يقبل المصريون
كافة على شراء حلوى المولد بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، في أجواء من الفرح والابتهاج،
رغم شكوى الكثيرين من ارتفاع ثمنها منذ قرار تعويم الدولار قبل أكثر من ثلاث سنوات
في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016.
وتتفاوت أسعار
الكيلو غرام الواحد من حلوى المولد باختلاف أنواع المكسرات والعلامة التجارية للمصنع،
ليصل في بعض الأحيان إلى 200 و300 جنيه (13 و19 دولارا)؛ بسبب ارتفاع أسعار المكسرات
كاللوز والبندق والفستق وعين الجمل.
إلا أن الأصناف
الأكثر شعبية هي التي تلقى رواجا، وهي من قبيل الحمصية واللوزية والسمسمية والسودانية
واللديدة والقشطة والبسيمة والملمبن والنوجا، وتتراوح أسعار الكيلو غرام بين 50 و
100 جنيه (3 و6 دولارات).
مستقبل حلوى
المولد
إلا أن الحقيقة
التي باتت واقعا أكثر من أي وقت مضى هي تقلص مساحة المعروض من حلوى المولد النبوي، سواء في الشوادر أو المحلات، وتراجع الاستهلاك العام عاما تلو الآخر، وفق حسن الفندي،
عضو شعبة السكر والحلوى بغرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات.
وأكد في تصريحات
لـ"عربي21" أن "اعتزاز واحتفاظ الأجيال بالعادات والمواريث والتقاليد
يقل كل عام، ولكنها تبقى أهم أعياد وأفراح المصريين".
وتقلصت مساحات
المعروض من حلوى المولد بشكل لافت هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية، سواء من حيث
أعداد الشوادر أو مساحتها، التي كانت تغص بها الشوارع والميادين في قلب كل مدينة مصرية
في جميع المحافظات.
"حرص يقابله
عزوف"
واشتكى المشترون
والبائعون على حد سواء من تراجع القدرة الشرائية لكثير من المواطنين، على الرغم من ارتفاع
الأسعار بشكل طفيف في بعض العلامات التجارية، واستقرارها في الأنواع والأصناف الشعبية،
أو غير الشهيرة.
وقال أحد الحلوانية
في أحد المخابز الشهيرة بمحافظة الجيزة لـ"عربي21": "تصنيع الحلوى بات
عادة أكثر منها مكسب حقيقي؛ فتكلفة التصنيع باتت مرتفعة، خاصة إذا كنت تستخدم مكونات
بجودة عالية، كالسوداني والحمص وجوز الهند والزبيب والسمسم".
وأوضح أن "عادة
البيع في هذا الموسم يحرص عليها أصحاب المخبز، على الرغم من أن بعض الحلوى لا تباع،
ونضطر إلى إعدامها بعد انتهاء الموسم؛ لأنها مرتبطة بوقت قصير في العام، نحو شهر واحد
فقط منذ بداية الموسم وحتى نهايته".
لكنه أكد أن
"الكثير من الأسر تحرص على الشراء مهما كان الأمر".
ويقول عضو شعبة
السكر والحلوى بغرفة الصناعات الغذائية، حسن الفندي، إن "الأسعار مستقرة هذا العام،
على الرغم من ارتفاع الأجور، وزيادة فواتير الكهرباء والمياه والغاز، ويرجع الفضل في
ذلك إلى تراجع أسعار الدولار، والسكر، وكذلك تراجع الاستهلاك العام".
وبشأن كيفية
تعامل الأسر المصرية مع ارتفاع ثمن حلوى المولد بصفة عامة، أوضح أن "إستراتيجية
الأسر في مثل تلك الأعياد أو المناسبات هو تقليل الكميات، فبدلا من شراء علية كبيرة
يشتري علبة متوسطة، وهكذا، للحفاظ على العادة من جهة، وتقليل النفقات من جهة أخرى".
"عادة"
بدورها، قالت
أم أيمن، مدرسة، لـ"عربي21": "حلوى المولد عادة لا يمكن الاستغناء عنها؛
فهي تدخل البهجة والفرح في نفوس أطفالنا، وفيما يتعلق بالأسعار، الله المستعان، هي
مرة في العام".
ولكنها أقرت
بأن قدرتها الشرائية لم تعد كما كانت، قائلة: "ما كنت أشتريه قبل سنوات ليس هو
ما أشتريه اليوم، لا من ناحية الكم، ولا من ناحية النوع؛ لأن ثمن الحلوى ارتفع، فالغلاء
هو سمة كل المنتجات اليوم".
وأعربت عن قلقها
"من اختفاء تلك المظاهر في يوم من الأيام؛ لأن الأجيال باتت ثقافتها تختلف، وتتجه
نحو رفضها أو عدم الاكتراث بها، ولكن أعتقد أن على البيت دور في التوعية بالحفاظ على
التقاليد والعادات لبلدنا".