- الهدنة انهارت و"حفتر" يجهز لهجوم جديد
- المحادثات العسكرية فشلت.. و "سلامة" لم يستقل لأسباب صحية
- لانعطي ظهرنا للمجتمع الدولي لكن لن نعول عليه كثيرا
- لم تصدر لنا أوامر باستهداف قوات "حفتر"..لكن نرد على أية خروقات
كشف
المتحدث باسم قوات حكومة "الوفاق" الليبية، مصطفى المجعي عن آخر التطورات
العسكرية في العاصمة "طرابلس"، وأن هناك تحشيدات جديدة يقوم بها اللواء الليبي،
خليفة حفتر بهدف شن هجوم جديد بعد تعثر المفاوضات العسكرية ورحيل المبعوث الأممي، غسان
سلامة.
وأكد
المجعي في مقابلة خاصة مع "عربي21" أن "هدنة وقف إطلاق النار في ليبيا
كانت هشة من البداية، واستغلها حفتر لتعزيز تمركزاته، لذا فالهدنة الآن في في حكم المنتهية
حتى لو لم يعلن أحد عن وفاتها رسميا.
وأشار
المتحدث باسم قوات الوفاق إلى أن قرار غسان سلامة بالاستقالة ليس كما أعلنه لظروف صحية،
لكن توجد بعض الأسرار وراء القرار ستكشفها الأيام القادمة أو سينشرها موقع "ويكيليكس"
مثلا.
وفيما
يلي نص المقابلة:
ما آخر
تطورات الوضع الميداني في العاصمة وضواحيها؟
آخر
التطورات في محيط العاصمة طرابلس هو انهيار الهدنة التي أعلن عنها في 12 كانون
الثاني/ يناير 2020، فبعد اختراقات لم تتوقف من قبل الدول المعتدية، والتصدي لها بثبات،
وبعد القصف المدفعي والصاروخي على المواقع المدنية والمؤسسات، شنت قوات حفتر يوم
(29 شباط/ فبراير 2020م) هجوما بريا واسعا على عدة محاور، لكنها وجدت أمامها جدارا
صلبا ورُدت على أعقابها، وألحق الهجوم خسائر في الأرواح، من بينهم مدنيين، وخسائر أخرى
في البنية التحتية، واستهدفت القوات المعتدية العاصمة في يوم واحد بأكثر من مائة صاروخ،
في مناطق "قدح"، "الغرارات"، "شرفة الملاحة"،
"بوسليم"، "الهضبة"، "سوق الجمعة" وتضرر من جرائها مطار
معيتيقة، ودمرت ممتلكات مواطنين".
ما دقة المعلومات التي أوردها المتحدث باسم حفتر، أحمد المسماري بأنهم أسقطوا 6 طائرات تركية مسيرة؟
عندنا
متلازمة في ليبيا اسمها "تريد الحقيقة أم المسماري؟"، متحدث حفتر يحاول أن
يقول إن معركتهم مع الأتراك، وفي ذلك تعزية لجمهوره وتسلية عن الخسائر الفادحة في صفوفه،
وعقب الهجوم الصاروخي على ميناء طرابلس في 18 شباط/ فبراير المنصرم، سوّق إعلام حفتر
والدول الراعية بأنهم دمروا سفينة تركية تحمل أسلحة راسية في الميناء، وفند روايتهم
الإعلام الدولي المحايد، فسعوا إلى الهروب للأمام بنشر معلومات مغلوطة بشكل متزايد،
خاصة وقد ردّت عليهم مدفعية الوفاق، ودمرت لهم منصات إطلاق صواريخ ومدفعية، ومنظومتي
دفاع جوي، وكالعادة سارع إلى تسويق رواية مغايرة. لكنها لن تغير من الحقيقة شيئا، ودعني
أؤكد بشكل واضح الآن، "كلا!" لم يسقطوا لنا أي طائرة وأتحداهم أن ينشروا
أي صورة أو دليل على ادعاءاتهم.
منذ الإعلان عن الهدنة.. لم يلتزم أي طرف بها، هل انهارت الآن تماما؟
الهدنة
كانت هشة من البداية، المعتدي (حفتر) حاول استغلال الهدنة في تعزيز تمركزاته، وتوريد
الأسلحة، والتسلل لكسب مساحات جديدة، ولم يتوقف عن استهداف المطار الوحيد بالعاصمة،
وكانت قواتنا جاهزة للرد على مصادر النيران، والتصدي لأي محاولة بائسة للتقدم. لا يمكن
أن نقول أن الهدنة قد صمدت، وهي في حكم المنتهية حتى لو لم يعلن أحد عن وفاتها.
رغم استمرار القصف على العاصمة إلا أنكم لازلتم تراهنون على هدنة ومجتمع دولي؟
منذ
الإعلان عن الهدنة، ونحن نعمل بتفاؤل ونتحسب للأسوأ، في إعلان المجلس الرئاسي عن قبول
الهدنة والالتزام بها، دعا إلى أن تكون الأصابع على الزناد، ومتى حاول العدو الغدر
فسيجدنا له بالمرصاد، ونحن نعتمد على أنفسنا بالدرجة الأولى، لكننا لا نعطي ظهرنا للمجتمع
الدولي، حتى ولو أعطانا ظهره أحيانا، لأن القضية قضيتنا، والبلد بلدنا، وفي ظل الانقسام
الدولي حول الملف الليبي، نحن لا نراهن على المجتمع الدولي ولا نعول عليه، لكن لو تركناه
فهل تتركنا الدول المتورطة في حالنا؟
من أين تخرج الصواريخ والقذائف التي تتساقط على العاصمة؟
الصواريخ
التي تسقط على العاصمة منها صواريخ "غراد" وهي تنطلق من عربات متنقلة، ومدفعية
في محاور عين زارة وصلاح الدين القريبة من وسط المدينة، ومن وادي الربيع، وقذائف الهاون،
ومن المعلوم أنها لا تحتاج إلى تمركزات، فهي تخرج من أي موقع.
في القصف الأخير على العاصمة اتهمتم رسميا دولة روسيا بتنفيذ الضربات.. ما دليلكم على ذلك؟
بالتأكيد،
والاتهام صدر عن وزير الداخلية فتحي باشاغا والذي أكد أن القصف تم بتقنية روسية ومجندين
روس، وهؤلاء اعترف بهم الرئيس الروسي نفسه وقال إنهم "لا يمثلون مصالح روسيا"،
والوزير قال حرفيا: "لدينا معلومات مؤكدة أن الروس هم وراء كل هذا القصف".
وما دليلكم على وجود روس أو أنهم من قاموا بالقصف الأخير؟
الأدلة
على وجود المقاتلين الروس متوفرة وقد نشرت في حينها، أما الأسلحة الروسية فقد وردت
في تقرير خبراء مجلس الأمن الصادر في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر 2019، وتقرير الأمين
العام للأمم المتحدة في 15 كانون الثاني/ يناير الماضي، وهنا نؤكد أن التورط الروسي
لا يعني أن دولة روسيا متورطة، وعلينا التفريق بين روسيا كدولة، وبين المقاتل الروسي
الذي قد يكون مرتزقا، أو السلاح الروسي الذي ربما جلبته الإمارات أو أي دولة داعمة
وما أكثرها.
منذ يومين قصفت قواتكم منصة صواريخ كانت تستخدمها قوات حفتر في قصف العاصمة.. هل طورتم من عملياتكم في الرد؟
بالفعل،
فقد استهدفنا منظومتين للدفاع الجوي، وعقب كل قصف على أحياء العاصمة نستهدف مصادر النيران،
وقد نشرنا عبر مركزنا الإعلامي مقاطع "فيديو" تؤكد استهدافنا لمدفعية العدو
في أكثر من مناسبة.
هناك تصريحات بأن الحكومة أعطتكم الأوامر باستهداف أي قوات تابعة لحفتر في ضواحي العاصمة.. ما صحة ذلك؟
هذا
الكلام ليس دقيقا، تعليمات القيادات العسكرية في بداية الهدنة لا زالت سارية، لا نبدأ
بالهجوم، ولا نقف مكتوفي الأيدي أمام أي خرق، والرد الحازم على كل محاولة تقدم أو هجوم،
والحقيقة أننا لم نبدأ أي هجوم منذ الإعلان عن قبول الهدنة، وننتظر الأوامر.
مؤخرا انطلقت محادثات عسكرية بينكم وبين حفتر في جنيف.. ما موقفكم كعسكريين من هذه المحادثات؟
لا أكون
مبالغا لو قلت إن المحادثات فشلت، فالحرب لازالت مستمرة، الوفدان المتفاوضان لم يلتقيا
على طاولة الحوار، وكما تابعنا فلم تكن هناك نقاط توافق يمكن أن تصل إلى وقف دائم لإطلاق
النار بعد جولتين في جنيف، ولا يتوقع أن تتقدم المفاوضات أي خطوة في ظل تعنت المعتدي،
كنا نأمل في حقن الدماء، ورفع المعاناة عن مواطنينا، لكن هذا لن يكون على حساب قضيتنا
الأساسية، وهي بناء الدولة المدنية التي تلبي تطلعات شعبنا الذي خرج في 17 شباط/ فبراير
2011م.
وما رؤيتكم لمسودة الاتفاق التي اقترحتها البعثة الأممية على طرفي المحادثات العسكرية؟
المسودة
لم تعلن، لكن كان من أهم بنودها إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين من الطرفين، ودون الخوض
في التفاصيل، فقد كان الأجدى هو بناء الثقة بين الطرفين أولا، فأي وقف لإطلاق النار
لا يرتكز على انسحاب المعتدي عن العاصمة، والعودة إلى قواعد انطلاقه، لتأمين عودة النازحين
والمهجرين الذين يقدرون بمائات الآلاف، هو مناورة لكسب الوقت، وسيعقبها الغدر كما عهدناه،
نحن نعرف من نحارب، ونعلم إنه لا يرتدع إلا بالقوة، لكننا نعطي الفرصة للبعثة الأممية،
ونتوقع أنها ستصل إلى هذه النتيجة أخيرا.
مع استمرار الحرب حتى الآن.. ما مصير هذه المحادثات العسكرية؟
مصير
المحادثات الوصول لطريق مسدود، وأعيد ما قاله رئيس لجنة المحادثات لجيشنا اللواء أحمد
أبوشحمة: "إن حفتر كالقذافي ولا حل معه إلا بهزيمته"، بعدها سيلتقي الليبيون
بكل أطيافهم وتوجهاتهم ليبنوا دولتهم، بعد أن يستفتوا على دستورهم الذي عطل حفتر الاستفتاء
عليه منذ عامين ونيف.
كيف تابعتم استقالة غسان سلامة وهل ستؤثر على الوضع في ليبيا؟
ما ذكره
سلامة ليس السبب الحقيقي لاستقالته، وما لم يكشفه أكثر مما كشفه، ولا نعلم الغيب، لكن
نعلم كيف جاء سلامة بعد مخاض عسير، وبعد أن وافقت فرنسا الذي يحمل جنسيتها، ووافقت
الإمارات التي تزعم أنه يعمل مستشارا بإحدى مؤسساتها، ثم تنامي الصراع ووصوله إلى مرحلة
تورط ثلاث دول دائمة العضوية بمجلس الأمن به، وغسان سلامة موظف، ومن الطبيعي أن يتعرض
لضغوط جبارة لتوجيهه وتوريطه، أما نوع هذه الضغوط وحجمها فذلك ما قد نقرأه في تحقيقات
وتسريبات من "ويكيليكس" أو في مذكراته ربما.
كيف سيبدو المشهد العسكري والسياسي بعد غياب سلامة؟
الواقع
الآن أن سلامة ذهب، أو على وشك، وقد تتولى نائبته للشؤون السياسية ستيفاني ويليامز
المهمة مؤقتا، إلى أن تتوافق القوى الدولية على بديل، وحتى ذلك الحين من المتوقع أن
يقامر حفتر بهجوم جديد بدأ الإعداد له من فترة وقد رصدنا عشرات الأرتال العسكرية تتحرك
في المنطقة الغربية ووصل بعضها إلى محيط طرابلس، ولا خيار أمامنا إلا سحقه.