سجلت واحدة من أكبر المؤسسات الخيرية المختصة بإغاثة الشعب الفلسطيني في بريطانيا والعالم والمعروفة باسم "الصندوق الفلسطيني للإغاثة والتنمية" "الإنتربال" انتصارا بهدفين مقابل لا شيء على اللوبي المناصر لدولة الاحتلال في بريطانيا في ظرف الشهور الأخيرة فقط.
حيث كسبت معركة قضائية مع المجموعة الصحفية الناشرة لجريدة الديلي ميل و ميل اون لاين المتهمة بالانحياز للرواية الإسرائيلية بشكل كبير و تمكنت من إجبارها على دفع غرامة مالية بنحو 150 ألف دولار وتسجيل اعتذار علني لمرتين بعد اتهامات بالإرهاب والتطرف وجهت للجمعية عبر الصحيفة.
ونجحت الإنتربال أيضا بنفس الشيء مع صحيفة "جويش كرونيكال" الداعمة بشكل علني للاحتلال الإسرائيلي، بل واضطرت الصحيفة لنشر مقالة موقعة من رئيس مجلس أمناء الإنتربال البريطاني ذي الأصول الإنجليزية إبراهيم "برايان" هويت؛ يروج بها للإنتربال وجهودها الخيرية!! في نفس الزاوية التي وجهت بها الإساءات والاتهامات المرسلة للجمعية عبر هذه الصحيفة.
انتربال حكاية حق لها أن تحتفل هذه الأيام بيوبيلها الفضي مع مرور ربع قرن على تأسيسها حيث ساهمت ولا زالت بإغاثة ومساعدة مئات الآلاف من المحتاجين داخل الأراضي الفلسطينية وفي مخيمات الشتات ودول الجوار.
وشكلت عامل قلق للاحتلال ومناصريه بما تؤديه من إحياء للقضية وتسهيل دعمها إنسانيا في صفوف المتضامنين مع الشعب الفلسطيني في بريطانيا وفي المعدل تمكنت من تقديم نحو عشرة ملايين دولار سنويا في سبيل ذلك رغم التضييق عليها بمختلف السبل.
وبدأت حكاية انتربال بمقاضاة وملاحقة هذا اللوبي من التزامها أولا بالقانون في عملها وشفافية تقديم مساعداتها.
وثانياً من وجود فريق يلاحق ويدقق ما يكتب في الإعلام ضد المؤسسة ويتفاعل معه.
ثم باتخاذ قرار جريء بالملاحقة القضائية للخصوم بالتنسيق مع مكاتب محاماة رفيعة المستوى وراقية السمعة وترفع شعار " لا تدفع لنا إذا لم نربح قضيتك - في حال قبولنا لها- .
ما قامت به انتربال من التحرك القضائي خطوة مهمة في مواجهة غطرسة الاحتلال و أنصاره وتجاوزاتهم المستمرة بحق العمل لفلسطين في مختلف المجالات مستندين لإرث الدعم الغربي لهم تاريخيًا؛ تلك الصورة التي تغيرت كثيرا هذه الأيام.
الاحتلال يعبر بقلق عن تراجع أرقام مؤيديه خصوصا في فئة الشباب الذين هم أكثر اطلاعًا على السوشيال ميديا وما تنشره من مواد لصالح الرواية الفلسطينية مقابل رواية مؤيدي "إسرائيل".
وهنا ينبغي الاستمرار بنشر الرواية الفلسطينية رغم إجراءات الحجب والتضييق في منصات عالمية مثل فيسبوك وتويتر، فنحن بحاجة لهذه المنصات وليس العكس، ونحتاج التعايش مع قيودها وتكييف منشوراتنا وفقها لتوصيل فكرتنا حتى لو كانت أقل في المضمون والجرأة مما كانت عليه سابقًا.
لا شك أن هذه الخطوات تدفع مناصري الاحتلال للاستشراس في ردودهم وهم الآن يسعون بشكل حثيث لإغلاق الحسابات البنكية لجمعية الإنتربال في بريطانيا.
وفي المقابل يجب أن يحشد الداعمون للحقوق المشروعة لأهلنا في فلسطين جهودهم خلف الإنتربال وشقيقاتها من المؤسسات الخيرية للاستمرار في عطائهم.