نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال"
الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن استعانة شركات النفط والغاز بتقنية الذكاء
الاصطناعي بهدف خفض تكاليف الإنتاج لا سيما في خضم الارتفاع المتواصل الذي تشهده.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن الأدوات القائمة على تقنية الذكاء الاصطناعي تتميز بسرعة
حل المشاكل عالية التكلفة التي من شأنها أن تعطل سير أعمال البحث عن
الهيدروكربونات واستخراجها. على سبيل المثال، أدّى عطب في مضخة الآبار في منصة غير
مأهولة في بحر الشمال إلى تعطيل عملية الإنتاج في شركة "أكير بي بي"
النرويجية للنفط، والتي تمتلك فيها شركة بي بي البريطانية حصة تبلغ 0.81 بالمئة.
وأشارت الصحيفة نقلا عن نائب رئيس عمليات
التكنولوجيا والرقمنة، لارس أتلي أندرسون، إلى أن "الشركة تداركت الوضع من
خلال تثبيت برنامج قائم على الذكاء الاصطناعي يتولى مراقبة البيانات بواسطة أجهزة
استشعار متصلة بالمضخات، تُحدد مواطن الخلل قبل أن تؤدي إلى إيقاف التشغيل".
وفي حين حصلت الشركة النرويجية على المساعدة التي
تحتاجها من قبل شركة "سبارك كوغنيشين" الصغيرة التي تتخذ من أوستن
بولاية تكساس مقرا لها، تتعامل بعض شركات النفط والغاز الكبرى مع عمالقة في مجال
التكنولوجيا، حيث بدأت إكسون موبيل في شهر شباط/ فبراير الماضي شراكة مع
مايكروسوفت بهدف استخدام برامج قائمة على الذكاء الاصطناعي لتحسين عملياتها.
وأضافت الصحيفة أن شركة النفط العملاقة قامت
مؤخرا بتثبيت برنامج قائم على الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الواردة من ملايين
أجهزة الاستشعار المسؤولة على مراقبة مصافي التكرير العالمية. وفي الوقت نفسه،
تعمل توتال على العمل مع شركة غوغل لتفسير البيانات السيزمية بشكل أفضل، ومن
المقرر أن تكثف استثماراتها في تقنية الذكاء الاصطناعي لتعزيز إنتاجيتها.
من جهتها، قامت شركة رويال داتش شل باختبار
برنامج يقوم على الذكاء الاصطناعي ويراقب أجهزة الاستشعار الخاصة بمعدات مصافي
التكرير في روتردام، للمساعدة في تحديد الأماكن لتوجيه موظفي الصيانة بشكل أفضل.
وبفضل أحد فروعها في ولاية كاليفورنيا، تتمتع
شركة شل ببرنامج للذكاء الاصطناعي يساعد سائقي السيارات الكهربائية على تحديد
أوقات الشحن في الوقت الذي تكون فيه تكلفة الكهرباء أقل.
ونوّهت الصحيفة، في تقريرها الذي قامت بكتابته نياندا
سالفاتيرا، بأن إكسون موبيل وظفت الذكاء الاصطناعي في كانون الثاني/ يناير الماضي
لمسح جميع البيانات الخاصة بمصافيها التي يبلغ عددها 42 ومصانع المعالجة
الكيميائية في جميع أنحاء العالم.
اقرأ أيضا: كيف تتأكد من صحة الأبحاث العلمية المنشورة بمواقع الأخبار؟
وفي إطار ما تسميه الشركة "ببحيرة
البيانات"، تمتلك جميع مصافي التكرير الآن أجهزة استشعار تراقب مجموعة من
العوامل على غرار كمية النفط التي تتدفق عبر النظام. وتستخدم إكسون موبيل برمجة
خوارزمية للتعلم الآلي تهدف إلى استخراج بياناتها المتعلقة بالمشاكل والحلول مثل
أفضل طريقة لمزج الهيدروكربونات للحصول على أنواع مختلفة من المنتجات البترولية.
وذكرت الصحيفة أن الذكاء الاصطناعي يساعد الشركات
على التخفيض في تكاليف الإنتاج من خلال معالجة مجموعة من المشكلات.
ووفقا لما ورد في تقرير برايس ووتر هاوس كوبرز
الصادر في 2018، من المحتمل أن يساهم توظيف هذه التقنية في عمليات التنقيب
والإنتاج إلى التوفير في النفقات الرأسمالية والتشغيلية من 100 مليار دولار إلى
تريليون دولار بحلول سنة 2025.
وأوردت الصحيفة أن شركة توتال الفرنسية تستثمر
هذا العام حوالي 200 مليون يورو أي 30 بالمئة من ميزانية البحث والتطوير الخاصة
بها، في التكنولوجيا الرقمية حيث تستأثر تقنية الذكاء الاصطناعي بجزء هام من هذه
الميزانية.
ووفقا لشراكتها مع غوغل، تختبر توتال برنامجا
يقوم على الذكاء الاصطناعي في خليج غينيا قبالة الساحل الغربي لإفريقيا مهمته
ترجمة البيانات انطلاقا من الصور ثلاثية الأبعاد لباطن الأرض وأي خزانات
هيدروكربونية محتملة موجودة هناك.
وتجدر الإشارة إلى أن عملية العثور على النفط
والغاز لا سيما في المناطق البحرية، ذات تكلفة عالية وقد تستغرق أحيانا سنوات.
يقضي علماء الجيولوجيا الكثير من الوقت في تحليل الرسومات السيزمية للتعرف على
التركيبة الجيولوجية للمناطق التي ينوون استكشافها.
وفي الختام، أفادت الصحيفة بأنه بفضل الذكاء
الاصطناعي، تأمل شركة توتال في الحصول على
توقعات إنتاج أسرع وأكثر موثوقية وفي تعزيز إنتاجية مهندسيها من خلال تحريرهم من
المهام المتكررة.
لقراءة النص الأصلي اضغط
(هنا)