نشرت صحيفة "صندي تايمز" تقريرا، تقول فيه إن العائلة المالكة في بريطانيا تعيش أزمة داخلية بعد قرار الأمير هاري وزوجته ميغان التخلي عن واجباتهما الملكية وتقسيم وقتهما بين أمريكا الشمالية وبريطانيا، في إشارة إلى التوتر بين أفراد العائلة، خاصة بين الأمير هاري وشقيقه الأمير وليام، الذي يعد الثاني في ولاية العهد بعد ولي العهد الحالي الأمير تشارلز.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن الأمير وليام، دوق كامبريدج، قوله في تصريحات عبر فيها عن حزنه لوصول الوضع بينه وبين شقيقه إلى حالة من الخصام، إن تحطم العلاقة بينه وبين شقيقه دوق ساسكس يعني أنهما لم يعودا يعملان بصفتهما "فريقا".
وتشير الصحيفة إلى أن الملكة إليزابيث الثانية دعت إلى قمة طارئة يوم الاثنين، ستعقد في قصر ساندرينغهام، لحل ما أسمته الصحيفة "الحرب الأهلية" بين عائلة ويندسور.
ويكشف التقرير عن أن الأمير وليام عبر عن "حزنه" لأنه وشقيقه "كيانان منفصلان"، وعبر عن أمله بأنهما قد يعودان لما كانا عليه في السابق، وقال: "وضعت ذراعي حول أخي طوال حياتنا، لكن لا يمكنني القيام بذلك الآن، وأصبحنا كيانين منفصلين"، فيما نقل عن صديق، قوله: "أنا حزين لهذا الأمر، وكل ما نفعله، وكل ما أستطيع عمله هو محاولة مساعدتهما، وآمل أن يأتي وقت ونعود للحديث، وأريد أن يعمل الجميع مجتمعين".
وتقول الصحيفة إن تعليقات الأمير وليام تكشف وبعمق عن التوتر في قلب العائلة المالكة، في وقت دعت فيه الملكة الأمير تشارلز والأمير وليام وهاري إلى "قمة ساندرينغهام" للبحث في الخلافات بينهما، وستشارك ميغان في الاجتماع عبر الفيديو من كندا، حيث سافرت إلى هناك، وستكون هذه هي المرة الأولى التي تلتقي فيها العائلة منذ قرار هاري وميغان الإعلان الذي فاجأ الجميع الأسبوع الماضي عن رغبتها في التخلي عن واجباتهما الملكية، والاعتماد على النفس ماليا، وتقسيم وقتيهما بين بريطانيا وشمال أمريكا، مشيرة إلى أن مسؤولين في الحكومة وحاشية في البلاط الملكي قاموا بإعداد قائمة تحتوي على "عدد من الاحتمالات" تناقشها الملكة وتشارلز ووليام وهاري ومنها:
-ما هو حجم العمل "الرسمي" الذي يريد كل من هاري وميغان عمله في بريطانيا والخارج نيابة عن العائلة المالكة والحكومة؟
-وماذا عن لقب كل من هاري وميغان "صاحب وصاحبة السمو"؟
- كم سيحصلان من دعم مالي من الملكة وأمير ويلز بعد قطع الدعم السيادي عنهما من الحكومة؟
-ما هي النشاطات التجارية التي سيسمح لهما بممارستها؟
ويلفت التقرير إلى أن توم برادلي، الذي أدار حوارا قبل فترة مع ميغان وهاري على شبكة "أي تي في"، اللذين اعترفا فيه بأنهما يشعران بالعزلة، وحذرا من أن الفشل بعدم الاستجابة لهما والحفاظ عليهما ضمن الخط سيجعلهما في حل من الحديث بصراحة وتقديم روايتهما، بشكل سيضر بالعائلة المالكة أكثر، قال في مقال في الصحيفة: "كانت لدي فكرة عما يمكن أن يكشف عنه ودون مماراة، لكنني لم أكن اتوقعه بهذه الطريقة"، ولم يكشف برادلي عما كان يعرفه، لكن حاشية في البلاط الملكي عبروا عن خشيتهم من اتهام ميغان العائلة بالعنصرية ومعاداة المرأة.
وتقول الصحيفة إن قمة السلام في العائلة ستتضمن الآتي:
-سيحتفظ هاري وميغان بالمرافقين الأمنيين لكن دون سلاح.
-يطالب كبار العائلة السكرتير العام للملكة سير إدوارد يانغ بتولي حل الأزمة، حيث تساءلت الأميرة آن والأمير أندرو عن قدراته للسيطرة على شؤون العائلة.
ويورد التقرير نقلا عن حلفاء هاري، قولهم إن الأميرين تشارلز ووليام هما من سربا تفاصيل خططه إلى الإعلام، فيما يتهم الطرف الآخر شركة العلاقات العامة الأمريكية التي تتعامل معها ميغان، ويقول المساعدون للعائلة المالكة إن تغيير دور دوق ودوقة ساسكس يحتاج إلى "نقاشات معقدة وهادئة"، لكن قد يتم النظر فيها عندما تلتقي الملكة مع الأطراف يوم الاثنين.
وتفيد الصحيفة بأن الملكة تريد المضي في حل الأزمة بوتيرة سريعة خلال أيام وليس أسابيع، فيما من المتوقع الإعلان عن خطوات هذا الأسبوع، إلا أن مسارعة هاري وميغان يوم الأربعاء لإصدار بيان حول واجباتهما الملكية يجعل تطبيق الخطط التي سيتم الاتفاق عليها صعبا.
وينوه التقرير إلى أن ميغان عادت مع ابنها أرتشي يوم الجمعة إلى كندا، فيما بقي هاري في بريطانيا لحل الأزمة، مشيرا إلى أن الأمير سيظهر لأول مرة منذ الإعلان عندما سيرعى افتتاح دوري كأس العالم للرجبي لذوي الاحتياجات الخاصة في قصر باكنغهام.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
وتقول الصحيفة في افتتاحيتها إن هناك حاجة لتغيير كل شيء إن أرادت العائلة أن تبقى الأمور على ما هي عليه.
وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أن العائلة المالكة التي عادة ما يطلق عليها "الشركة" واجهت قبل أكثر من عشرين عاما أزمة بوفاة الأميرة ديانا المفاجئة، واحتاج القصر وقتا ليتعافى من الأزمة، ووقتا أطول لتعود سمعة الأمير تشارلز كما كانت.
وتقول الصحيفة إنه "على ما يبدو فإن العائلة استطاعت المرور من العاصفة، حيث أصبحت الملكة أطول حاكمة في تاريخ بريطانيا، إلا أن الفضيحة التي أحاطت بعلاقة الأمير أندرو مع جيفري إبيستين، الرجل المتهم بالتجارة بالفتيات من أجل الجنس، وقادت لتجريده من مهامه الملكية، وضعت العائلة من جديد في عين العاصفة، ثم جاءت القنبلة التي فجرها الأمير هاري وزوجته ميغان، اللذان اتخذا قرارهما دون استشارة الملكة أو أمير ويلز أو أي أحد، التي قالت في خطابها للكريسماس عام 2019 بأنها (لم تكن مرتاحة) ما أدخل (الشركة) في أزمة جديدة".
وتجد الافتتاحية أن دور الأمير هاري وزوجته كان يجب التخطيط له منذ وقت طويل، خاصة أن الأمير تشارلز كان يرغب في تخفيف عدد الأمراء البارزين ممن يقومون بأدوار ملكية.
وتختم "صندي تايمز" افتتاحيتها بالقول إن "هاري هو القادر على التواصل مع الشباب بشكل أفضل من أي فرد من العائلة المالكة، وأظهر مع زوجته أن العائلة المالكة يجب ألا تكون شاحبة ومملة، وستكون خسارة كبيرة للعائلة لو قررا الخروج إلى المنفى".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
الغارديان: هل تحولت بريطانيا من كلب ذكي لأمريكا إلى كلب خانع؟
NYT: ماذا يريد غانم الدوسري من دعواه ضد السعودية؟
MEE: وثائق بريطانية تكشف خلافا دبلوماسيا حول زيارة ميجر للقدس