صحافة دولية

"التسوق العصبي".. نصائح من علماء نفس للتعامل مع "كورونا"

علماء نصحوا بـ"شراء ما نحتاجه بناء على الاحتياجات اليومية لا أكثر من ذلك ولا أقل منه"- جيتي

نشرت مجلة "لا مينتي إيس مرفيوسا" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن تفشي وباء فيروس كوفيد-19، "كورونا"، الذي جعل الكثيرين يهرعون إلى شراء مختلف المنتجات بشكل هستيري للبقاء في الحجر الصحي، لكن هذا الهلع ستترتّب عنه عواقب سلبية، على غرار تسجيل نقص في بعض المنتجات، وارتفاع الأسعار.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مظاهر العصبية والتسرّع توحي بأن الجميع يتشاركون حالة القلق والخوف من نفاد الإمدادات، والبقاء دون طعام، بيد أن تفاقم هذه الظاهرة وانتشارها يزيد من الشعور بالهلع بين الناس. فهل من المنطقي أن نتوجه إلى المحلات التجارية بشكل جماعي لشراء المواد الغذائية والمنتجات الأخرى وتخزينها في المنزل؟

أكدت المجلة أن تفشي فيروس كوفيد-19 يجبرنا على اتخاذ تدابير استثنائية، من أبرزها الحجر الصحي. وقد سبق أن حدثت عمليات شراء هستيرية في دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية ونيوزيلندا وإسبانيا وفرنسا وماليزيا. وفي الحقيقة، لا يعتبر هذا السلوك جديدا، وهناك سلسلة من التحليلات النفسية التي تفسره.

التسوق العصبي جراء الفيروس "كورونا" لماذا؟
أوردت المجلة أن عامل النفس الأمريكي أبراهام ماسلو أشار في هرمه الشهير للاحتياجات الأساسية إلى أن الرفاه قائم بالأساس على توفر الغذاء. لذلك، يولد توفر الموارد الأساسية في المنزل للبقاء على قيد الحياة الهدوء على المستوى العقلي.


ولكن رد الفعل الجماعي في الوقت ذاته قد يتسبب في مواقف نود جميعا تجنبها، مثل النقص في بعض المنتجات وحتى حالات التوتر والمواجهة التي تحدث بيننا. ومن الضروري مراعاة بعض جوانب الشراء العصبي بسبب الفيروس التاجي.

كن استباقيا، نعم؟ لكن ينبغي ألّا تتسوق وأنت في حالة ذعر
أفادت المجلة بأن أستاذ علوم السلوك والاقتصاد الجزئي بجامعة نيوكاسل في أستراليا ديفيد سافاج أشار إلى أنه من المهم أن نكون استباقيين. لكن، في حال كانت إمكانية البقاء في الحجر الصحي لمدة 15 يوما حقيقة، فينبغي عليك الاستعداد والتصرف بطريقة عقلانية ومتوازنة.

التسوق الهستيري يثير المزيد من الذعر: ردود فعل الخوف
أوضحت المجلة أن وسائل الإعلام أيضا تلعب دورا كبيرا في تحريض الناس على الشراء. ولا يكون التسوّق العصبي بسبب تفشي الفيروس التاجي ناتجا عن رد فعل غريزي من الناس لمواجهة الخوف وعدم اليقين فقط، بل إن مشاهدة التلفزيون أو مقاطع الفيديو التي نشاركها على شبكات التواصل الاجتماعي لصور الأشخاص يتسوقون، لها تأثير معد أيضا.

العقل المتشكك والرغبة في السيطرة
ذكرت المجلة أن الطبيب النفسي الإكلينيكي والأستاذ في جامعة كولومبيا البريطانية ستيفن تايلور، يشرح جانبا مثيرا للاهتمام يجب أن نأخذه بعين الاعتبار. فقد بين أن العقل البشري يميل إلى التفاعل مع عدم ثقة معينة بالمعلومات التي يتلقاها، خاصة أنه في مثل هذه الحالات هناك دائما شعور بأن الجميع "لا يخبروننا بكل شيء". وفي بعض الأحيان، نقرأ بيانات خاطئة، ونظن أنها حقيقية، بينما نتلقى أحيانا أخرى معلومات متناقضة. وفي كلتا الحالتين، تغذي هذه المواقف شعور الخوف لدينا، في الوقت الذي نكون فيه في حاجة إلى الشعور بالتحكم.

البديل: الشراء العقلاني في الظروف المتأزمة
أكدت المجلة أن التسوق العصبي يغذي الذعر؛ لذلك يجب أن نتجنب الوقوع في مثل هذا السلوك، خاصة أنه من الواضح أننا نشهد حالة غير عادية مع انتشار فيروس كوفيد-19. إن هذا السياق يجبرنا على التكيف مع الوضع الجديد، ولكن مواجهة الواقع بنجاح تعتمد أولا على التصرف بهدوء وتوازن وذكاء. وما لا شك فيه، بإمكانك أن تكون استباقيا، ولكن بطريقة عقلانية.

وأشارت المجلة إلى أن كل شيء يعتمد على المؤشرات التي نتلقاها من الخبراء، سواء كنا سنبقى في المنزل لفترة أطول بسبب الحجر الصحي، أو لن يذهب أطفالنا إلى المدرسة، فإنه من الواضح أننا بحاجة إلى تجهيز أنفسنا بشكل جيد. لذلك، يجب علينا:
ألا نفقد السيطرة على شعورنا بالذعر، نظرا لأن السلوكيات التي يقودها القلق والخوف تؤدي دائما إلى تفاقم الوضع، على غرار ارتفاع الأسعار وندرة المنتجات.
علينا شراء ما نحتاجه بناء على الاحتياجات اليومية، لا أكثر من ذلك ولا أقل منه.
يجب ألا ننظر إلى المستقبل بطريقة غير عقلانية، فالمتاجر ستتوقف عن تلقي الإمدادات الغذائية، ويمكن مواصلة التسوق بشكل طبيعي عندما نحتاج إلى ذلك.

وفي الختام، أفادت المجلة بأنه إذا لمحنا في أي وقت من الأوقات أن هذا الوضع يسيطر على تفكيرنا بأي شكل من الأشكال، فينبغي ألّا نتردّد في الاتصال بأحد المتخصصين. في المقابل، علينا مواجهة الأزمات بالهدوء والتوافق والسلوك المدني وتضافر الجهود.

 

للاطلاع على النص الأصلي (هنا)

 

 

اقرأ أيضا: ترامب يعلن الحرب على "كورونا" ويكرر أن "الفيروس صيني"