قال كاتب إسرائيلي، إن "هناك حالة من التذمر في أوساط القيادتين العسكرية والأمنية الإسرائيليتين لعدم إشراكهما في النقاشات الحاصلة حول الترتيبات السياسية الجارية حول صفقة القرن، لأنه قبل أن يتم اتخاذ أي خطوة ميدانية للضم في الضفة الغربية، فإن كبار الضباط والجنرالات مطالبون بإبداء آرائهم وتقييماتهم فيما يحصل حول الوضع المتوقع لاحقا".
وأضاف
تال ليف رام الخبير العسكري الإسرائيلي، والضابط السابق في الجيش الإسرائيلي، في
مقاله بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21" أن "الجيش الإسرائيلي يبدو حذرا من إعطاء موقف علني إزاء صفقة القرن، رغم أن
كبار ضباطه في النقاشات الداخلية لا يترددون في القول؛ إنهم يفضلون القيام بأي خطوة
مرتبطة بصفقة القرن عقب الانتخابات الإسرائيلية القادمة".
وأوضح
أنه "في ذروة تسلط الأنظار إلى البيت الأبيض، وإعلان دونالد ترامب عن خطته الأسبوع
الماضي، فإن أنظار الجيش الإسرائيلي تتوجه نحو الضفة الغربية، والساحة الفلسطينية
هناك، حيث أعدت قيادة الجيش كبار ضباطها لمواجهة فرضية إمكانية حدوث تصعيد عسكري
فيها، بالتزامن مع أي حراك للمستوى السياسي الإسرائيلي باتجاه تطبيق الصفقة على الأرض".
وأكد
أن "التقدير السائد في الجيش والمخابرات أنه رغم التوتر المتصاعد في الأراضي
الفلسطينية، لكن تعاملا حذرا مع الوضع الميداني يجعل إسرائيل تجتاز هذه المرحلة، دون أن يضطر الجيش لتوجيه كل قواته باتجاه الساحة الفلسطينية، ورغم أن الصفقة تذهب
بمجملها نحو المصلحة الإسرائيلية، لكن ليس بالضرورة أن يكون رد الفعل الفلسطيني
تصعيدا في الميدان بالضفة الغربية".
وأشار إلى أن "الفترة القادمة ستكون حرجة وحساسة أكثر من أي وقت مضى، لأن معدل الأحداث
الأمنية سيزداد، لكن من الآن وحتى التصعيد القادم لدينا وقت طويل، وتأمل المنظومة
الأمنية الإسرائيلية أن تتم المحافظة على الهدوء الأمني النسبي القائم هناك، لأن
السلطة الفلسطينية ما زال لديها ما تخسره في حال اندلاع جولة مواجهة عنيفة مع إسرائيل".
وأوضح
أنه "صحيح أن التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية يحول دون اشتعال الوضع
الميداني في الضفة الغربية، لكن الأمر أيضا منوط بإسرائيل، المطالبة بالتعامل بعقلانية
مضاعفة، لا سيما مع اقترب موعد الانتخابات المقبلة".
وكشف
النقاب عن أن "بنيامين نتنياهو أبلغ قادة الأمن الإسرائيلي في الضفة الغربية
بالتعامل مع كل التبعات المتوقعة على قرار الضم لغور الأردن، مما يعني توزيع الأدوار
بين المستويين السياسي المقرر، والمستوى العسكري والأمني المنفذ، ورغم وجود عدم
توافق كبير بينهما حول صفقة القرن، وموعد إعلانها، وتوقيت تنفيذها، لكن الجيش يرى
نفسه ملزما بتنفيذ قرارات الحكومة".
وأكد
أن "ذلك لا يمنع كبار الضباط الإسرائيليين من التعبير عن آرائهم المهنية في
الغرف المغلقة، والكشف عن النتائج المترتبة على أي خطوة على هذا الصعيد، باعتبار أن التحدي الأمني أمام الجيش يتضاعف كلما اقترب موعد الانتخابات، ولذلك فقد أجرى
الجيش في الآونة الأخيرة جملة مناورات لمحاكاة أي تصعيد قادم، بما في ذلك توقع
السيناريوهات الأكثر تطرفا".
وختم
بالقول بأن "من بين السيناريوهات السوداوية الإسرائيلية مع الفلسطينيين، الوصول
إلى انهيار التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية، وانتهاء باندلاع موجة علميات
مسلحة دامية، بما في ذلك نشوب هبات شعبية واسعة النطاق في الضفة الغربية وغور الأردن،
ولذلك فإن جميع الكتائب والفرق والألوية في الجيش الإسرائيلي تقف على أهبة الاستعداد،
وفي كامل جاهزيتها واستنفارها تحسبا لأي سيناريو متوقع أو مفاجئ".