فنون منوعة

"الهتك".. فيلم مصري يُعرض بـ 15 دولة ويُترجم إلى 6 لغات

تمت ترجمة الفيلم إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية والتركية والبوسنية وتجري ترجمته للغة الإيطالية- عربي21

قال مخرج ومؤلف فيلم "الهتك"، محمد البحراوي، إن الفيلم المصري يتم عرضه حاليا في 15 دولة في أوروبا وأمريكا، وقد تمت ترجمته إلى 6 لغات، وهي الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والتركية، والبوسنية، وتجري ترجمته إلى اللغة الإيطالية.

وأضاف البحراوي، في تصريحات لـ"عربي21"، على هامش العرض الثاني الخاص بفيلم "الهتك"، بمدينة إسطنبول التركية، مساء الأحد، الذي حضره مراسل "عربي21"، أنه عقب انتهاء العروض السينمائية في الـ 15 دولة، سيتم عرض الفيلم على الشاشات التلفزيونية قريبا، لافتا إلى أنه سيتم عرضه أولا على شاشة قناة مكملين الفضائية بصفتها شريكة في الإنتاج، وقناة تركية لم يحدد اسمها.


وعن النواحي الفنية التي عالجها فيلم "الهتك"، قال البحراوي: "على مستوى تكنيك الإخراج كانت جرأة أن يكون الفيلم بلا نجوم معروفين، بل معظمهم كان يُمثل لأول مرة، ومع ذلك حققوا هذا الانتشار وهذا الجدل، وهو أمر يُحسب لكل فريق العمل"، منوها إلى أن "الفيلم اعتمد طريقة الحكي بالتوازي لعَالمين متناقضين مثّلا قمة الصراع الدرامي، مع كثرة الرمزيات ومزجها بالواقعية".

واستطرد قائلا: "منهج التمثيل في الفيلم هو منهج التعايش، والغرض من الوجوه الجديدة وغير المعروفة، هو محاولة إحداث تلاقي عال وحميمية بين الممثلين والجمهور، لأنه لا توجد صور ذهنية سابقة عن المشاركين في العمل"، مؤكدا أن "الجُمل الحوارية التي جاءت في الفيلم، حملت معاني مباشرة وفي بطنها عدد من التلميحات والإشارات التي تقبل التأويل، وكان هذا مقصودا ومتعمدا".

وتابع: "من بين أكثر ردود الفعل الطيبة التي استقبلتها، هي حديث دكتورة جامعية لي وتأكيدها أنها ستُعد دراسة جامعية عن فيلم الهتك، باعتباره أول فيلم عربي ينتقد نظام الحكم القائم وفي عز قوته؛ فكل الأفلام السابقة انتقدت الأنظمة بعد زوالها، وهو أول فيلم مصري يتم عرضه بالتوازي في 15 دولة، وأول فيلم يُنتج في المهجر ويمثل الثورة المصرية".

ولفت إلى أن "أحد أكبر التحديات التي واجهت الفيلم، هو إنتاجه بشكل مستقل وبجهود ذاتية وبعضها تطوعية، لأنه لا يوجد دعم أو تمويل من أي جهة، بخلاف ما يردده البعض، ومن ثم، فقد كانت قدراتنا وإمكانياتنا محدودة جدا، الأمر الذي جعلنا نتحرك في كل شيء بحركة بطيئة وبشكل متوازٍ".

 



ونوّه البحراوي، إلى أن "البعض أحيانا يخرج مُحبطا من نهاية الفيلم التي لا يمكنني التحدث عنها بالتفصيل اليوم، لكني لا أرى أن هذه هي رسالة النهاية، بل العكس، لأن فيلم الهتك ينتصر للمستقبل والوطن خارج كل الأطر السياسية التقليدية الموجودة خلال الفترة الماضية"، مؤكدا أن "الوطن لن يكون سعيدا مطلقا بمجتمع منقسم على ذاته وكل طرف ينتظر الانتقام من الطرف الآخر".

وأوضح أن "الخلاف بين المؤيدين والمعارضين لنظام السيسي، هو هدف رئيسي للنظام نفسه، ومن ثم، فعلى الجميع أن يتجاوز هذا الخلاف بكل الطرق الممكنة، لمحاولة إنهاء حالة الاستقطاب التي تُدمر مجتمعاتنا"، مضيفا: "أنا شخصيا كمخرج ومؤلف الفيلم، وقد كنت معتقلا سابقا لسنوات، لا أكره سجّاني، ولكن أكره النظام الذي جعل مني سجينا وجعله منه سجّانا".

وذكر أن الهجوم الكبير الذي تعرض له فيلم "الهتك" لدى إعلام النظام، يثبت إلى أي مدى "النظام في حالة خوف ورفض لكل الأعمال الفنية الحقيقية التي تكشف جرائمه وانتهاكاته"، مشيرا إلى أن "السينما تُعد أقوى أسلحة القوى الناعمة، ولها تأثير كبير وجمهور عريض، فمن الضروري الاهتمام كثيرا بهذه المساحة، وألا نتركها خالية للأنظمة المستبدة ترتع فيها كما تشاء".

من جهته، قال مسؤول الشركة القائمة على توزيع الفيلم، إن "ردود فعل الجمهور والنقاد والصحفيين والفنانين الذين شاهدوا الفيلم كانت إيجابية وطيبة ومشجعة، وأثلجت صدور كل فريق العمل الذين تحملوا أعباء كثيرة حتى استطاعوا إخراج هذا العمل إلى النور"، مضيفا: "من شاهدوا الفيلم كانوا سعداء جدا بالتجربة، وتفاعلوا كثيرا مع قضية الفيلم التي أكدوا أنها كانت مليئة بالمشاعر الإنسانية".

وأشار في تصريحات لـ"عربي21"، إلى أن "الناس تشعر بحجم الإنجاز الكبير بوجود سينما حقيقية تنتصر للشعوب لا الأنظمة، وهو الأمر الذي كنّا جميعا نفتقده منذ سنوات، خاصة أنه كان هناك حنين وشوق لسينما الربيع العربي، وجاء فيلم الهتك ليجيب عن هاتين النقطتين، وهما الانتصار للشعوب والتعبير عن الربيع العربي".

وأضاف مسؤول الشركة القائمة على توزيع فيلم "الهتك"، أنه تلقى "إشادات ملموسة بتوظيف المخرج للممثلين في أدوارهم، وحاز كل من أسامة صلاح، وهبة عثمان، وأوزنور، وعلي رزق، وعمرو مسعد، وعبد الله المصري، على إشادات من النقاد والصحفيين الذين حضروا الفيلم في الدول المختلفة".      

وفيلم "الهتك" هو أول عمل سينمائي مصري، يروي قصة المعارضين عقب الانقلاب على الراحل محمد مرسي، ويحكي عما ألم بالأسر المصرية من آلام وأوجاع جراء الانقلاب العسكري منتصف 2013، وهو من إنتاج "أفلام سينما البحر"، للمخرج محمد البحراوي.