قال مستشرقون إسرائيليون إن "حكام العالم العربي باتوا على ثقة بأن إجراء الاتصالات مع إسرائيل يعني بطاقة الدخول إلى البيت الأبيض، وجزءا من التحالفات القائمة في المنطقة بين إسرائيل وعدد من الدول العربية موجهة ضد ايران وتركيا، وأن هناك أجواء إيجابية في أوساط الدول العربية تجاه إسرائيل".
وقال
مردخاي كيدار أستاذ الدراسات العربية والإسلامية في الجامعات الإسرائيلية، في
مقابلة مع موقع ميدا، ترجمته "عربي21" إن
"التقارب العربي الرسمي تجاه إسرائيل مرده إلى وجود قناعة في أوساط العواصم
العربية بقدرة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على الوصول إلى الرئيس الأمريكي
دونالد ترامب، الزعماء العرب الذين يتقاربون مع إسرائيل يدركون أن نتنياهو حين
يرفع سماعة الهاتف على ترامب فهو يحقق مراده".
وأضاف
أن "النقاشات التي شهدتها وسائل الإعلام العربية عقب إعلان صفقة القرن دارت
في مجملها حول أن نتنياهو هو مشغل ترامب، مما جعل له تأثيرا كبيرا في البيت الأبيض،
وهو ما يساعد هؤلاء الزعماء العرب في دخول البيت الأبيض، وهو ما يترك تأثيره على
مجمل الوضع الجيو-سياسي في الشرق الأوسط، من خلال وجود ما يمكن وصفه انقلاب في
المشهد الإقليمي عقب إدارة الرئيس السابق باراك أوباما".
وأكد
أن "دول المنطقة في عهد أوباما أدركت أن التقارب مع إيران يعني سهولة الوصول
للإدارة الأمريكية، لكن الوضع انقلب اليوم في ظل إدارة ترامب، اليوم إن أردت ان
تكون صديقا لترامب يجب أن تصادق نتنياهو، كلهم يريدون مصاحبة إسرائيل على سكة
القطار، مما يجعل الفلسطينيين وحدهم في صالة الانتظار".
وأوضح
أن "إسرائيل اليوم تمتلك شبكة علاقات في مختلف المستويات مع معظم الدول
العربية، هذا قد يأتي على شكل دعم عسكري للسعودية، أو دعم طبي للمسلحين السوريين، أو
اتفاق الغاز مع مصر، إسرائيل استغلت جيدا حالة الفراغ التي نشأت في العالم العربي
من أجل تحقيق مصالح إقليمية وسياسية لكل الأطراف".
وحسب كيدار هناك جهود يبذلها المغرب لدى الإدارة الأمريكية
للاعتراف بالسيادة على الصحراء الغربية، وفي هذا الملف بالذات قد يحصل اختراق إسرائيلي
مغربي.
المستشرق
بنحاس عنبري من المعهد المقدسي للشؤون العامة والدولة قال إن "إسرائيل تجد
نفسها اليوم في محور شرق أوسطي جديد يضم السعودية ومصر في مواجهة إيران وأذرعها،
التواجد الإيراني في اليمن اليوم يشكل تهديدا لكل دول المنطقة، وهذا الخطر يدفعها
جميعا لإيجاد نوع من التحالف حول البحر الأحمر، مشابه للتحالف القائم حول البحر
المتوسط بين إسرائيل واليونان وقبرص ضد تركيا".
وأضاف
أن "إسرائيل تراقب تركيا الساعية هي الأخرى للتواجد العسكري على شواطئ البحر
المتوسط مع الدول الأفريقية، وهو ما لا تبدو مصر والسعودية معنيتان به، هذا يعني أننا
في وضعية إنشاء تحالفات ضد أعداء مشتركين، وقد سعت صفقة القرن للرئيس ترامب لتسهيل
إقامة تحالف تكون إسرائيل جزء منه".
وختم
بالقول إنه "بشكل عام فإن معظم الدول العربية المعتدلة تدفع باتجاه توثيق
علاقاتها بإسرائيل، سواء بصورة علنية أم سرية، في الوقت الذي لم تعد فيه القضية
الفلسطينية على أجندة المنطقة، صحيح أن الرأي العام العربي لن يدير ظهره
للفلسطينيين، ولكن في حال تم حل القضية الفلسطينية أو مجيء قيادة فلسطينية جديدة،
فسيكون من السهل إنشاء علاقات علنية بين العرب وإسرائيل".