قال تقرير إسرائيلي، إنه "بعد 14 عاما من آخر جولة انتخابية فلسطينية، يعود أبو مازن من جديد للحديث عن الانتخابات دون أن تتضح حقيقة قناعته بإجرائها، وفيما تبدي حماس رغبتها الجامحة بزيادة قوتها في الضفة الغربية، فإنها فاجأت السلطة الفلسطينية بمرونتها بالموافقة على كل شروطها، ومن يعلم فلعل مروان البرغوثي يشارك في هذه الانتخابات".
وأضاف نداف شرغاي في تحقيقه المطول بصحيفة "إسرائيل
اليوم"، ترجمته "عربي21" أنه "بعكس ما هو الحال عليه في إسرائيل
التي لا يريد جمهورها الذهاب مجددا لصناديق الاقتراع للمرة الثالثة، فإن الفلسطينيين
لم يتمكنوا بعد من إجرائها منذ 2005، لكن أبو مازن البالغ 84 عاما، ويتعافى صحيا بين حين وآخر، بل يفاخر من حوله بأن أباه بلغ من العمر مائة عام، يتحدث عن
الانتخابات، وهي ليست المرة الأولى بالمناسبة".
وأكد أن "الكثير من الفلسطينيين لا يثقون فعليا
بجدية عباس بإجراء الانتخابات الفلسطينية، لأن سلسلة الشروط التي أعلنها تطرح جملة
تساؤلات جدية حول نواياه الحقيقية، بل تضع الكثير من الضباب حول إمكانية النجاح
بإجرائها، لأنها ستدخل الجمهور الفلسطيني بحالة من الفوضى السياسية التي يعانيها
اليوم الجمهور الإسرائيلي".
وأوضح أنه "إلى عهد قريب، كان الحديث عن الانتخابات
في عهد عباس أقرب ما يكون شعارا فارغا، قريبا من دعوات الوحدة بين حزبي الليكود
وأزرق أبيض لدى الإسرائيليين، لكن الأشهر الأخيرة شهدت استدارة سريعة في مواقفه
حين دعا لإجراء الانتخابات عقب ضغوط دولية كبيرة مورست عليه من دول الاتحاد
الأوروبي، خاصة ألمانيا ومستشارتها أنغيلا ميركل، التي هددت بوقف الدعم المالي عن
السلطة إن لم تجر الانتخابات".
وأشار إلى أن "عباس بدأ بالتفاوض مع حماس حول تفاصيل
العملية الانتخابية، مما أسفر عن نتيجة مفاجئة لم يتوقعها أبو مازن، بل لم يرغب بها،
لأنها تطمح من خلال الانتخابات السيطرة على الضفة الغربية، ولذلك وافقت بسهولة على
كل شروط أبو مازن، لكن السؤال الذي يراود كل الفلسطينيين هو: كيف سيكون سلوك أبو
مازن تجاه الانتخابات، وأين ستظهر جديته الخاصة بإجرائها".
بنحاس عنبري المستشرق الإسرائيلي في المعهد المقدسي
للشؤون العامة والدولة، قال إن "حديث أبو مازن عن الانتخابات كلام فارغ، لأنه
دعا إليها لسببين أساسيين: تسليط الضوء العالمي مجددا على القضية الفلسطينية بعد
تراجع الاهتمام الدولي بها لصالح قضايا إيران وسوريا ولبنان والعراق، والسبب
الثاني الاستجابة للضغوط الدولية عليه، خاصة من الاتحاد الأوروبي، وتهديده بوقف
الدعم المالي عن السلطة الفلسطينية".
وأضاف أن "إجراء الانتخابات الفلسطينية تعترضه جملة
إشكاليات، أهمها الموافقة على إجرائها في القدس، وعباس يعلم أن ذلك في عهد الليكود
صعب التحقق، لكن عباس يأمل إعلان إسرائيل رفضها للطلب الفلسطيني، لأنه أعلن أن أي
انتخابات دون القدس لن تحصل".
وأشار إلى أن "مسألة أخرى تعيق إصدار المرسوم الرئاسي
الفلسطيني لإجراء الانتخابات هو الظهور المتجدد لمروان البرغوثي، الذي أعلن مقربوه
أنه سيخوض الانتخابات رغم جهود عباس لثنيه عن ذلك، حيث يعلم شعبيته الجارفة في
الضفة الغربية، أما السبب الثالث فيتعلق بموقف إسرائيل، التي قد توافق على
إجراء الانتخابات إن تأكدت أن حماس لن تشارك فيها، وإلا فإنها ستعتقل وتلاحق
مرشحيها الذين ستعلن عنهم".