استشهد قيادي بارز في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وزوجته في استهداف إسرائيلي شرق مدينة غزة، في ما ردت المقاومة بقصف مستوطنات غلاف غزة وجنوب تل أبيب بعشرات الصواريخ.
وأعلن مصدر طبي في مستشفى الشفاء، استشهاد بهاء أبو العطا (42 عاما)، وزوجته أسماء أبو العطا (39 عاما)، وإصابة أربعة من أبنائهم.
وذكرت وزارة الصحة بغزة، في بيان وصل "عربي21"، أن حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ ساعات الصباح، 10 شهداء، و45 إصابة.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي
أدرعي، في بيان له، إنه "في عملية مشتركة للجيش وجهاز الأمن العام، تم في
الساعة الأخيرة استهداف مبنى موجود في داخله أبرز قيادي في الجهاد الإسلامي في
قطاع غزة، بهاء أبو العطا".
ولفت الجيش الإسرائيلي في بيانه إلى أن "رئيس الوزراء
بنيامين نتنياهو أذن بعملية استهداف أبو العطا"، متهما إياه بتنفيذ سلسلة من
الهجمات في الآونة الأخيرة بالصواريخ والطائرات المسيرة والقناصة.
ونعت سرايا القدس أبو العطا
(42 عاما) وزوجته، اللذين استشهدا بمنزلهما في "عملية اغتيال جبانة"
بمنطقة الشجاعية شرق مدينة غزة.
إقرأ أيضا: الاحتلال يعلن الطوارئ ويفتح الملاجئ ويعطل الدراسة
وأعلنت السرايا، في بيان لها وصل
"عربي21" نسخة عنه، "حالة الاستنفار القصوى، ورفع حالة الجهوزية
والنفير العام في صفوف مقاتلينا ووحداتنا"، مؤكدة أن "الرد على هذه
الجريمة لن يكون له حدود، وسيكون بحجم الجريمة التي ارتكبها العدو المجرم، وليتحمل
الاحتلال نتائج هذا العدوان".
وقال الناطق باسم الجهاد الإسلامي داوود شهاب لقناة "الجزيرة"، إنه "من المبكر الحديث عن أي اتصالات أو وساطات فدم الشهداء لم يجف ولا يمكن التعاطي بأي منحى بهذا السياق، والفصائل لن تسمح لنتنياهو أن يوظف الجريمة لخدمة أغراض سياسية إسرائيلية".
وفي بيان آخر، قالت وزارة
الداخلية في غزة إنها "تتابع تداعيات استهداف الاحتلال الإسرائيلي لأحد قادة
المقاومة في حي الشجاعية فجر اليوم، وقد اتخذت الأجهزة الأمنية والشرطة التدابير
اللازمة".
وبعد حادثة الاغتيال، قالت
إذاعة جيش الاحتلال إن "الجيش الإسرائيلي أغلق معابر قطاع غزة، وقلص مساحة
الصيد".
رد المقاومة
وردا على جريمة اغتيال أبو العطا، أطلقت المقاومة الفلسطينية فجر اليوم، عدة رشقات صاروخية صوب المستوطنات والمناطق الفلسطينية المحتلة، وحاولت منظومة القبة الحديدية التابعة لجيش الاحتلال التصدي لها.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن صاروخا أصاب مصنعا في مستوطنة سديروت في غلاف قطاع غزة، لافتة إلى أنه "منذ ساعات الصباح أطلق ما يقارب 190 صاروخا من قطاع غزة نحو المستوطنات والبلدات في الأراضي المحتلة".
وأشار المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أن "صفارات الإنذار دوّت منذ الصباح أكثر من 450 مرة في مناطق مختلفة".
وذكرت القناة "13" العبرية، أن صواريخ المقاومة أصابت منزلين في مدينة سديروت، دون إصابات.
فيما ذكر موقع "وللا" العبري، أن ثلاثة إسرائليين أصيبوا بجراح طفيفة جراء صواريخ المقاومة.
وأكدت سرايا القدس أنها بدأت "بالرد،
وقصفت برشقة صاروخية "تل أبيب"، وسديروت، وأسدود، والخضيرة والقدس المحتلة".
وقالت السرايا في بيان وصل "عربي21" نسخة منه، إنه "تم استهداف تجمع للجنود الإسرائيليين بعدد كبير من قذائف الهاون"، مشيرة إلى أنه في تمام الساعة الثالثة عصر الثلاثاء، تمكنت وحدة المدفعية التابعة لها من إطلاق الهاون تجاه الجنود بموقع إسرائيلي عسكري شرق رفح.
ولفت البيان إلى أن "مجاهدينا أكدوا وقوع إصابات في صفوف جنود الاحتلال، وشوهدت طائرات العدو، وهي تهبط في المكان"، مؤكدا على "حق المقاومة في التصدي لأي عدوان إسرائيلي ضد أبناء شعبنا، وتأكيدا على المضي بخيار المقاومة والجهاد حتى تحرير كامل أراضينا".
ومساء الثلاثاء، قال الناطق باسم سرايا القدس أبو حمزة خلال مؤتمر صحفي، إننا "لن نسمح بالمطلق بإعادة سياسة الاغتيالات، وسنترجم ذلك ميدانيا وعسكريا على الأرض، وسيرى العدو نتيجة اغتيال قادة وكوادر المقاومة".
وحمّل الناطق العسكري الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تبعات "القرار الغبي" باغتيال قيادة المقاومة، مضيفا أنه "من المؤكد والمحسوم أن الساعات القادمة ستضيف عنوانا جديدا إلى سجل الهزائم الخاص برئيس وزراء العدو، الذي لم يجلب للصهاينة سوى الدمار والحرب والخراب".
ووجهت سرايا القدس رسالة إلى المستوطنين بعدم الاستماع إلى قيادتهم، مؤكدة أن القرار الآن بيدها ويد المقاومة الفلسطينية، والساعات القادمة ستسجل "انتصارا لأبناء شعبنا، ولن يعرف العدو نهاية المعركة".
وفي وقت سابق، حذر الناطق باسم جيش الاحتلال، من استهداف المقاومة الفلسطينية لمنطقة "موديعين"، والتي تبعد عن حدود غزة نحو 70 كم، واعتبره بالتصعيد الخطير.
الغرفة المشتركة
وأصدرت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية بيانا جاء فيه:
يا جماهير الشعب الفلسطيني العظيم:
أقدم العدو الصهيوني فجر اليوم الثلاثاء الموافق 12/11/2019 على جريمة غادرة وحماقة كبيرة باغتيال أحد أبرز قادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، المجاهد القائد البطل/ بهاء الدين أبو العطا "أبو سليم"، باستهداف جبان لبيت آمن ومنطقة سكنية مدنية، كما أقدم العدو بالتزامن على جريمة أخرى في دمشق تمثلت بمحاولة اغتيال الأخ القائد المجاهد/ أكرم العجوري "أبو محمد"، في عنجهية وصلف صهيوني معهود.
وإننا في الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية إذ نزف إلى العلا قائدنا المجاهد "أبا سليم" وزوجته أم سليم وإخوانهم الذين ارتقوا في دمشق، لينالوا شرف الجهاد والرباط والشهادة في سبيل الله وفي سبيل الوطن والقضية، فإننا نؤكد على ما يلي:
أولاً: إن ما جرى من قبل العدو هو تجاوز لكل الخطوط الحمراء، وهو يضع العدو أمام المسئولية الكاملة عن ارتكاب هاتين الجريمتين بالتزامن في غزة ودمشق، وسيتحمل الاحتلال كافة التبعات عن هذه الجرائم، وسيدفع الثمن غالياً بعون الله.
ثانياً: إن الغرفة المشتركة في حالة استنفار وانعقاد دائم لبحث سبل مزيد من الرد المناسب على هذه الجريمة، وإن الرد الأولي للمقاومة هو رسالة واضحة بأن دماء الشهداء لن تضيع هدراً، وإن المقاومة على قدر المسئولية والتحدي باذن الله.
ثالثاً: إن الغرفة المشتركة على ثقة بأن وحدة صف المقاومة وكلمتها وجهدها هو الضمان الاساس لردع الاحتلال وتلقينه الدرس القاسي، وجعله يندم على ارتكابه لهذه الجريمة الغادرة.
"الحكومة الفلسطينية"
من جهته طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية بتدخل دولي فوري لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
وقال اشتية في بيان وصل "عربي21" نسخة منه إنه "يجب على اسرائيل وقف
جرائمها ضد المدنيين فورا، وندعو الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان لتوفير
الحماية لأبناء شعبنا من انتهاكات الاحتلال سواء في غزة أو الضفة".
وأضاف إن الرئيس أبو مازن والحكومة يجريان
اتصالات إقليمية ودولية مكثفة لمنع العدوان من التدحرج.
وشدد اشتية على أنه لا يجب السماح للمتنافسين في
الانتخابات الإسرائيلية باستخدام الدم الفلسطيني كورقة انتخابية.
— وكالة شهاب (@ShehabAgency) November 12, 2019
نتنياهو يعلق على اغتيال أبو العطا ويتطرق لخطة "العملية"
"حماس والجهاد": اتصالات للتهدئة ونتنياهو لن يحقق أهدافه
الآلاف يشيعون قيادي سرايا القدس "أبو العطا" وزوجته بغزة