نظمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مسيرات جماهيرية في مدينة غزة عقب صلاة الجمعة، دعما لمدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك وتأكيدا على إجراء الانتخابات الفلسطينية فيها.
وفي وقت سابق، أعلنت حركة "حماس" على لسان لمتحدث باسمها عبد اللطيف القانوع، أنها ستنظم مسيرات جماهيرية في مختلف مناطق قطاع غزة، تبدأ من اليوم وتستمر في الأيام القادمة لنصرة القدس ورفضا للاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى.
وذكر في تصريح وصل "عربي21"، أن هذه المسيرات، تأتي من أجل التأكيد على إجراء الانتخابات في القدس، وعلى حق شعبنا الفلسطيني في المشاركة، وأيضا رفضا لسياسة الاستجداء التي تمارسها السلطة الفلسطينية".
وفي تعليقه على أهمية هذه المسيرات، أوضح مسؤول ملف القدس في المجلس التشريعي الفلسطيني، النائب أحمد أبو حلبية، أن هذه المسيرات التي تنظم بعنوان: " مهرجان النصر والتمكين لأهل القدس وفلسطين"، تأتي "من أجل التضامن أهلنا في القدس والمسجد الأقصى، لمواجهة العدو الصهيوني ومخططاته في هذه المدينة المقدسة، وخاصة في ظل العدوان المستمر على شعبنا في العيساوية وشعفاط ومختلف قرى ومخيمات القدس".
وأكد في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "الاحتلال يسعى إلى تهويد القدس وطمس معالمها التراثية وآثارها الإسلامية والمسيحية فيها، إضافة إلى تغيير الهوية والثقافة الفلسطينية والعربية والإسلامية لها ولأهلها واستحداث تاريخ يهودي مزيف".
وأضاف النائب أبو حلبية: "من أجل ذلك كان لا بد من الهبة من أجل الدفاع عن المسجد الأقصى وحاضنته مدينة القدس، عبر هذه المسيرات في هذه المرحلة، إلى أن تتاح فرصة قريبة لتحرير القدس والأقصى من براثن الاحتلال الغاشم".
ولفت أن رسالة هذه المسيرات، ذكر أن "أهم رسالة؛ أن شعبنا بكل فصائله وأطيافه وشرائحه، لم يفرطوا في القدس والأقصى ولا بحبة تراب من هذه الأرض المقدسة، وهي أيضا تحمل رسالة قوية للعدو الصهيوني؛ أن عليه أن يرحل من أرضنا وقدسنا".
ونوه النائب وهو أيضا مسؤول ملف القدس بـحركة "حماس"، أن هذه المسيرات الجماهيرية التي تنظم في قلب القطاع المحاصر، "تحمل رسالة للعرب والمسلمين؛ أننا هنا مرابطون نيابة عنهم من أجل الدفاع عن أقدس مقدسات المسلمين في أرض الوقف فلسطين الحبيبة"، لافتا أن "الشعب الفلسطيني هو خط الدفاع الأول عن القدس والأقصى".
وتتعرض مدينة القدس المحتلة وسكانها، إلى أكبر هجمة إسرائيلية شرسة، تطال كافة مناحي الحياة هناك، فمن الاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى، إلى مخططات عبرية تهدف لتقسيمه زمانيا ومكانيا، مع استمرار الحفريات أسفله، وسياسية التهويد والاستيطان وسرقة عقارات المقدسيين، إلى الاستيلاء على أراضيهم ومقابرهم، وفرض الضرائب الباهظة عليهن كل ذلك من أجل دفع المقدسيين لترك المدينة المقدسة.
ومن المنتظر أن تنظم الحركة عصر اليوم، مسيرات أخرى دعما للأقصى عصر اليوم في مدينة خان يونس جنوب القطاع المحاصر للعام 13 على التوالي.
اقرأ أيضا : قوات الاحتلال تقتحم مصلى باب الرحمة بالأحذية (شاهد)
وفي سياق آخر أصيب فلسطينيان برصاص الجيش الإسرائيلي، والعشرات بحالات اختناق، الجمعة، خلال مواجهات اندلعت بين عشرات الفلسطينيين، والجيش الإسرائيلي وسط الضفة الغربية.
وقال شهود عيان، للأناضول، إن مواجهات اندلعت في بلدة المغيّر، شرقي رام الله، استخدم خلالها الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وأوضح الشهود، أن المواجهات اندلعت عقب أداء عشرات الفلسطينيين صلاة الجمعة على أراض مهددة بالمصادرة لإقامة مستوطنة إسرائيلية.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان صحفي تلقت الأناضول نسخة منه، إن طواقمها نقلت مصابين إثنين للعلاج في مستشفى رام الله، أحدهم بالرصاص الحي في القدم، فيما أصيب شاب بالرصاص المطاطي في الرأس، خلال المواجهات الدائرة في بلدة المغيّر.
وقال مسعفون للأناضول، إنهم قدموا العلاج ميدانيا لعشرات المصابين بحالات اختناق، إثر استنشاقهم الغاز المسيل للدموع.
واندلعت مواجهات مماثلة في بلدة كفر قدوم غربي نابلس (شمال)، إثر تفريق مسيرة أسبوعية منددة بالاستيطان.
وينظّم الفلسطينيون يوم الجمعة من كل أسبوع، مسيرات مناهضة للاستيطان والجدار الفاصل، في عدد من القرى والبلدات بالضفة الغربية .
وتشير تقديرات إسرائيلية وفلسطينية، إلى وجود نحو 650 ألف مستوطن في مستوطنات الضفة الغربية والقدس المحتلة، يسكنون في 164 مستوطنة، و116 بؤرة استيطانية.