صحافة دولية

مختصون أتراك: أمريكا تمارس ازدواجية المعايير بمكافحة الإرهاب

طالبت أنقرة واشنطن بتسليمها "مظلوم كوباني" - جيتي

رأى مختصون أتراك، أن الولايات المتحدة تمارس الازدواجية في نظرتها لمكافحة الإرهاب، في تعليق على مقتل أبي بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة، وتواصل تقديمها الدعم للوحدات الكردية المسلحة.

وقال الكاتب التركي، تونجا بينجين، في مقال له على صحيفة "ملييت"، وترجمته "عربي21"، إن الولايات المتحدة تمكنت من الوصول إلى البغدادي، في منطقة تقع ضمن المجال الجوي الذي تتحكم فيه روسيا، إلا أنها هي ذاتها التي لم تلتزم بتعهداتها حول "التنظيم الإرهابي قسد".

وأوضح أنه على الرغم من التعهد الأمريكي بإزالة الوحدات الكردية المسلحة، عن المناطق الحدودية التركية، إلا أن التنظيم ما زال يواصل هجماته في منطقة رأس العين التي تقع ضمن نطاق عمليات "نبع السلام".

وأشار إلى أنها أرادت أن تحكم قبضتها على الإرهابي الأكثر شهرة في العالم، البغدادي، إلا أنها تتجاهل وتغض الطرف عن الوحدات الكردية المسلحة والتي تصنفها تركيا منظمة إرهابية.

وعلاوة على ذلك، فإن زعيم "قسد" والمطلوب ضمن النشرة الحمراء فرحات عبدي شاهين، والمعروف تنظيميا بـ"مظلوم كوباني"، تتعامل معه كالصديق الحميم لها، وتتصرف بازدواجية فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب.

 

اقرأ أيضا: اشتباكات بين قوات الأسد وتركيا وقسد تنسحب بموجب سوتشي

وتساءل الكاتب التركي، "كيف لدولة ساهمت قواتها بتسليم زعيم تنظيم العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، مازالت تواصل بذات الوقت حماية شخص من التنظيم ذاته كان له دور كبير في عمليات قتل استهدفت مدنيين؟"، مضيفا، "هل تنتظر الولايات المتحدة بتسليمه كما فعلت مع أوجلان عندما يحين الوقت؟".

في السياق ذاته، رأى المستشار السابق في جهاز الاستخبارات التركية "جواد أونيش"، أن الولايات المتحدة وروسيا من الواضح أنهما لا يقران باعتبار "قسد" منظمة إرهابية، ويسعيان لإضفاء الشرعية لها من خلال "التواصل العلني" مع زعيمها مظلوم كوباني، ويتسابقان في تقديم المساعدة له.

وأضاف المسؤول الأمني السابق، مجيبا على تساؤلات بينجين، أن ذلك يظهر في تصرفات الولايات المتحدة، التي أعلنت تواصل دعمها للوحدات الكردية المسلحة، بعد انسحابها وجمعها نحو الجنوب السوري.

وتابع، بأن روسيا تتبع ذات السلوك الأمريكي، وأرادت من المقاتلين الأكراد، الانسحاب فقط من المناطق التي كانوا متواجدين فيها، كما أنها لم تعمل على جمع سلاحهم، وفي اتفاق سوتشي لم تستخدم عبارة "منظمة إرهابية".

وأشار الخبير الأمني، إلى أن الولايات المتحدة وروسيا، تريان أن "قسد" منظمة منبثقة عن "العمال الكردستاني"، لكنهما لا تساويانه بالمنظمة الأم، لذلك فهما حريصتان دائما في وصفهما بـ"الأكراد السوريين".

وأضاف أن وكالة المخابرات الأمريكية، والموساد الإسرائيلي يعلمان جيدا أن "مظلوم كوباني"، هو الذي يقف وراء هجمات مخفر "أكتوتون" التركي والذي راح ضحيته عشرات العسكريين الأتراك، إلا أنهم لديهم نظرة أخرى لـ"قسد".

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تحاول إقناع "قسد" بأنها لم تخونها في ظل التطورات السورية الأخيرة وعملية "نبع السلام"، من خلال إعلان التواصل مع زعيم المنظمة الكردية، كما أن روسيا تبدي دعمها لها، فكلا الدولتان تريدان التحكم بها.

 

اقرأ أيضا: شهادات لعناصر تنظيم الدولة بشأن تهريبهم من سجون "قسد"

ونوه إلى أن "الولايات المتحدة نعم قامت بتسليم أوجلان، لأنها تريد الحفاظ على التعاون التركي في ذلك الوقت، والاستفادة منها من خلال "الناتو"، وغزو العراق، إلا أنها واصلت دعمها لمنظمة العمال الكردستاني بالعراق منذ لك الوقت، وتواصل دعمها للوحدات الكردية المسلحة اليوم في سوريا".

وشدد على أن واشنطن غير ملتزمة باتفاق "تسليم المطلوبين" مع أنقرة، مستدلا لموقفها تجاه محاولة الانقلاب الأخيرة في تركيا، ورفضها تسليم "فتح الله غولن" المتهم بمحاولة الانقلاب.

وتابع: "أتباع فتح الله غولن قاموا بقتل المئات من خلال محاولة الانقلاب، هل تم إعادة أي منهم؟.. لم يحدث هذا، والمسألة الأساسية أنهم يعتبرونهم متهمين سياسيا، ويمتنعون عن إعادتهم".

وأضاف أن العملية التركية  ضد حزب العمال الكردي، اتخذت بعدا دوليا وتحولت إلى عملية تهدف لخلق تصور بأن "تركيا تحارب الأكراد".

وحول ما إذا ستقوم الولايات المتحد تسليم "مظلوم كوباني"، كما فعلت مع أوجلان، استبعد المسؤول الأمني السابق ذلك، لافتا إلى أن استراتيجية الولايات المتحدة منذ عام 1999 وحتى عام 2019، ما زالت كما هي مع "العمال الكردستاني" بالاستفادة منها.