نشرت مجلة "بيكيا
بادريس" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن كيفية التعامل مع الأفكار
المتطفلة عند الأطفال. وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إنه يجب على الأولياء إدراك علامات الأفكار المتطفلة؛ من أجل
التعرف على ما يحفز أطفالهم على التفكير في هذه الأمور، ومساعدتهم على التحكم
فيها، والتخلص منها؛ حتى لا يسبب لهم ذلك مشاكل في المستقبل.
ما هي الأفكار المتطفلة؟
أوردت المجلة أن الأفكار
المتطفلة هي تلك الأفكار أو الصور غير المرغوب فيها التي تظهر في أذهاننا، كما أن
الجميع في وقت ما يختبر هذا النوع من الأفكار. في المقابل، يجب أن نكون حريصين على
ألا تصبح ثابتة؛ نظرا لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى اضطراب الوسواس القهري.
بالإضافة إلى ذلك، يصعب
التحكم في هذه الأنواع من الأفكار؛ نظرا لأنها تأتي من الجزء غير العقلاني من
دماغنا، فهي عادة ما تكون أفكارا سلبية تؤدي بنا إلى تجربة مشاعر، مثل الخوف
والاشمئزاز والشعور بالذنب وحتى الخزي.
الأفكار المتطفلة لدى
الأطفال
وأشارت المجلة إلى أن
الأفكار المتطفلة لدى الأطفال عادة ما تكون مستمدة من عقدة بدنية "أنا
سمين"، أو من خوف غير عقلاني "من الممكن أن تموت أمي". علاوة على
ذلك، يمكن لهذا النوع من الأفكار أن تولد الشعور بالإحباط أو حتى الغضب، وذلك لأنهم
لا يستطيعون السيطرة عليها، فضلا عن الشعور بالمسؤولية الذي يولد توقعات سلبية
تجاه أنفسهم.
الأفكار المتطفلة الأكثر
شيوعا:
الخوف من أن يضيع شيء
مهما كانت قيمته
الخوف من ترك شيء ما يمكن
أن يسبب حريقا أو الخوف من السرقة
التحقق من شيء ما عدة
مرات، حتى لو كنت تعلم أنه تحت السيطرة
القيام بالأشياء ذهنيا
قبل تحقيقها
الخوف من التسبب في حوادث
سيئة للآخرين
أسباب الأفكار التطفلية
أضافت المجلة أن جلّ
الأفكار تنتج عن المزاج، أي أن الأفكار الإيجابية عادة ما تكون ناتجة عن لحظات من
السعادة، والأفكار السلبية تظهر بسبب الحزن أو القلق أو الخوف. ومع ذلك، يجب أن نضع
في اعتبارنا أن ما نعتبره سيئا يتحدد من خلال معتقداتنا وثقافتنا. وعلى سبيل المثال،
يميل الأطفال في الأسر الدينية إلى القلق بشأن تلك الأفكار التي قد تسيء
بالدين أو المعتقدات. ومن ناحية أخرى، إذا كان طفلك مراهقا، قد تؤدي الأفكار
التطفلية إلى نوع من الخوف من المشاعر الجنسية.
وبينت المجلة أن للعامل
الجيني دورا كبيرا في نشأة الأفكار المتطرفة، كما يمكن أن تكون ناتجة عن أي نوع من
الصدمات النفسية. فضلا عن ذلك، يمكن أن يسبب الاكتئاب في توليد مثل هذه الأفكار
السلبية التي يمكن أن تسبب مشكلات أسرية واجتماعية للطفل.
مخاطر الأفكار المتطفلة
بينت المجلة أن الأفكار
المتطفلة لا تظهر فقط لدى الأطفال، وإنما أيضا لدى جميع الناس بغض النظر عن
أعمارهم. ومن الشائع أن تكون هذه الأفكار متقطعة، وتظهر في أوقات محددة، دون أن يكون
لها قدر كبير من الاهتمام. كما يمكن أن تصبح هذه الأفكار ثابتة وقوية، وبالتالي،
تؤدي إلى عدم القدرة على التوقف عن التركيز على الهواجس في نهاية المطاف إلى ما
يسمى اضطراب الوسواس القهري.
كيفية التحكم في الأفكار
المتطفلة
نوهت المجلة بأن أكثر
الطرق فعالية للسيطرة على هذه الأفكار هي التأمل، إذ إنه يساعد الجسم على
الاسترخاء والتحكم في الأفكار. أما بالنسبة للأطفال، فينبغي على الأولياء أن
يساعدوا أبناءهم على التخلص من الأفكار المتطرفة تدريجيا، أي إقناعهم بأنها غير
منطقية أو مبالغ فيها، من خلال تغيير طريقة أفكارهم تجاه مواقف معينة، وتعزيز
المهارات الإدراكية.
بالطريقة نفسها، ينبغي
عليها أن نحاول تحديد أصل الأفكار المتطفلة؛ لوضع حد أكثر تكيفا مع كل حاجة، إذ إن
أسبابها متعددة، وتتراوح من عدم احترام الذات إلى بعض المخاوف أو الصدمات.