نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن الأوضاع في عدن، حيث بدأ الطيران الإماراتي بشن هجماتها على المواقع الموالية للمملكة العربية السعودية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن اليمن يعيش على وقع حرب جديدة بين حلفاء الأمس السعودية والإمارات، اللتين كانتا تقاتلان إلى جانب بعضهما البعض طيلة التدخل في اليمن بدعم عسكري من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، لمطاردة العدو المشترك، ألا وهو جماعة الحوثي الشيعية المدعومة من إيران، والتي تضع يدها على جزء هام من الأراضي اليمنية من بينها العاصمة صنعاء.
وأكدت الصحيفة أن هذا القصف خلّف جرحى وقتلى في صفوف المدنيين والقوات الموالية للحكومة، وفقا لنائب وزير الخارجية اليمني، محمد عبد الله الحضرمي، الذي اتهم مباشرة الإمارات بتأجيج الوضع.
وتدور هذه المعارك بين الحلفاء حول مدينة عدن، التي لديها أكبر ميناء جنوبيّ البلاد استعاده حلفاء السعودية والإمارات سنة 2016 من الحوثيين.
اقرأ أيضا : بومبيو يتحدث عن وساطة سعودية بين حكومة اليمن وانفصاليين
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد استعادتها، غادرت قوات التحالف السعودي الإماراتي مدينة عدن تاركة إياها دون حضور حكومي ولا إداري، بينما عجزت القوات اليمنية الموالية للتحالف عن تهدئة الأجواء.
وقد ساهم هذا الفراغ في سقوط عدن، العاصمة السابقة لجنوب اليمن، بين يدي انفصاليي المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يدعمه عرابه الإماراتي.
ولا يخفي المجلس الانتقالي الجنوبي أجندته التي يرنو إلى تحقيقها في عدن، والتي تتمثل في استغلال الصراع الحالي لإعادة تأسيس دولة مستقلة في الجنوب على غرار ما طرأ قبل التسعينات.
ولكن المشكل الوحيد يكمن في أن الجنوبيين الموالين للإمارات لا يسيطرون على كامل المدينة.
وأضافت الصحيفة أن الانفصاليين يعارضون أيضا الإسلاميين السنيين، الذين ينتمون إلى الإخوان المسلمين والذين تستعين بهم السعودية في بعض الأحيان في حربها على الحوثيين الشيعة.
وقد أثار ذلك حفيظة الإمارات، التي وجدت نفسها تغرق في صراع كلّفها خسارة أرواح العديد من رجالها، حيث أعلنت خلال شهر تموز/ يوليو بداية سحب قواتها من اليمن.
ونقلت الصحيفة عن كارولين سيغان، المسؤولة عن برامج أطباء بلا حدود في اليمن، أنه "بعد أن عمّت الفوضى المدينة يوم الأربعاء، عاد الهدوء من جديد ليخيم على عدن، حيث أزالت القوات التابعة للانفصاليين الحواجز، وليس هناك معارك، كما عادت الحركية من جديد".
اقرأ أيضا : حزب يمني يطالب السعودية بمواجهة تصعيد الإمارات "بجديّة"
وصباح يوم الخميس، أعلن الانفصاليون أنهم استعادوا السيطرة على عدن من جديد. وفي هذا السياق، أضافت كارولين سيغان أنه "يوم الأربعاء، احتدم القتال في أحياء مختلفة من المدينة، لدرجة أننا كنا لا نعرف من يسيطر تحديدا على المنطقة، خاصة أن عصابات قامت بوضع الحواجز وسرقت السيارات".
ونوهت الصحيفة بأنه يوم العاشر من آب/ أغسطس الماضي، وعلى ضوء المعارك المميتة، احتلت قوات الانفصاليين عاصمة جنوب اليمن سابقا وافتكتها من بين يدي القوات الموالية للسعودية.
ومن جانبه، أفاد الناطق الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، نزار هيثم، بأن "القوات الحكومية انسحبت من محافظة أبين باتجاه الغرب بعد انباء عن قصف الطيران الإماراتي لحلفائهم الموالين للسعودية. وساهم هذا القصف في تقدم الانفصاليين.
وفي سياق متصل، أضاف الصحفي اليمني سعيد البطاطي أن "مدينة زنجبار شهدت بدورها تراجع القوات الحكومية أمام تقدم قوات الانفصاليين". وعبّر سعيد البطاطي عن حيرته تجاه ماهية اللعبة التي يمارسها التحالف العربي وخاصة الإمارات.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الخلاف من شأنه أن يهدد تماسك التحالف المعادي للحوثيين الشيعة. وقد طلبت الحكومة اليمنية من حليفها السعودي أن يعيد الإمارات إلى التحالف والعمل تحت سقفه، ولكن أبو ظبي لا تخفي امتعاضها من هذا التحالف تحديدا منذ أن ظهرت تحالفات في محافظة شبوة بين كل من الرياض وإسلاميي التجمع الوطني للإصلاح المقرب من الإخوان المسلمين.
وفي الختام، نوهت الصحيفة بأن أبو ظبي لا تخفي نيتها في تقسيم اليمن وضمان إعلان دولة مستقلة في الجنوب خاضعة لرقابتها.
ولكن لسائل أن يسأل: ماذا ستفعل السعودية التي تقود التحالف ضد الحوثيين الشيعة؟ لقد التقى نائب وزير دفاعها، الأمير خالد بن سلمان، مايك بومبيو، اللذين اتفقا على أن "الحوار هو السبيل الوحيد نحو يمن مستقر وموحد ومزدهر".
FT: هل تقود غارات الإمارات إلى تهشم التحالف السعودي؟
WP: ما تداعيات حرب جنوب اليمن على علاقة الرياض وأبو ظبي؟
بروس ريدل: سقوط عدن ضربة جديدة لابن سلمان في اليمن