ملفات وتقارير

خاص | مصدر في "الائتلاف الوطني السوري" يرجح حلّه بعد سقوط الأسد

تأسس الائتلاف لتمثيل الشعب السوري ضد النظام وأمام المجتمع الدولي - إكس
بعد النجاح الذي حققته فصائل الثورة السورية في إسقاط نظام بشار الأسد، تعالت التساؤلات حول دور ومستقبل "الائتلاف الوطني السوري"٬ الذي كان يمثل المعارضة السورية في المحافل الدولية٬ فيما رجح مصدر مسؤول في الائتلاف لـ"عربي21" حله.

في 18 من كانون الأول/ ديسمبر الجاري٬ قال رئيس الائتلاف، هادي البحرة، إن الائتلاف لم يجتمع مع قائد غرفة العمليات العسكرية أحمد الشرع آنذاك، لكن جرى بعض التواصل مع أطراف في إدارة الحكومة وأطراف مقربة.


وأضاف البحرة خلال مؤتمر صحفي في إسطنبول أن الائتلاف سيعود إلى البلاد وسينشئ مقراً هناك.

وأشار إلى ضرورة العمل على ترتيب الأمور اللوجستية وضمان حرية التعبير. وأكد أن حكومة تصريف الأعمال في سوريا يجب أن تكون ذات مصداقية ولا تقصي أي طرف، ولا تقوم على أساس طائفي.

وأعرب الائتلاف عن دعمه للحكومة المؤقتة برئاسة محمد البشير، مبيناً أن تطبيق القرار الأممي 2254 بات محصوراً بقوى الثورة عقب إسقاط نظام الأسد.

الاستقالات تتوالى
ويذكر أن هيئة التفاوض السورية والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية٬ شهدا عدة استقالات جماعية بعد سقوط النظام السوري.

ففي 18 و19 كانون الأول/ ديسمبر الجاري٬ أعلن الأعضاء المستقيلون تركهم العمل في الكيانين، لانتفاء الحاجة إليهما بعد سقوط نظام المخلوع بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر الجاري، وفق ما ذكروه عبر حساباتهم على منصات التواصل، وكان معظمهم من الضباط المنشقين عن جيش النظام المخلوع.



والأعضاء المستقيلون هم (العميد إبراهيم الجباوي - العميد الركن عبد الله قاسم الحريري - العميد عوض أحمد العلي - العميد عبد الجبار عكيدي من "هيئة التفاوض" - الدكتور محمد الدغيم من "الائتلاف").

الائتلاف يجيب
طرح "عربي21" تساؤلاته على مصدر مسؤول داخل الائتلاف٬ رفض الكشف عن هويته٬ حول أولويات الائتلاف في الفترة القادمة؟ وقال "نسعى للعمل على استقرار الأوضاع الأمنية والعسكرية داخل البلاد٬ وتنفيذ روح القرار الأممي رقم 2254 ٬ والدعوة إلى حوار وطني يشمل جميع مكونات المجتمع السوري".

وفي إجابته عن مستقبل الائتلاف في الفترة القادمة٬ أكد بأن الائتلاف سيقوم بحل نفسه لأن هدفه قد انتهى٬ حيث شكل لتمثيل الشعب السوري٬ ولكن بعد سقوط النظام فلم يعد له دور على المدى البعيد٬ لكنه لم يقدم تاريخا لحل الائتلاف.

وبعد سؤاله عن الدستور الذي سيعود إليه الشعب السوري في المرحلة الانتقالية الحرجة٬ قال المسؤول داخل الائتلاف٬ إن هناك اقتراحان لحل هذا الإشكال٬ أولا القيام بإعلان دستوري مؤقت٬ ثانيا العودة للعمل بدستور عام 1950 ٬ وذلك حتى كتابة دستور جديد للبلاد من قبل جمعية تأسيسية.

ما هو قرار 2254؟
في 18 كانون الأول/ ديسمبر 2015 ٬ اعتمد مجلس الأمن الدولي مشروع قرار أمريكي يهدف إلى وضع إطار لحل سياسي للأزمة السورية التي بدأت عام 2011. استند القرار إلى بيان اتفاق جنيف "1" وبيانات فيينا الخاصة بسوريا.

نص القرار على بدء محادثات السلام في سوريا في كانون الثاني/ يناير 2016، وأكد أن الشعب السوري هو من يحدد مستقبل البلاد. دعا إلى تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات برعاية أممية، وطالب بوقف أي هجمات ضد المدنيين فوراً.

بنود القرار
وقف إطلاق النار: دعا القرار إلى وقف فوري للأعمال القتالية في سوريا، باستثناء العمليات العسكرية ضد تنظيمات مثل تنظيم الدولة وجبهة النصرة، والجماعات المصنفة "إرهابية" والمدرجة في لوائح مجلس الأمن.

العملية السياسية: دعم القرار عملية انتقال سياسي بقيادة سورية وفقاً لبيان جنيف الصادر عام 2012. ودعا إلى بدء مفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة برعاية الأمم المتحدة، محدداً 6 أشهر لتشكيل حكومة انتقالية ذات مصداقية وغير طائفية، و18 شهراً لإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف أممي.



الإصلاح الدستوري: طالب القرار بصياغة دستور جديد لسوريا كجزء من عملية الانتقال السياسي.

الوضع الإنساني ومكافحة الإرهاب: أكد القرار على أهمية إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق السورية دون عوائق، ودعا الأطراف إلى تسهيل العودة الآمنة للنازحين واللاجئين. كما شدد على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب في سوريا.

الائتلاف فقد هدفه
وقال الكاتب والصحفي السوري أحمد كامل٬ الذي شغل منصب المستشار الإعلامي للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية سابقا٬ في إجابته على سؤال "عربي21" حول مستقبل الائتلاف.

بأن "الائتلاف هيئة شكلت لتمثيل الشعب السوري للتفاوض نيابة عنه٬ وتنتهي مهمته كما تم الاتفاق في يوم التأسيس بسقوط النظام٬ ثم تم تعديل الأمر، وأصبح بتشكيل المؤتمر الوطني".

وتابع "الآن سقط النظام ومعه يسقط الائتلاف، فلم يعد له عمل٬ لم يعد له مهمة٬ فجميع هيئات الائتلاف، من هيئة التفاوض، واللجنة الدستورية، وأستانا٬ كلهم فقدوا مضمونهم، ولم يعد لهم معنى لوجودهم".



وأكد الصحفي السوري "أن الخريطة السياسية في سوريا انقلبت رأسا على عقب٬ فهيئة تحرير الشام كانت مجرد فصيل عسكري محصور في منطقة صغيرة نسبيا٬ الآن هي الفصيل الذي أوقف مذبحة السنة التي استمرت 54 عام٬ الذي أسقط النظام الذي لم يستطع أحد في الدنيا إسقاطه، وهزم حزب الله وطرده من سوريا، وهزم روسيا وحشرها في قاعدة صغيرة لا تعرف ماذا تفعل بها٬ وهزم إيران وطردها٬ وهزم الفصائل الشيعية العراقية والأفغانية والباكستانية".

وأضاف "أصبح أهم جهة مرت على سوريا منذ خالد بن الوليد وصلاح الدين الأيوبي٬ بعده أحمد الشرع٬ وهكذا ينظر ملايين السوريين".

ويرى كامل أن حل أعضاء الائتلاف الوحيد بعد أن يحلوا أنفسهم٬ أن يعودوا إذا قرروا ذلك، ولكن عن طريق أحزاب سياسية لها برامج واضحة تتنافس من أجل كسب ثقة المواطن السوري. وأكد جورج صبرا يعود إلى حزب الشعب الديمقراطي السوري٬ وأعضاء الائتلاف من الإخوان٬ يعودوا إلى حزب الإخوان المسلمين. "ويجلس الجميع مع أحمد الشرع كحزب، ويتفاوضوا معه كحزب".