمة وباء الكورونا غير مسبوقة في تاريخ
الدولة، لكن الأمر الأكثر شبها بها تمثل في حرب الخليج الأولى في عام 1991، حين لم
يعرف أحد من الإسرائيليين متى سوف تنتهي هذه الحرب، أو يتوقف إطلاق الصواريخ من
العراق، وكان التخوف أن تشتمل على صواريخ غير تقليدية".
وأضاف
أن "إسرائيل واجهت تلك الأزمة من خلال كمامات الغاز، لكنها لم تعرف ما الذي يقوم
به بالضبط، مع أنها في عهد رئيس حكومتها إسحق شامير قررت عدم الرد على الصواريخ
العراقية، وفجأة فقدنا الشعور بالأمن، وشعرنا أننا مكشوفون، وفاقدون للإرادة والفعل".
وأكد
أن "المقولات المشهورة حول الرد بالطريقة المناسبة وفي الزمن المناسب لم نعد
نسمعها بعد ذلك، لأننا اعتمدنا حينها، وبحق، على الإدارة الأمريكية زمن الرئيس الأسبق
جورج بوش الأب، لكننا بعد مرور شهر ونصف فقط أوقفنا استخدام هذه الكمامات".
وأشار إلى أن "إسرائيل اليوم في أزمة كورونا يقودها بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة، الذي
يعمل بين يوم وآخر على تأجيل محاكمته، ويحرص على الظهور الإعلامي، وتتأرجح حلقات
البث التلفزيوني بين إقامة حكومة وحدة وطنية، أو إعلان حالة الطوارئ برئاسته، وفي
كل يوم يعلن عن إلغاء قطاع جديد من الاقتصاد الإسرائيلي".
وأوضح
أن "دولة منفتحة كإسرائيل تستطيع العثور على قائد يقودها في هذه اللحظة
الحرجة، يهدئ من روع مواطنيها القلقين، والمحجورين في منازلهم، والملتصقين بشاشات
التلفزة، ويشاهدون الكلمة المملة "كل شيء سيكون على ما يرام"، وكأن من
يردد هذه الكلمة اكتشف سر الوباء أو علاجه السحري".
وأضاف
أن "أضرار كورونا خطيرة وجلية ومكشوفة، وهذه الأزمة كفيلة بإحداث تغييرات
جوهرية لم تكن لتحدث لولا وقوعها، ومنها أن يتم إجراء جلسات حكومية عبر الفيديو
كونفرنس، وكأنه لقاء تعليمي أو مناسبة اجتماعية بديلا عن اللقاءات المادية
المباشرة، ما قد يترك آثارا وتبعات في العديد من القطاعات الاقتصادية بصفة خاصة".
وأكد
أن "الكورونا كفيلة بأن تؤكد للإسرائيليين أن اليد الخفية التي تحرك الاقتصاد
الإسرائيلي لا تستطيع في هذه الأزمة أن تحدد المعيار الأساسي له، وبأنه العنصر
المركزي الذي يجبي الضرائب من الجمهور الإسرائيلي، وهو الكفيل بتحقيق الأمن
لمواطنيها وصحتها واحتياجاتها الأخرى الحيوية، ويوفر الإجابات الواضحة لتحديد
العرض والطلب في الأسواق الإسرائيلية".
وأضاف
أن "أزمة الكورونا كشفت عن المطلب الأساسي لمعسكر اليمين الإسرائيلي بالحاجة
الماسة لحكومة ضيقة، قد تكون جذابة على الأقل للجيل الشاب والأصحاء".