صحافة دولية

الغارديان: أسئلة صعبة أمام أردوغان بعد "ضوء أخضر" مفاجئ

تركيا حظيت بالضوء الأخضر الأمريكي بعد إلحاح استمر طويلا لإنشاء منطقة آمنة- جيتي

بعد أشهر، وربما سنوات، من المساعي التركية لإقناع الجانب الأمريكي بضرورة إنشاء منطقة آمنة شمالي سوريا، يجد الرئيس رجب طيب أردوغان نفسه أمام حقيقة الميدان، التي تفرض أسئلة صعبة، بحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية.

وفي تحليل بعنوان "مقامرة وخيارات صعبة أمام أردوغان"، قال الكاتب "سايمون تسدال" إن الرئيس التركي يمكن أن تنطبق عليه مقولة "احذر ما تتمناه، فقد تحصل عليه".

وأضاف أن الأخير تمكن من إقناع نظيره الأمريكي دونالد ترامب بإعطاء الضوء الأخضر لعملية "نبع السلام".

اقرأ أيضا: هكذا رد أردوغان بشدة على السيسي والرياض والأوروبيين (شاهد)


والآن، يقول "تسدال"، يواجه الرئيس التركي أسئلة صعبة، من قبيل: إلى أي مدى يستمر ويتوغل؟ من هو العدو؟ وإلى متى يمكن استمرار وتحمل تكلفة عملية كبيرة كهذه؟

وتابع بأن هذه العملية قد تكون أكبر مقامرة لأردوغان المعروف عنه أنه مغامر ولا يهاب المقامرة، فيما يبذل المسؤولون الأتراك الكثير من الجهود في إعادة صياغة تعريفهم للعملية العسكرية.

وتلفت الصحيفة إلى أن ما وصفه أردوغان على مدى شهور بأنه عملية ضرورية للقضاء على التهديد الإرهابي الكردي، تحول بصورة مفاجئة إلى "عملية للسلام" تسعى في المقام الأول لاستهداف تنظيم الدولة.

اقرأ أيضا: هكذا رد أردوغان بشدة على السيسي والرياض والأوروبيين (شاهد)

وتشير إلى أنه من الواضح أن هذا التغيير في الأهداف جاء نتيجة للغضب والانتقادات في واشنطن إثر قرار ترامب، حيث واجه اتهامات حتى من أخلص مؤيديه في الحزب الجمهوري الذين اتهموه بخيانة القوات الكردية التي ساعدته في التغلب على تنظيم الدولة.

وتضيف الصحيفة أن أردوغان يواجه عددا من الأمور المجهولة، من بينها ما إذا كان لدى تركيا القدرة على قيادة الهجوم على تنظيم الدولة، أو ما هي الخطوة القادمة لترامب، ولا يعلم أيضا ما قد يبدر من روسيا أو من النظام السوري، الذي قد يتحين فرصة البلبلة الحادثة الآن لاستعادة السيطرة على بعض المناطق.

وكما يقول الكاتب، فإنه لم يتضح حتى الآن موقف الرأي العام التركي إزاء صراع مكلف ممتد، كما وصفه. وإذا نجم عن العملية تبعات إنسانية، فإن أردوغان يعلم أنه قد يواجه عقوبات أمريكية وأوروبية.