نشر موقع "آف بي. ري" الروسي تقريرا تحدث فيه عن جسم الإنسان الذي يعتبر آلية شديدة التعقيد صممت بطريقة مثيرة للاهتمام.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن جسم الإنسان خلق بطريقة تجعل من المستحيل تصميم آلة أكثر كمالا منه. ففي الواقع، يعمل دماغ الإنسان بشكل أكثر كفاءة مقارنة بأي جهاز حاسوب، وهو أمر يذهل العلماء الذين يحاولون صنع الذكاء الاصطناعي. وعموما، يعتبر جسم الإنسان آلة بيولوجية فريدة من نوعها، لا يوجد فيها أي عنصر عشوائي.
وأكد أنه عند مقارنة دماغ الإنسان بأي جهاز حاسوب متطور، فإن هناك العديد من الفروق الدقيقة التي تبين مدى تفوق دماغ الإنسان. فعلى سبيل المثال، يمتلك الدماغ البشري ذاكرة تعادل المساحة المطلوبة لتخزين 2.5 مليون جيجابايت من المعلومات.
وأضاف الموقع أن جسم الإنسان لديه قدرة فائقة على التأقلم مع الظروف القاسية. فإذا غمر جسم الإنسان بالماء، أي في حالة الغرق مثلا، يصدر الدماغ إشارات لتخفيض تدفق الدم إلى الأطراف. ونتيجة لذلك، يصبح تدفق الدم في الجسم أضعف بسبب تباطؤ نبضات القلب، ما يساعد في استهلاك كمية أقل من الأكسجين، ويتيح للإنسان النجاة.
وذكر الموقع أن الأطفال حديثي الولادة يتمتعون بقوة قبضة لا تصدق، إلا أنها تختفي مع نمو الطفل. والجدير بالذكر أن هذه الميزة توجد لدى بعض أنواع القرود حديثي الولادة، ولكنهم يفقدونها بعد مرور ثلاثة أشهر من الولادة.
وأشار إلى أنه في حال تم سحب الشعيرات الدموية لإنسان بالغ في خيط طويل، فسيكون طولها مساويا لمسافة تكفي للدوران حول العالم مرتين ونصف، حيث يتجاوز طول الشعيرات الدموية في جسم الإنسان مئة ألف كيلومترا. وطيلة عمر الإنسان، يضخ القلب ما متوسطه 5.7 ملايين لتر من الدم، وهي كمية كافية لملء ثلاثة مسابح أولمبية.
وأورد الموقع أنه يمكن للرجال إنتاج الحليب وإطعام أطفالهم، وعلى الرغم من أن ذلك قد يبدو غريبا إلا أنه ممكن. وفي الحقيقة، تعتبر الغدد الموجودة على مستوى الصدر لدى الرجل مشابهة لتلك الموجودة لدى المرأة. ونتيجة الضغط والتغييرات الهرمونية، يمكن للرجل أن يتمكن من إنتاج الحليب لتغذية المواليد الجدد.
وأوضح أن الإنسان لا يستطيع رؤية الأحلام وتخيل القصص فقط وإنما بإمكانه أيضا تلوين الصور التي يراها في أحلامه. وفي الحقيقة، إن الألوان التي يراها الإنسان في أحلامه ترتبط ارتباطا مباشرا بالصور التي خزنها دماغه في طفولته.
وأفاد بأن العلماء لم يقوموا بتحديد مدى قوة العضلات البشرية، كما أن الكثير منهم يعتقدون أنه لا وجود لهذه الحقيقة. ومن أجل الحصول على عضلات قوية ليس من الضروري المواظبة على التدريب والتمارين الرياضية، ذلك أن الضغط والأدرينالين هو ما يؤثر على قوة العضلات. وقد تم إثبات هذه النظرية سنة 1982، في مدينة لورنسفيل، حيث تمكنت شابة تدعى أنجيلا كافالو من رفع سيارة شيفروليه أمبالا، بعد سقوطها على طفل صغير، وإخراج الطفل.
اقرأ أيضا: الحليب كامل الدسم أم قليل الدسم.. أيهما أفضل صحيا؟
وأشار الموقع إلى أنه من الممكن اعتبار جسم الإنسان آلة مصممة لإنتاج المخاط، إذ يتم إنتاج حوالي لتر ونصف من المخاط يوميا، إلا أنه يتم ابتلاع معظمه.
علاوة على ذلك، ينتج جسم الإنسان يوميا معدل 3 لترات من الحمض في المعدة و3.5 لترات من العصائر المعوية، ولتر من الصفراء. وتعتبر كل هذه العناصر المخاطية ضرورية للحفاظ على وظائف الجسم.
ولفت إلى أن الأنف لا يفرز المخاط فقط، وإنما قد تخرج منه سوائل شفافة أحيانا لا تشبه المخاط. وفي الواقع، يعتبر هذا السائل هو البزل القطني الذي يحيط بالدماغ والحبل الشوكي لحمايتهما. وعند وجود فائض من هذا السائل، يتم التخلص منه بشكل فوري عن طريق الجيوب الأنفية.
وأوضح أن الجهاز المناعي للإنسان هو عبارة عن حصن حقيقي لا يستطيع أي فيروس التغلب عليه، إذا كان نظام الجسم يعمل بشكل طبيعي. ومن جهتها، تعمل الخلايا المناعية الصغيرة على تعقب وتدمير أي جسم غريب يمكن أن يتسبب في حدوث خلل في الجسم. في غضون دقائق، يتم تدمير حوالي 22 مليون خلية ضارة داخل الجسم وإنتاج 72 مليون خلية حمراء. كما يتم التخلص من 174 ألف خلية من البشرة الميتة.
وفي الختام، أكد الموقع أنه من المحتمل أن يكون العلماء قادرين على صنع كائن اصطناعي، على الأقل يشبه الجسم البشري على المستوى الخارجي. وفي الوقت الحالي، يعتبر الإنسان هو الآلة البيولوجية الأكثر تقدما.
اقرأ أيضا: هذا حال جسمك عند استخدامك لـ"الكركم" يوميا