نشرت مجلة "بسيكلوخيا إي منتي" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه
عما يجب القيام به وما يستحسن تجنبه عند التواصل مع الطفل المراهق،
حيث تتميز هذه المرحلة بالصعوبات وسوء الفهم والتغيرات والتحديات بين
الأولياء وأطفالهم.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه على
الرغم من أن العلاقات بين الأشخاص من نفس السن تزداد أهمية خلال فترة المراهقة
بينما الروابط بين الآباء والأمهات وأطفالهم خلالها، إلا أن هذه المرحلة تشكل
عاملا أساسيا عندما يتعلق الأمر بإنشاء الهوية الخاصة بالطفل والمساعدة في إعادة
تحديد أدوار الأبوين داخل الأسرة.
وبينت المجلة أنه في العقود الأخيرة، وقع إجراء العديد من
التحقيقات التي تهدف إلى معرفة العوامل التي تؤثر على وجود علاقات جيدة بين
الوالدين والمراهقين في فترة المراهقة. لذلك، من المهم معرفة أفضل الاستراتيجيات
للتواصل معهم، التي ستعتمد إلى حد كبير على نوع العلاقة التي نقيمها مع أبنائنا
وبناتنا في هذه المرحلة المهمة.
كيفية التواصل بفعالية مع أطفالنا المراهقين
أبرزت المجلة أن التواصل لا يُفرض على الشخص بالقوة، بل يكمن في
تبادل المعلومات، والتواصل بشكل فعال على أن يتلقى الشخص معلوماتنا دون رسائل
متناقضة أو غامضة، وحيث يسود الاحترام المتبادل. وتتمثل الأخطاء الأكثر شيوعا التي
يقع ارتكابها أثناء التواصل الفعلي في وجود أهداف متناقضة أو غير واضحة بين
الطرفين.
ما هي الأخطاء الرئيسية التي نرتكبها عند التواصل؟
1. الصراخ
أوردت المجلة أنه لا فائدة من محاولة إنشاء محادثة مناسبة إذا قمنا
برفع مستوى الصوت والنبرة عند التحدث. عندما يصرخ شخص ما فينا، سيكون من الأسهل
بالنسبة لنا أن نتصرف بشكل دفاعي، وبالتالي فهي ليست أفضل إستراتيجية للتواصل
الجيد.
2. الفرض/ الابتزاز
بينت المجلة أن فرض "إرادتنا" يعد أحد أكثر الأخطاء
شيوعا عند إجراء محادثة مع أطفالنا. إذا كان ما تبحث عنه هو محاولة التوصل إلى
اتفاقات مع طفلك، فإن أسوأ شيء يمكنك القيام به لتحقيق ذلك هو استخدام عبارات من
قبيل "لا يهمني ما تقوله"، "لن يكون الأمر سوى بهذه الطريقة"،
"ستفعل ما أقول"، "أنت لن تفعل ذلك"، إلى غير ذلك.
4. عدم الاستماع له
أضافت المجلة أن عدم الاستماع لمشاغل الطفل يعد من أكثر الأخطاء
التي يرتكبها الآباء أيضا. لذلك لا تتردد في الإنصات لحديث طفلك وإذا لم تكن في
أفضل حالاتك بإمكانك تأجيل الحديث إلى وقت لاحق، مع الحرص على أن تظهر له أن ما
يريد قوله مهم بالنسبة لك.
5. عدم التعاطف معه
أوضحت المجلة أنه من الضروري أن نحاول فهم مشاعر أطفالنا وأفكارهم
حتى يشعروا بالراحة عند التحدث إلينا. وفي هذا السياق، يقع العديد من الآباء في
خطأ التفكير في ما يريدونه فقط أو ما يعتبرونه الأفضل بالنسبة لهم، بغض النظر عما
يحفز أطفالهم على التصرف بطريقة معينة أو ما يحتاجون إليه في ذلك الوقت.
إذن ماذا يمكننا أن نفعل؟
1. التفاوض
تطرقت المجلة إلى أن إقامة حوار يمكن التفاوض فيه أمر في غاية
الأهمية، لأن فرض شيء ما على الطفل المراهق بالقوة لن يفي بالغرض. فعندما تمنعه من
القيام بشيء يريده يصبح أكثر حرصا على القيام به، لذلك من المهم التوصل إلى
اتفاقات. ودون أدنى شك ستكون هناك أوقات يتعين علينا فيها رفض الطلبات، لكن ذلك لن
يدفعنا إلى الرضوخ لطلباته دائما، أو يمكننا أيضا محاولة التوصل إلى اتفاقات
وسيطة. يجب أن تتذكر أيضا أنه بالتفاوض سيكون هناك أوقات تضطر فيها إلى
الاستسلام.
2. يجب أن تبين له مدى انفتاحك
أضافت المجلة أنه من المهم أن نكون مرنين عند التفاوض وأن نكون
قادرين على الاتفاق على بعض القضايا مع أطفالنا. هذه الطريقة ستجعلهم يشعرون براحة
أكبر وأكثر استعدادا للتواصل معنا.
3. كن نموذجا بالنسبة له
في هذه الحالة، لسائل أن يسأل، كيف نريد من أطفالنا التحدث معنا
حول ما يهمهم ومشاعرهم إذا لم نفعل الشيء ذاته؟ فإذا كنا منذ البداية نتواصل معهم
ونروي لهم كيف كان يومنا وما هي مشاغلنا ونوضح لهم ما يثير قلقنا، سيكون من الأسهل
عليهم القيام بذلك.
لماذا يعد التواصل الجيد مهما جدا؟
أوردت المجلة أنه بحسب الدراسات التي أجريت حول العلاقات الأسرية،
هناك علاقة إيجابية بين التواصل الأسري المناسب ورفاه المراهقين النفسي الاجتماعي.
على وجه التحديد، يرتبط الانفتاح الأكبر في التواصل مع أولياء الأمور بزيادة
احترام الذات وانخفاض المزاج المكتئب.
وتجدر الإشارة إلى أن مرحلة المراهقة تعتبر مرحلة صعبة وعادة ما
تحدث فيها صراعات أكبر، خاصة بسبب حقيقة أن المراهقين يفضلون بشكل متزايد
الاستقلال الذاتي وأن الآباء والأمهات لا يتفقون دائمًا مع هذا المنظور. وعلى
الرغم من ذلك، تشكل العلاقات الأسرية جانبا أساسيا لرفاهية الطفل المراهق.
وفي الختام، أبرزت المجلة أنه إذا كنت شخصا بالغا وترغب في تحسين
العلاقات التي تربطك بطفلك، أو إذا كنت مراهقا لا يعرف ما الذي عليه القيام به حتى
يتواصل بفعالية مع والديه، بإمكانك التواصل مع خبراء في المجال.