تناولت صحيفة إسرائيلية، الهجمات التي طالت منشآت النفط السعودية، مقدرة أن الحرب في اليمن وصلت لـ"مرحلة النضج" التي تمنح إمكانية للتوصل إلى حل سياسي، يضمن لجماعة الحوثي النصيب الأكبر في حكم اليمن.
وأوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية، في تقرير للكاتب تسفي برئيل، أن "الهجوم المكثف للحوثيين على منشآت النفط السعودية (أرامكوا)، سجل قبل بضعة أسابيع؛ عندما قاموا بمهاجمة صهاريج ومنشآت نفط في السعودية وفي الإمارات"، منوهة أن "جماعة الحوثي المؤيدة من إيران، جنت الثمار عندما بدأت الإمارات بسحب قواتها من اليمن، وتم وقف الهجمات ضد الإمارات".
وأكدت أن "نجاح الهجوم، سيحث الحوثيين على مواصلة مهاجمة أهداف سعودية، بواسطة طائرات بدون طيار التي زودتهم بها إيران، والهدف؛ أن تسلك الرياض ذات الطريق الذي سلكته أبو ظبي، وتوقف الهجمات ضد الحوثيين، الذين يأملون في تعزيز قوتهم في المفاوضات الآخذة في التبلور قبيل حل سياسي للأزمة اليمنية".
وقالت إن "دق إسفين بين السعودية والإمارات؛ فكك فعليا التحالف العربي الذي أسسته الرياض عام 2015 وواشنطن عضو فيه؛ وهدفه كان وقف النفوذ الإيراني واستئصال نظام الحوثي، وتحويل اليمن لدولة تحت رعاية السعودية"، لافتة إلى أن "واشنطن بدأت مؤخرا محاولة أخرى لإجراء مفاوضات مباشرة مع الحوثيين، وهو ما ساهم في إدراك واشنطن، أنه لن يكون هناك حل عسكري للحرب في اليمن، رغم القدرة العسكرية المتفوقة للسعودية والإمارات".
وتابعت الصحيفة: "في شهر تموز/ يوليو الماضي بدأت مفاوضات بين الإمارات والحوثيين، وسمحت إيران للحوثيين بفتح سفارة في طهران، يبدو أنها شريكة نشطة في هذه المفاوضات، وربما تعتبر رافعة لتسوية الأمور بينها وبين السعودية، بعد 4 سنوات من القطيعة والعداء".
وذكرت "هآرتس"، أن "الحل السياسي لا يمكن أن يتلخص فقط بوقف إطلاق النار؛ فهو يحتاج لخارطة طريق سياسية واقتصادية لفترة ما بعد الحرب، وتوزيع مراكز القوة السياسية، وتطبيق ميزانية متساوية ترضي جماعة الحوثي".
اقرأ أيضا: نتنياهو: مستعدون لاحتمال التورط بمواجهة أمريكية-إيرانية
ولفتت إلى أن "جماعة الحوثي تدرك جيدا أن من سيتحمل عبء إعادة إعمار اليمن هي السعودية ودول الخليج وليست إيران"، موضحة أن "استقرار النظام في اليمن بقيادتهم وبتعاون أحزاب وقبائل تؤيد الحكومة العاجزة برئاسة عبد ربه منصور هادي، ستعتمد على علاقات النظام المستقبلي مع الدول المجاورة".
وأضافت: "على ذلك أشاروا بصورة غير مباشرة، عندما أكدوا في تصريحات لهم، عن دور واشنطن وتل أبيب في الحرب، وتم عرضهما وكأنهما فرضتا على السعودية والإمارات شن الحرب على الحوثيين، كجزء من صراعهما ضد طهران".
وأشارت إلى أن "هذا التعرج الخطابي، استهدف التوضيح بأنه لا يوجد خلاف بين السعوديين والحوثيين على الصعيد الايديولوجي، الديني أو الاستراتيجي، وأنه في اللحظة التي ستتوقف فيها أمريكا وإسرائيل عن التدخل فيما يحدث في اليمن، سيكون بالإمكان التوصل لحل".
وتابعت: "هذه الرؤية ربما كان يمكنها أن تكون مقنعة في المراحل الأولى للحرب، ولكن بعد 4 سنوات قتل فيها عشرات آلاف اليمنيين بسبب القصف والجوع والمرض، وتشريد الملايين، فهذه لم تعد فقط مجرد حرب أهلية، بل تطورت لحرب بين دول بواسطة مبعوثين، مثلما حدث في سوريا وليبيا".
وقالت الصحيفة، إن "أحد المخاوف يكمن في أن تشكل جماعة الحوثي ممثلية عسكرية لإيران، بما يشبه حزب الله في لبنان"، مضيفة: "ولكن يجدر التفريق بين الحوثيين وحزب الله، فإيران لم تنشئ القوات الحوثية مثلما رعت حزب الله، وهي استغلت موجة تمردهم ضد حكومة اليمين قبل ثورة الربيع العربي وبعدها، كما أن طهران لا تستطيع بالضرورة الاعتماد عليهم بعد الحرب".
اقرأ أيضا: "الحوثي" تربك خطط ابن سلمان.. ما مصير اكتتاب "أرامكو"؟
وإضافة إلى ذلك، "جماعة الحوثي، هم خليط من القبائل، ويعانون من الانقسام الداخلي"، بحسب الصحيفة قالت: "من المشكوك فيه بعد أن يتم التوصل لاتفاق حول نصيبهم في الحكم –يتوقع أن يكون كبير- ، أن يتجندوا للمحاربة من أجل إيران أو من أجل أي دولة أخرى".
وقدرت "هآرتس"، أن "الحرب في اليمن بالنسبة لجميع الأطراف، وصلت لمرحلة النضج التي تمنح الحل السياسي احتمالات جيدة"، موضحة أن "تعب أمريكا، والتمزق بين السعودية والإمارات، وضغط أوروبا لإنهاء الحرب، مع عدم وجود حسم عسكري والمفاوضات المرتقبة بين طهران وواشنطن؛ كل ذلك يتجمع ليشكل فرصة لإنهاء حرب اليمن".
دراسة: هذه التحديات الأمنية لإسرائيل بالمنطقة
هل تؤثر هجمات الاحتلال الأخيرة على سياسة إيران بالمنطقة؟
هآرتس: حرب الظلال بين إسرائيل وإيران خرجت هذا الأسبوع