طب وصحة

ترامب يطلب استخدام هذين الدواءين.. ماذا يقول خبراء كورونا؟

مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية: "لست متأكدا تماما مما يشير إليه الرئيس"- جيتي

طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت، البدء، فورا، بتقديم دوائين للمصابين بفيروس كورونا الجديد، ما أثار جدلا إزاء تدخله في هذه القضية العملية.

 

وفي تغريدة عبر تويتر، قال ترامب إن تناول كل من "هيدروكسي كلوروكوين" و"أزيثرومايسين" بشكل متزامن "يمنح فرصة حقيقية لواحدة من أكبر تغيرات اللعبة في تاريخ الطب".

 

و"هيدروكسي كلوروكوين" مضاد للملاريا، أما "أزيثرومايسين" فهو مضاد حيوي يستخدم لعلاج عدد من الأمراض البكتيرية المعدية.

 

وتقدم الرئيس الأمريكي بالشكر لإدارة الغذاء والدواء بالبلاد، إزاء جهودها الكبيرة في هذا الإطار.

 

وقال: "نأمل أن يتم استخدام كليهما (هيدروكسي كلوروكوين يعمل بشكل أفضل مع أزيثرومايسين، بحسب المجلة الدولية لعوامل مضادات الميكروبات) على الفور. الناس يموتون، تحركوا بسرعة، وليبارك الله الجميع!".

 

اقرأ أيضا: هل اقترب العالم من إنتاج لقاح طبي مضاد لكورونا؟

 

بدوره، قال "أبو زينة" إن التصريح السابق لترامب تسبب بضغوط على الطلب على "هيدروكسي كلوروكوين" حول العالم، لافتا إلى أن الصين جربته إلى جانب أدوية أخرى، منذ اليوم الأول، ورغم ذلك سجلت عشرات آلاف الإصابات وأكثر من ثلاثة آلاف وفاة.

 

وشدد الطبيب المقيم في تركيا على أن حديث ترامب "ليس علميا.. ولا علاقة للرئيس الأمريكي بهذا الأمر.. ولا شيء ثابتا حتى الآن".

 

وعن ما إذا كان ترامب يسعى للترويج لتلك العقاقير، أوضح أبو زينة أن منتجات "أزيثرومايسين" متوفرة بكثرة وفي كل مكان، إذ إنه مضاد حيوي قديم، لا حقوق لملكيته وإنتاجه، ويستخدم بكثرة، إلى جانب مضادات حيوية أخرى، فيما تعود حقوق إنتاج "هيدروكسي كلوروكوين" لشركة "سانوفي" الفرنسية، ما يجعل هذا التفسير مستبعدا.


وفي تصريح لاحق أدلى به لشبكة "سي أن أن"، شدد فوسي على "عدم وجود عقار سحري" للفيروس.

 


وهذه ليست المرة الأولى خلال أزمة فيروس كورونا التي يشتبك فيها ترامب مع خبراء الصحة، فقد زعم مرارا، بحسب الاندبندنت، أنه يمكن تطوير لقاح في غضون أشهر، ما اضطر "فوسي" وآخرين إلى التأكيد على أن الأمر سيستغرق عاما على الأقل وربما أكثر من 18 شهرا.


كيف يتم إنتاج العلاج؟

 

أوضح "أبو زينة" في حديثه لـ"عربي21" أن الولايات المتحدة استخدمت مضاد وباء "إيبولا" مع أول حالة إصابة بـ"كورونا الجديد" لديها، وقد تماثلت للشفاء، ومع ذلك لم يتم إعلان أن علاج للمرض الجديد، رغم أن الصين جربته أيضا وثبت أنه الأنجع حتى الآن.

 

كما تم استخدام علاجات لفيروس نقص المناعة المكتسبة "إيدز"، وغيرها من العقاقير المضادة للفيروسات، فضلا عن طرق أخرى مثل الطب الشعبي الصيني والخلايا الجذعية ونقل عينات من دم من تماثلوا للشفاء، وجميعها نجحت إلى حد ما وبمستويات متباينة.

 

وتابع أن الإعلان عن التوصل لعلاج، فضلا عن إنتاجه، بهذه السرعة، غير وارد إطلاقا، إذ يتطلب الأمر تفكيك الشيفرة الوراثية للمرض، ومن ثم تطوير سبل تشخيصه، ثم إنتاج أدوية تقضي عليه وتجريبها على الحيوانات، وإجراء العديد من العينات ومراقبة النتائج والأعراض، قبل تجريبها على البشر بشكل حذر ومتكرر حتى ثبوت نجاعة العلاج بشكل كامل، قبل البدء بجمع التراخيص اللازمة والإنتاج.

 

وأضاف أن ثلاث دول حتى الآن تجاوزت مراحل التطوير والتجريب على الحيوانات، هي الصين وبريطانيا والولايات المتحدة.

 

وأكد أبو زينة وجود تعاون كبير مع الدول، إذ إن الصين فككت الشيفرة الوراثية خلال ثلاثة أيام، ووزعته على مختلف الدول، ما مكن فرنسا من إنتاج أول جهاز للتشخيص، وما يزال التعاون قائما بين الخبراء والأطباء والمسؤولين، دون أن ينكر وجود منافسة شديدة كذلك، قد تكون تصريحات ترامب ومواقفه الأكثر تعبيرا عنها، موضحا أن العمل يجري في عدة مسارات، أهمها تطوير وسائل التشخيص، وإنتاج اللقاح (التطعيم)، الذي يمنح المناعة لمن لم تصبهم العدوى، والعلاج للمصابين.