أثار استشهاد الأسير سامي أبو دياك، في سجون الاحتلال الإسرائيلي، استياء واسعا في الشارع الأردني، بعد الإعلان بأن أبو دياك مواطن يحمل الرقم الوطني.
واتهم أردنيون الحكومة بالتقاعس تجاه ملف الأسرى لدى الاحتلال، وأنها لم تتابع قضية أبو دياك بالشكل المطلوب، علما أنه عانى من أمراض عدة آخرها السرطان، وتوفي نتيجة الإهمال الطبي.
وقالت وزارة الخارجية الأردنية، إنها تقوم بترتيبات حاليا، من أجل نقل جثمان أبو دياك، الذي تبين أنه يحمل الجنسية الأردنية.
والثلاثاء، أعلن وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، خلال جلسة للبرلمان، أن عمان تعمل على إحضار جثمان الشهيد، بناء على طلب عائلته.
وذكر المتحدث الرسمي للوزارة، في تصريحات صحفية، أن "الوزارة لم يصلها أي بلاغ من قبل ذوي الأسير بوجوده في سجون الاحتلال، من أجل متابعة أوضاعه الصحية".
ولفت الفايز إلى أن "الوزارة تعتمد على مصدرين في هذه الحالات للحصول على المعلومات، الأول من ذوي المعتقل، والثاني من سلطات الدولة التي تعتقله، وفي كلتا الحالتين "لم تبلغ الوزارة بكون أبو دياك يحمل الجنسية الأردنية".
تقصير واضح
النائب في البرلمان الأردني أحمد الرقب، قال في تصريحات لـ"عربي21"، إنه وخلال متابعته لملف الأسرى الأردنيين على مدار العام الماضي، حين كان مقررا للجنة فلسطين داخل البرلمان، كان يطلب باستمرار تفاصيل عن أحوال الأسرى، إلا أن الإجابات دائمة ما تكون منقوصة ومتناقضة.
وأوضح الرقب أن اللجنة استقبلت ذوي أسرى أردنيين داخل البرلمان خلال الفترة الماضية، واستفسرت عن أحوالهم، وطلبت من الحكومة إفراد ملف متكامل لكل أسير بعينه، يتضمن تفاصيل قضيته، وحالته الصحية، وغير ذلك.
وأضاف أن وزير الخارجية أيمن الصفدي صرح مرارا بأن أحوال الأسرى الأردنيين جيدة، لافتا إلى أن قضية الأسيرين المحررين: هبة اللبدي، وعبد الرحمن مرعي، غطّت على بقية ملفات الأسرى.
وتابع: "ثمّنا دور الحكومة في الإفراج عن مرعي واللبدي، لكن نرجو ألا نغفل على وجود أكثر 20 أردنيا في سجون الاحتلال، وغيرهم من المفقودين".
وحمّل الرقب المسؤولية كاملة للحكومة عن "التسيب" الذي حصل في متابعة الملف الطبي للأسير أبو دياك، الذي استشهد عن 36 عاما.
ولفت إلى أن الحكومة لا تملك رواية واضحة ومتسلسلة حول هذا الملف، مطالبا بفتح تحقيق؛ للوقوف على جوانب التقصير في عدم متابعة قضية أبو دياك.
وكان نواب البرلمان الأردني طرحوا قضية الشهيد أبو دياك في الجلسة الرقابية الثلاثاء، وقرأوا الفاتحة على روحه.
يشار إلى أن الشهيد سامي أبو دياك اعتقل في العام 2002، وحكم عليه بالسجن 3 مؤبدات و30 عاما، وأصيب بالسرطان قبل أربع سنوات.
وطلبت السفارة الأردنية في تل أبيب تسلّم جثمان أبو دياك، بحسب ما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية.
وأضافت إن السفارة طلبت أيضا تزويدها بمعلومات حول ظروف استشهاد "أبو دياك"، ووضعه الصحي خلال فترة سجنه، غير أن الهيئة لم تشر إلى موقف إسرائيل من هذا الطلب.
اقرأ أيضا: قتل بطيء للأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال (إنفوغراف)