صحافة دولية

صحيفة إسبانية: ضعف برلين يثير قلق أوروبا

ألمانيا- أرشيفية

نشرت صحيفة  "لاراثون" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن الوضعية الحرجة التي تمر بها ألمانيا في الآونة الأخيرة خاصة على المستوى الاقتصادي والعسكري، ما أثار قلق الاتحاد الأوروبي.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن أزمة الائتلاف الكبير والركود الاقتصادي والشكوك التي تحوم حول الوضع الصحي للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، عرقلت مسار ألمانيا، قاطرة الاتحاد الأوروبي. وفي هذا الصدد، اختارت ميركل للمرة الثالثة الجلوس خلال حضور حفل استقبال رسمي إثر زيارة الرئيسي الليتواني إلى برلين وذلك بعد تعرضها لنوبات من الهزات، الأمر الذي جعل الكثيرين يشيرون إلى أن نهاية "عصر ميركل" السياسي أصبح وشيكا.

وأضافت أن الانتخابات الألمانية المقرر تنظيمها في خريف 2021 من الممكن أن يتغير موعدها بسبب الظروف السياسية التي تمر بها البلاد والوضع الصحي الذي تعاني منه ميركل. ومع ذلك، لا تزال ميركل مصرة على إكمال ولايتها، حيث أفادت المستشارة أنه "ما زال هناك الكثير مما يجب فعله" ولعل استئناف الجولة الأولى من التحالف الكبير بعد صيف مليء بالقضايا المثيرة للجدل  يعد من أهم المسائل التي تتعامل معها ميركل.

وأشارت الصحيفة إلى أنه انطلاقا من السنة المقبلة، يتميز جدول أعمال ميركل بثلاثة مواعيد في غاية الأهمية. وفي هذا الصدد، ستتولى ألمانيا رئاسة الاتحاد الأوروبي خلال شهر يوليو/ تموز حيث من المرجح أن تكون الفرصة الأخيرة لميركل لاستعادة دورها كزعيم أوروبي. وبعد مرور أشهر، ستجري الولايات المتحدة الانتخابات الرئاسية.  وفي خريف 2021، ستنظم ألمانيا الانتخابات في حال سارت الأمور كما هو مخطط لها. وحتى ذلك الحين، يعد كل من تنامي شعبية حزب الخضر الألماني وقضية تغير المناخ على رأس اهتمامات ميركل.

 

إقرأ أيضا: نائب ميركل يحذر من مخاطر انضمام ألمانيا لمهمة تأمين هرمز

وأوردت أن الوضع الاقتصادي يعتبر من المسائل المثيرة للقلق في ألمانيا. فبعد انكماش الناتج المحلي الإجمالي من جديد، من الوارد أن تعتمد ألمانيا على ما يسمى بالتدخل الاقتصادي، مثلما طالبت العديد من المؤسسات بمحاولة موازنة الميزانية. من ناحية أخرى، أعلنت ميركل عن نيّة ألمانيا في زيادة الإنفاق العسكري حيث صرّحت قائلة: "إنه شيء يهمنا أيضا". والجدير بالذكر أن ميركل استجابت لوعود أُعلن عنها لسنوات مضت فيما يتعلق بمسألة الإنفاق العسكري، ولكن هذه الخطوة تعتبر في خدمة مصلحتها الشخصية، وليس بسبب ضغوط الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

ونقلت الصحيفة عن المستشارة ميركل قولها "إننا نقف بحزم في جميع جوانب الالتزام بحلف الشمال الأطلسي". في الأثناء، سلطت المستشارة الضوء على أن ألمانيا تعتبر ثاني أكبر مورد للقوات إلى حلف الشمال الأطلسي. وعلى الرغم من الزيادة في الإنفاق العسكري الألماني التي بلغت 1.36 بالمئة لهذه السنة وبمعدل يقدر بنحو 1.5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول سنة 2024، لا تزال ألمانيا بعيدة عن نسبة الاثنين بالمئة التي حددها حلف الشمال الأطلسي.

وتعليقا حول هذه المسألة، أفادت ميركل أن زيادة الإنفاق العسكري "لا يعد مجرد مطلب، حيث أنه لم يتم اتخاذ هذا القرار إثر تولي دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة، بل إنه مسألة قررتها الحكومة الألمانية مع باراك أوباما الرئيس الأمريكي السابق. علاوة على ذلك، ينبغي أن يشعر المرء بأنه ملزم بالامتثال لهذا القرار".

ونوّهت الصحيفة بأن المعدات المتواضعة التي يملكها الجيش الألماني تعد من بين المسائل التي سلطت الضوء الاهتمام لسنوات على ألمانيا. وعموما، تسببت هذه القضية في فضائح واسعة النطاق في البلاد خلال السنوات الأخيرة. وفي الواقع، كشف تقرير سري صادر عن وزارة الدفاع سُرّب قبل بضعة أشهر إلى وسائل الإعلام أن ألمانيا، التي تعد أول قوة أوروبية، تمتلك واحدة من أسوأ الجيوش المجهزة ضمن دول تحالف الشمال الأطلسي. علاوة على ذلك، اتضح أن الجنود الألمان لم يكن لديهم نقص في الدبابات فحسب، بل لم توفر لهم الحكومة أيضا السترات الواقية أو الملابس الشتوية المناسبة.

وذكرت أن السفير الأمريكي في ألمانيا، ريتشارد جرينيل، حذّر من خطر الانسحاب الجزئي للقوات الأمريكية في الدولة الألمانية قبل زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى أوروبا. وقد أورد جرينيل أنه "من المهين أن ننتظر أن يواصل دافعي الضرائب الأمريكي دفع أجور أكثر من 50 ألف جندي أمريكي في ألمانيا، بينما يستخدم الألمان فائضهم التجاري لأغراض محلية".

ووصفت ميركل القواعد الألمانية بأنها "أماكن جيدة" للقوات الأمريكية، موضحةً حجم الأموال المستثمرة فيها. فضلا على ذلك، أكّدت أنغريت كرامب كارينباور خلال  تصريحات أدلت بها بالأمس لصحيفة "بيلد آم سونتاج" أن "وراء تواجد القوات الأمريكية في ألمانيا مصلحة متبادلة بين البلدين لتحقيق الأمن".