قال مسؤول إسرائيلي، إنه "لا بد من القضاء على حركة حماس، لأنه الحل الوحيد للمواجهات الدائرة مع غزة، استلهاما من تجارب التاريخ الماضي والحاضر في دول وامبراطوريات أخرى، لأن أساس قيام حماس يستند إلى التزام ديني متطرف بمحاربة إسرائيل إلى حين القضاء عليها، وإنهائها، وتدميرها باعتبارها دولة اليهود".
وأضاف
ميخال بار-زوهار في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم"، ترجمته "عربي21" أن "حماس وقادتها يعلمون أن ذلك لن يحصل في يوم أو سنة، ولذلك توافق الحركة
بين حين وآخر على إبرام ترتيبات مع إسرائيل بصورة أو بأخرى، في حين يحظى الإسرائيليون
بفترة زمنية من الهدوء النسبي لشهور أو سنوات معدودة، لكن الهدف النهائي لحماس لم
يتغير، بل يتجدد بين حين وآخر، وفي كل مناسبة، ويتمثل بمهاجمة إسرائيل عمليا".
وأوضح
بار-زوهار عضو الكنيست السابق، وكاتب السيرة الذاتية لدافيد بن غوريون أول رئيس
حكومة إسرائيلية، أن "حماس أمامها احتمالان اثنان فقط لا ثالث لهما: الأول أن
تتنازل عن محاربة إسرائيل عبر الكفاح المسلح، كما فعلت حركة فتح في حينه، والبحث
مع إسرائيل عن توافق للتعايش معها، وربما اتفاق سلام، ولكن في حال فعلت ذلك حماس،
فإنها ستفقد مصداقية قيامها وتأسيسها".
وأشار إلى أن "الاحتمال الثاني هو الاستمرار في الحرب الدامية ضد إسرائيل، وتجديد هجماتها
بين حين وآخر، رغم الترتيبات الأمنية والميدانية التي يعقدها الجانبان، لكن هذا
الاحتمال لا يقدم بشائر لا لإسرائيل ولا لقطاع غزة".
وأكد
أن "زعماء إسرائيل ومحلليها السياسيين وكثير من رجال الجيش يرفضون الخروج إلى
عملية عسكرية واسعة لتصفية حماس، انطلاقا من القناعة السائدة بإمكانية وقوع قتلى
كثر في صفوف جنودنا، هذا صحيح، لكن الأمر يتطلب حربا قاسية صعبة، سوف ندفع خلالها
ثمنا باهظا، مع العلم أنه في حال بقي الوضع كما هو مع غزة، فإنه سيجبي منا أثمانا
باهظة مرة وأخرى وثالثة".
وأوضح
أن "هذه العجلة السيئة من الترتيبات والهدن والتحرشات، وما يتخللها من إطلاق
القذائف الصاروخية والردود الإسرائيلية على غرار: الجرف الصامد 2014، وعمود السحاب
2012، والرصاص المصبوب 2008، سوف يستمر سنوات طويلة على هذا النحو، مما سيكلفنا
ضحايا كثرا، وسيعمل على محو الردع الإسرائيلي كليا".
وأضاف
أنه "لا يمكن لدولة كبيرة مثل إسرائيل أن تضطر بين حين وآخر لأن يتحصن مواطنوها
في الملاجئ، والاحتماء خلف القبة الحديدية، والمنظومات الدفاعية، لأن حماس لم تغير
جلدها، وما زالت لم تغادر طريق الكفاح المسلح، وليس هناك من مؤشرات على أنها
مستعدة لذلك، مما يتطلب من إسرائيل المبادرة لتنفيذ عملية واسعة للقضاء عليها".
وأكد
أن "ذلك لا يعني إعادة احتلال قطاع غزة من جديد، بل يجب علينا تنسيق خطواتنا
باتجاه المعركة العسكرية مع حماس مع الدول العربية المعتدلة، فهي لديها أسبابها
الخاصة للتخلص من حماس، وبعد القضاء على الحركة يجب إقامة سلطة مدنية في غزة، من
خلال مراقبة ودعم مصر والدول العربية الأخرى، على ألا يكون لإسرائيل دور في إدارة
شؤون غزة بعد التخلص من حماس".
وختم
بالقول بأنه "في ضوء السياسة الإسرائيلية الحالية، فإننا سنستمر بإدارة
الجولات العسكرية من جولة إلى أخرى، ومن تسوية إلى ثانية، ومستوطنو غلاف غزة
سيواصلون الاحتجاج في ظل استمرار حماس بحفر الأنفاق والضفادع البشرية والطائرات
المسيرة والحرائق وغيرها وغيرها، ونحن نواصل الثرثرة، مع أنه يجب أن يكون واضحا
أنه طالما بقيت حماس بشحمها ولحمها، فلن يكن أمامنا من حل سوى القضاء عليها".