تلقي الحياة على أكتافنا الكثير من المسؤوليات يوميا، وقد تتشكل الضغوطات
أيضا بتغيير مخطط حياتك بسبب عارض ما، الأمر الذي يضعنا تحت التوتر، لذا من المهم
أن يكون لدينا طريقة تتفاعل بها مع الأشياء التي نفقد سيطرتنا عليها.
وحول موضوع السيطرة على النفس، أعطت الطبيبة "رادها مودجيل" في
حوار لها عبر إذاعة "بي بي سي" ثلاث نصائح بسيطة، ترتكز بالأساس على علم الأعصاب، لكنها فعّالة بشكل لا
يُصدق في إبقائك هادئًا خلال اللحظات الأكثر صعوبة في حياتك.
تحكّم في أنفاسك
قد يبدو الأمر للوهلة الأولى بسيطا جدا لدرجة يصعب عليك تصديقه، لكن
هناك فعلا فوائد فعّالة من التحكم بالطريقة التي تتنفس بها في الأوقات العصيبة
المليئة بالتوتر.
بحسب طريقة الطبيبة مودجيل، عليك أن تأخذ نفسا عميقا عبر الأنف لمدة
خمس ثوان، أمسكها لمدة ثانية، ثم ادفع الهواء ببطء عبر الأنف مع العد حتى خمسة. قم بفعل ذلك عدة
مرات، وستشعر بهدوء أكثر.
وتوضح مودجيل: "لقد حددت الأبحاث شبكة معينة من الخلايا
العصبية الموجودة في جذع الدماغ تسمى pre-Botzinger Complex الذي ينظم
التنفس ويتصل بأجزاء أخرى في الدماغ".
وأضافت: "عندما نكون مرهقين، فإننا نتنفس بسرعة أكبر، لأن جسدنا يستعد للهروب من
الموقف".
وتابعت: "يتيح التنفس العميق لدماغك معرفة أن الوضع ليس خطيرا، بالإضافة إلى أنه
يساعدك على إعادة الأمور تحت السيطرة".
الإثارة الحقيقية
هل سمعت عن "العصب المبهم" أو "العصب الحائر"؟ هذا أحد الأعصاب
القحفية الاثنا عشر، وهو العصب الوحيد الذي ينشأ في الدماغ وينتهي بعيدا في الجهاز
الهضمي، ولهذا السبب يطلق عليه العصب الحائر.
إذا قمت بتحفيز هذا العصب المبهم بطريقة صحيحة فإنه يتمكن من أن يقلل
الإرهاق. وواحدة من أفضل الطرق
للقيام بذلك هي الدندنة بصوت منخفض، ما يساعد على تنظيم نبضات القلب.
وتقول مودجيل: "أظهرت إحدى الدراسات أن الغناء والدندنة
أو الهمهمة كلها تساعد على إبقاء إيقاع القلب منتظما. ففي المرة القادمة
التي تشعر بأن نبضات قلبك تتسارع، قم بغناء أغنية أو تدوين ملاحظة، ودع عصبك
المتجول يستعيد الهدوء من جديد".
مهمة واحدة
تقول الطبيبة مودجيل إن تعدد المهام في الحياة ليس الخيار الأفضل دائما،
وهناك العديد من الأدلة العلمية تثبت ذلك.
وتوضح:
"قم بالتركيز على المهمة التي بين يديك، ودع كل شيء آخر. فقد تكون هذه
الطريقة التي يفضلها عقلك". وبحسب الطبيبة: "قسّم مهمتك إلى أجزاء صغيرة أو خطوات، وقم بوضع دائرة حول الشيء الذي عليك القيام به بعد ذلك،
وانسَ المهام الأخرى إلى أن يحين وقتها".
وتضيف مودجيل: "يسمى هذا أحيانا
التفكير في العمليات، ويستخدمه المدربون الرياضيون لمساعدة الرياضيين على التركيز. قم بالعمل على شيء
واحد فقط في كل مرة، وأعطه جل اهتمامك. إنها عادة رائعة يمكن العمل عليها
وتطويرها".