قال جنرال إسرائيلي إنه "في الذكرى السنوية الـ46 لحرب أكتوبر 1973 بين إسرائيل من جهة، ومصر وسوريا من جهة أخرى، تتكشف حقائق جديدة عن تلك الحرب، مما يتطلب الحديث بصدق وموثوقية عما قام به الجاسوس المصري في حينه أشرف مروان عشية تلك الحرب".
وأضاف
عاموس غلبوع، عميد الاحتياط في الجيش، في مقاله
بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21" أنه "في
هذه الذكرى السنوية للحرب، يبدو مهما مطالعة كتاب "أكاذيب صدقناها" عن
تلك الحرب، من تأليف يغآل كيفينس، وأشار فيه لوجود الكثير من الإسرائيليين ممن
تحدثوا عن أدوار أشرف التي قام بها، مما يتطلب في هذه المناسبة تثبيت الحقائق
التاريخية عن هذه الشخصية الجدلية، بعيدا عما يتم تداوله بين حين وآخر".
وأشار إلى أن "المعلومات التي أملكها عن أشرف تعود لمصدرين اثنين: قراءتي خلال شهور طويلة
للرسائل والبرقيات التي أرسلها أشرف لمشغليه الإسرائيليين منذ تجنيده بجهاز
الموساد، وإلى ما بعد انتهاء حرب أكتوبر، والمصدر الثاني اطلاعي على الوثاق والإفادات
السرية التي لم تكشف بعد أمام الرأي العام الإسرائيلي، وتم تقديمها أمام لجنة
أغرانت للبحث في إخفاقات حرب أكتوبر، وتحديدا فيما يتعلق بالدور الذي اضطلع به
أشرف".
وقال غلبوع، المستشار السابق بمكتب رئاسة الوزراء للشؤون العربية، وألف سلسلة كتب عن المخابرات
الإسرائيلية، ويكتب دوريا في الصحافة: "سأبدأ في الحديث عن الأخطاء التي
يتداولها الإسرائيليون فيما يتعلق بشخصية أشرف مروان، لأنه مما كتب أنه في 29 أيلول/ سبتمبر 1973 بات أشرف يعلم أن الحرب أقرب من أي وقت مضى، لكنه لم يستغل الأدوات
التي كانت بحوزته لإبلاغ مشغليه الإسرائيليين عن ذلك".
وأوضح
أنه "في 3 تشرين الأول/ أكتوبر سمع أشرف الرئيس المصري السادات يقول أننا أمام ساعات فقط لاندلاع
الحرب، ومن أجل التحضير لذلك تم إرساله إلى ليبيا لمتابعة نقل القطع الحربية
البحرية والجوية المصرية إلى مكان أكثر أمانا في لبيبا".
وطالب
الكاتب بأن "نترك قليلا الرواية التي تتحدث أن أشرف لم يستغل الإمكانيات
الاتصالية التي بين يديه لإبلاغ الإسرائيليين عن قرب اندلاع الحرب، لأنه بالأساس
لم يكن عميلا يوجه الإنذارات المباشرة لإسرائيل، فقد كان هناك جواسيس آخرين داخل
مصر مهمتهم تتلخص في ذلك".
وأكد
أن "مروان كان يعمل في المخابرات المصرية ضابط اتصال مع المخابرات السعودية
والليبية، ويبدو صعبا تصديق الرواية المتداولة التي تقول أنه ذهب إلى ليبيا للاطمئنان
على نقل المعدات القتالية المصرية إلى مكان آمن داخل ليبيا، مع العلم أنه في ذات
اليوم سافر وزير الدفاع المصري إلى سوريا للاتفاق على ساعة انطلاق الحرب، بحيث
تكون الثانية بعد الظهر بدل الخامسة عصرا".
وأشار إلى أنه "في الشهور التي سبقت الحرب أرسل مروان خمس مرات إنذارات دقيقة لإسرائيل
بأن مصر قد تتوجه لإطلاق حرب ضد إسرائيل، لكن هذه الرسائل المتتالية عملت على
إرباك كبار الجنرالات الإسرائيليين في الجيش والمخابرات، واللافت أنه في أيلول/ سبتمبر،
الشهر الذي سبق اندلاع الحرب، أرسل مروان رسالة تهدئة بأنه لن تكون هناك حرب في
السنة المقبلة".
ووضح
أن "كل هذه الروايات المتضاربة يجب أن تعني لنا نحن الإسرائيليين كثيرا من المعاني والدلالات، لأنه في حزيران/ يونيو
من ذات عام الحرب نقل مروان رسالة مفادها أن السادات أرسل لحافظ الأسد طلبا بتأجيل
الحرب من الربيع إلى الخريف، بحيث تكون أواخر أيلول/ سبتمبر وأوائل تشرين الثاني/ أكتوبر".
وختم
بالقول إنه "في 4 أيلول/ سبتمبر أرسل مروان رسالة مفادها أن السادات يتحدث عن تجديد
القتال حتى نهاية العام، لكنه يحافظ على سرية متناهية، أدرك أن هذه ليست نهاية
المطاف، لكننا بتنا بحاجة أكثر من أي وقت مضى للتأكد من شخصية أشرف مروان، وماذا كانت
مهمته بالضبط".