نشر موقع "نيوز. ري" الروسي تقريرا تحدث فيه عن استعداد إيران من جديد لإلغاء التزاماتها فيما يتعلق بخطة العمل الشاملة المشتركة المبرمة سنة 2015.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه بعد انسحاب الولايات المتحدة من هذه المعاهدة سنة 2018، خضع الجانب الإيراني لعقوبات أمريكية جديدة، ورفض لاحقا بعض بنود الاتفاقية.
ومن جهته، حاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الحد من التصعيد، فاقترح منح إيران قرضا قيمته 15 مليار دولار من أجل الإبقاء على الصفقة.
وأكد الموقع أن دول الاتحاد الأوروبي أيدت مبادرة الرئيس الفرنسي، بينما كان رد فعل الجانب الأمريكي مخالفا لذلك.
فقد قال السفير الأمريكي لدى الاتحاد الأوروبي جوردون سوندلاند: "أعتقد أن الحكومة الأمريكية تدرس فكرة إيمانويل ماكرون. عموما، إن سياسة واشنطن فيما يخص هذه المسألة تتمثل في الضغط على إيران".
وأفاد الموقع بأن هذه ليست المرة الأولى التي يتصرف فيها الرئيس الفرنسي كوسيط في النزاع الأمريكي الإيراني.
فعلى سبيل المثال، في اجتماع مجموعة السبع في باريس في أواخر آب/ أغسطس، دعا ماكرون وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، وأعلن لاحقا أن ذلك بمثابة التحضير لاجتماع رؤساء إيران والولايات المتحدة. ولكن، على ما يبدو واشنطن غير مستعدة للحوار.
وأشار الموقع إلى أن طهران رفضت مرتين جزءا من التزاماتها الموجودة بالاتفاق النووي. في المرحلة الأولى، زاد الجانب الإيراني من كمية اليورانيوم المنخفض التخصيب وكمية المياه الثقيلة لإنتاج البلوتونيوم.
اقرأ أيضا : عقوبات أمريكية و"تململ" إيراني.. هل تحقق باريس "المفاجأة"؟
في المرحلة الثانية، ارتفع مستوى إنتاج اليورانيوم المنخفض التخصيب إلى 4.5 بالمائة. كما أن إيران واثقة من أن الدول الأوروبية لا تلتزم تماما بالاتفاق النووي، مما يسمح للولايات المتحدة بزيادة العقوبات.
وحسب الباحث بمعهد الدراسات الشرقية التابع للأكادمية الروسية للعلوم والخبير في نادي فالداي، فلاديمير ساغين، فإن "مدى استجابة الجانب الإيراني لا تشكل خطرا كبيرا.
أولا، لأن التغييرات في البرنامج النووي الإيراني لا تعتبر ذات أهمية بالغة في الوقت الحالي. ثانيا، لأنه بإمكان إيران العودة لتنفيذ شروط الصفقة في غضون يومين أو ثلاثة".
وأضاف الموقع أنه على الأرجح، في السادس من أيلول/ سبتمبر، ستواصل إيران التخلي عن التزاماتها بموجب "الصفقة النووية" في مرحلتها الثالثة، وستزيد من تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 20 بالمائة.
وقبل توقيع الصفقة النووية، كان للإيرانيين مثل هذه الفرصة. ووفقا لما لاحظه الخبير، تراكمت عدة كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب لتصل إلى 20 بالمائة.
ونقل الموقع عن الخبير فلاديمير ساغين: "بعد أن أدرك ماكرون الجدل بين طهران وواشنطن حول الصفقة النووية، الذي وصل إلى طريق مسدود، اعتمد الخطة التي وافقت عليها كل من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، حيث سيسمح لإيران بتصدير حوالي 700 ألف برميل من النفط يوميا (قبل عامين كانت تصدر 2.5 مليون برميل).
وثانيا، وعد ماكرون الجانب الإيراني بمبلغ 15 مليار دولار، حتى يتمكن من تنفيذ العمليات التجارية والاقتصادية.
ولكن، مقابل ذلك، يجب أن تتراجع طهران عن إطلاق المرحلة الثالثة من التخلي عن التزاماتها بالصفقة النووية".
ويوم الاثنين الموافق للثاني من أيلول/ سبتمبر، توجه وفد إيراني رفيع المستوى إلى باريس بمشاركة نائب وزير الخارجية ووزير النفط وعدد من الاقتصاديين البارزين الذين ناقشوا المبادرة الفرنسية.
ولكن، ليس من الواضح، إلى أي مدى يمكن التنسيق. وفي الحقيقة، إن الأمر الأهم هو عدم تدخل الولايات المتحدة في تنفيذ الخطة الفرنسية.
وتجدر الإشارة إلى أن الإيرانيين يتطلعون للانتخابات الأمريكية سنة 2020 وخسارة دونالد ترامب.
الكشف عن قاعدة إيرانية سرية على حدود سوريا والعراق (صور)
لوموند: صعوبات تواجه بغداد في السيطرة على مليشيات إيران
NYT: هذه استراتيجية إيران الجديدة في التعامل مع ترامب