قال كاتب إسرائيلي، إن "التحضيرات الإسرائيلية لحرب لبنان الثالثة تتطلب تهيئة الأجواء والاستعدادات لحسم هذه المعركة، أو إرجائها، وصولا إلى منعها كليا، وذلك من خلال جملة من الخطوات السياسية والعسكرية، الداخلية اللبنانية والإقليمية، وهي خطوات كلها ينبغي أن تسير بالتوازن قبل الحرب وخلالها وبعدها".
وأضاف
عوفر يسرائيلي الخبير العسكري الإسرائيلي في مقاله بصحيفة "مكور ريشون"، ترجمته "عربي21" أنه "مع العلم أن حرب لبنان
الثالثة ستكون أكثر جوهرية وخطورة من الأولى والثانية، 1982 و2006، لأن حزب الله
سيستخدم كل ما لديه من الإمكانيات العسكرية والقوة النارية التي يحوزها، وقد بناها
خلال السنوات الأخيرة من أجل إمطار الجبهة الداخلية الإسرائيلية بآلاف القذائف
الصاروخية".
وأشار إلى أن "المنظومة الصاروخية التي يمتلكها الحزب ستستهدف المدن الإسرائيلية والأهداف
الحيوية ومواقع الجيش بتل أبيب، وصولا لمواقع البنى التحتية، كالأبراج الزجاجية في
حيفا، ومحطة الطاقة في الخضيرة، ومن خلال قدراته البحرية، فإنه سيسعى لاستهداف منصات
الغاز والموانئ البحرية الإسرائيلية، كما سيعمل على تنفيذ خطته للمس، لإدخال قوات
برية من أجل السيطرة على واحدة أو أكثر من التجمعات الاستيطانية الحدودية".
وأوضح
يسرائيلي، المحاضر بالعلاقات الدولية والسياسة الخارجية بأكاديمية الجيش الإسرائيلي،
أنه "من أجل إرجاء حصول هذه الحرب، وربما منعها، وفي الوقت ذاته العمل على
حسمها في حال اندلعت، يتطلب من إسرائيل القيام بكل تلك الخطوات الإسرائيلية
الواردة أعلاه بنظرة أوسع، من خلال خطوات دبلوماسية وعسكرية واقتصادية ونفسية، إلى
حين اندلاع الحرب وما بعدها".
وشرح
قائلا إنه "من الناحية السياسية على إسرائيل العمل على تحصيل مشروعية للمس
المستقبلي بحزب الله، وصولا إلى تدميره بالكامل في لبنان، وتشمل هجوما إعلاميا
دوليا يحمّل الحزب مسؤولية الوضع المتدهور في لبنان، وعدم الاستقرار الذي تعيشه
الدولة".
كما
يوصي الكاتب بضرورة "القيام بخطوات سياسية، سرية وعلنية، أمام جهات دولية أخرى
لديها وجود في الساحة اللبنانية، وتوصيتهم بحشر الحزب في الزاوية، ومنها الولايات
المتحدة التي تدفع عشرات ملايين الدولارات للجيش اللبناني، وفرنسا صاحبة التأثير
الأكبر في بلاد الأرز، والأمم المتحدة، فضلا عن السعودية التي تعتبر وكيلة الجامعة
العربية في لبنان".
وأضاف
أن "النظرة العسكرية تعتبر الأكثر خطورة، تتضمن الاستعداد الاستراتيجي لتوفير
الحسم العسكري، مما يتطلب من الجيش العمل على منع اندلاع حرب في جبهتين أو أكثر، وإنما
تقليص الاحتكاك والتوتر مع حماس في غزة، وأمام القوات الإيرانية في سوريا، بجانب
تحديد أهداف واضحة للحرب، وعلى رأسها تدمير القدرات العسكرية للحزب، وتثبيت سياسة
لبنانية جديدة في نهاية الحرب".
وأوضح
أنه "لا بد من إعداد الجيش الإسرائيلي لتدمير الترسانة الصاروخية التي يملكها
الحزب، والتأثير على وضعية مقاتليه لعدم الاستمرار في القتال، بما قد يضع تحديات أمام
الحزب لترميم قدراته، فضلا عن الحاجة لاستخدام عنصر المفاجأة، وهو عنصر أساسي وحجر
الأساس في الاستراتيجية القتالية الناجحة".
وختم
بالقول: "بكلمات أخرى، فإن إسرائيل قبل مبادرتها إلى شن الحرب الثالثة على
لبنان من خلال توجيه ضربة استباقية، عليها أن تختار اللحظة الأكثر ملاءمة من الناحية
الاستراتيجية".