يدعو رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أنصاره عشية ثالث انتخابات عامة خلال أقل من عام، إلى تعبئة أخيرة من أجل أن يكسب المقعد أو المقعدين الإضافيين، اللذين يقول إنه يحتاج إليهما لتشكيل حكومة جديدة.
لكن مع مواصلته حملته، تأمل قوة أخرى في المشهد السياسي الإسرائيلي، وهم العرب، في استغلال موجة جديدة من الغضب ضد الزعيم اليميني وحلفائه الأمريكيين، لتحويل دفة الانتخابات في الوجهة الأخرى.
ويحث نواب البرلمان من فلسطينيي الداخل ناخبيهم على الإقبال على التصويت بأعداد غير مسبوقة في الثاني من آذار/مارس، لإظهار اعتراضهم على خطة السلام الجديدة التي أُطلق عليها صفقة القرن، والتي أماط اللثام عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كانون الثاني/يناير.
وتركز غضب عرب الداخل بشكل خاص على جانب من الخطة يتعلق بإعادة رسم مقترح للحدود، ستؤدي إلى وضع بعض البلدات والقرى العربية خارج إسرائيل، وداخل منطقة مخصصة لدولة فلسطينية تقام في المستقبل.
وقال أيمن عودة رئيس ائتلاف القائمة المشتركة التي تهيمن عليها الأحزاب العربية، إن نتنياهو هو الذي وضع هذه الخطة.
وقال عودة خلال توقفه في قرية الطيبة التي يمكن أن تصبح خارج إسرائيل وفق خطة ترامب، إن على العرب الإطاحة بنتنياهو باعتباره أكبر محرض عليهم ولأنه وراء صفقة القرن.
وتشير الاستطلاعات إلى تساوي كتلة ليكود التي يتزعمها نتنياهو، وحزب أزرق أبيض الذي يتزعمه بيني جانتس المنتمي إلى يمين الوسط.
ويشغل النواب العرب حاليا 13 مقعدا في الكنيست المكون من 120 عضوا. وإذا احتفظت الكتلة العربية وكتلة أحزاب الوسط بالمقاعد التي تشغلها حاليا -وبالتأكيد إذا زادت من نصيبها من المقاعد-، فإن ذلك سيجعل من الصعب على نتنياهو الحصول على المقاعد الإضافية التي يحتاج إليها لتشكيل الحكومة الجديدة.
وأشار استطلاع رأي أجراه يوم 24 شباط/ فبراير برنامج كونراد أديناور للتعاون اليهودي العربي في جامعة تل أبيب، إلى أن نحو 80 في المئة من العرب يرفضون خطة ترامب.
وقال أريك رودنتسكي القائم على الاستطلاع، إن مبادرة ترامب ضخت "دماء جديدة في هذه الحملة الانتخابية الهادئة نسبيا"، وتوقع زيادة طفيفة في إقبال الناخبين العرب بالمقارنة بانتخابات أيلول/ سبتمبر، من 59 في المئة إلى 60 في المئة.
ويتعين على ممثلي فلسطينيي الداخل السياسيين انتقاء كلماتهم بدبلوماسية، وهم يخوضون حملاتهم ضد نتنياهو.
فإذا رفضوا بشدة أو بصراحة أن يصبحوا تحت الحكم الفلسطيني، فقد يُنظر إليهم كأنهم باعوا أشقاءهم الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. لكنهم إذا أيدوا هذه الفكرة فإنهم يخاطرون بخسارة مزايا حمل الجنسية الإسرائيلية.
وقال زهري حاج يحيى وهو من سكان الطيبة: "الجميع يريدون البقاء في إسرائيل، الجميع يريدون بطاقة هوية إسرائيلية، لأنهم يرون الوضع في الضفة الغربية، وهنا أفضل".
وقال: "أنا فلسطيني... أنا ما زلت تحت الاحتلال سواء كنت هنا أو هناك".
ورفض نتنياهو المخاوف من تبادل الأراضي وسعى إلى كسب الأصوات العربية. وقال لقناتي التلفزيون العربيتين بانيت وهلا تي.في يوم 18 شباط/فبراير، إن آخر شيء يؤمن به هو اقتلاع أحد من داره. وأضاف أنه لن يتم تشريد أحد.
لكن الساسة العرب سخروا من مناشدات نتنياهو ووعوده بتنظيم رحلات طيران مباشرة للحجاج إلى السعودية. وتساءل النائب أحمد الطيبي عما فعله نتنياهو في حقيقة الأمر لعرب الداخل، ووصف تحركاته بأنها محاولة أخيرة للتلاعب بالأقلية العربية.