قال وزير إسرائيلي سابق إن "ما يحصل اليوم من سياسة إسرائيلية جنونية في القدس تذهب باتجاه إشعال الحرم القدسي، وكأننا في سيناريو يستعيد إحراق المسجد الأقصى في مثل هذه الأيام قبل خمسين عاما على يد مايكل روهان المسيحي الاسترالي من كيبوتس مشمار هشارون".
وأضاف
يوسي بيلين في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم"، وترجمته "عربي21" أن "الدول العربية اتهمت آنذاك في العام 1969 إسرائيل الرسمية بمحاولة التخلص
من أي أثر إسلامي في الحرم القدسي، حيث تسبب الحريق بأضرار كبيرة في المسجد".
وأوضح
بيلين، الذي شغل مهامّ عديدة بالكنيست والحكومات، كوزارة القضاء، أن "روهان
ابن الـ28 عاما اعترف خلال محاكمته العلنية التي تابعها كل العالم بجريمة إحراق
المسجد الأقصى بزعم أنه تلقى أمرا إلهيا، وتعليمات من النبي زخاريا، واعتقد أن إحراق
المسجد الأقصى سيمكن اليهود من بناء هيكل سليمان مجددا، وبذلك يسرع في عودة المسيح
إلى العالم، والتحكم فيه ألف سنة من جديد".
وأشار
بيلين، أحد رموز حزب العمل، ورئيس حزب ميرتس، ومن رواد مسيرة أوسلو مع الفلسطينيين، إلى أن "المحكمة الإسرائيلية قررت أن روهان لا يمر بظروف صحية ونفسية ملائمة
تجعله مهيأ لتلقي محاكمة عادلة، وقررت إرساله إلى مستشفى للأمراض النفسية، حتى
تمكن من الهرب من أحد المستشفيات، وفي النهاية تم تسليمه إلى استراليا إلى أن مات
فيها عام 1995".
وأضاف
أن "الأحداث الجارية اليوم في القدس تعيد إلى الأذهان التنظيم اليهودي الذي تشكل
في السبعينات والثمانينات من مجموعة متطرفة أقيمت على أنقاض تنظيم غوش إيمونيم، وجاء
تأسيس التنظيم خصيصا احتجاجا على السياسة التي اتبعها رئيس الحكومة الراحل مناحيم
بيغن، لأنه وقع على اتفاق السلام مع مصر، وتنازل عن شبه جزيرة سيناء، ولم يتبع
سياسة القبضة الحديدية ضد الفلسطينيين".
وكشف
النقاب أن "أحد أهداف هذه المجموعة اليمينية اليهودية هو هدم كل المباني الإسلامية
في الحرم القدسي، من أجل التسريع ببناء هيكل سليمان الثالث، وقد تم إلقاء القبض
عليهم وهم في طريقهم إلى تفجير خمس حافلات فلسطينية في شرقي القدس، وبعد ان قتلوا
ثلاثة طلاب فلسطينيين، استهدفوا عددا من رؤساء البلديات الفلسطينية في الضفة
الغربية، وتسببوا بقطع أقدامهم".
وأكد
أن "اعتقالهم حال دون نجاحهم بتفجير المسجد الأقصى، ومن بين 29 معتقلا من
المجموعة تم إدانة 15، حكم بعضهم بالسجن المؤبد، وآخرون بفترات زمنية قصيرة، لكنهم
جميعا تم إطلاق سراحهم قبل انتهاء محكومياتهم بعد تقديمهم طلبات استرحام لرئيس الدولة
آنذاك حاييم هرتسوغ، دون أن يتحدث أحد آنذاك أنهم مرضى نفسيين بحاجة لعلاج صحي،
لكنهم فور إطلاق سراحهم انخرطوا جميعا في تنظيمات استيطانية".
يستحضر
بيلين هذه الأحداث ليشير إلى حوار جمعه مع الزعيم الفلسطيني المقدسي الراحل فيصل
الحسيني في العام 2000، حيث "سأله بيلين عن سبب إصرار الفلسطينيين في التمسك
بطلب السيادة على الحرم القدسي، فأجابه الحسيني بعبارة أدهشت بيلين بعض الوقت: ماذا
لو شهدت القدس هزة أرضية والمسجد الأقصى وقبة الصخرة تهدمتا، هل ستعيد بناءهما لو
كنت رئيسا للحكومة الإسرائيلية؟"
وختم
بالقول أن "الحسيني واصل حديثه الموجه إلى بيلين قائلا: ربما لن تصمد كثيرا
أمام دعوات المتدينين اليهود لبناء هيكل سليمان الثالث، ورغم أنني أبلغته أن هذا
سيناريو نادر الحدوث، لا يمنح الفلسطينيين مصداقية لطلب السيادة على الحرم القدسي،
لكن الحسيني أجابه: يجب أن لا ننسى روهان، والتنظيم اليهودي، نحن بحاجة لسيادة
فلسطينية تسمح لنا بإعادة المباني الإسلامية التي قد تهدم في الحرم القدسي".