صحافة دولية

ديلي بيست: ماذا عن أجندة زيارة أمير قطر لواشنطن؟

ديلي بيست: حملة علاقات قطرية لتوطيد العلاقة مع واشنطن- جيتي

نشر موقع "ديلي بيست" تقريرا أعدته مراسلته إرين بانكو، تقول فيه إن دولة قطر تخطط لحملة علاقات عامة في الولايات المتحدة لاستعادة أصدقائها، وذلك بالتزامن مع زيارة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للولايات المتحدة المقررة يوم غد. 

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن ممثلي دولة قطر قضوا الأسابيع الماضية بين واشنطن ونيويورك، حيث التقوا مع مسؤولين أمريكيين ومراكز أبحاث تحضيرا للزيارة، لافتا إلى أن محور نقاشاتهم كان الأزمة مع إيران وخطة السلام الأمريكية للشرق الأوسط وحرب اليمن المستمرة. 

 

وتقول بانكو إن "قطر كانت قبل عامين تعاني من عزلة، وتجاهلتها الإدارة الحالية في واشنطن، لكن الدوحة تجد أن هناك فرصة، ففي خلال الستة أشهر الماضية جندت مسؤولين حول العالم كجزء من حملتها لتقديم صورة جديدة فيها تركيز على أهمية البلد الجيواستراتيجية للولايات المتحدة وقوتها الاقتصادية بحسب مسؤولين أمريكيين وثلاثة أشخاص على معرفة بالجهود القطرية". 

 

ويلفت الموقع إلى أن قطر أنفقت منذ عام 2017، 24 مليون دولار على شركات اللوبي والعلاقات العامة، وذلك لحسب مركز "ريسبونسف بوليتكس".

 

وينقل التقرير عن حسين إبيش من معهد دول الخليج العربي في واشنطن، قوله إن قطر لا تزال في عزلة عن جيرانها، رغم عثور القطريين على عدة طرق للعمل والتحايل على الحصار مع بعض التكاليف، لكنه يرى أن الوضع سيستمر إلا في حال حصلت مواجهة مع إيران أو تغير في السياسة الأمريكية. 

 

وتفيد الكاتبة بأن الشيخ تميم، الذي زار البيت الأبيض في ربيع العام الماضي، سيعود إلى واشنطن للقاء ترامب الذي اتهم قطر في عام 2017 بدعم الإرهاب وتهديد المنطقة بسبب علاقتها مع إيران، مشيرة إلى أن زيارة الأمير تأتي وسط محاولات الإدارة التعامل مع العلاقة المتفجرة مع إيران. 

 

ويورد الموقع نقلا عن الملحق الإعلامي القطري في الولايات المتحدة جاسم بن منصور آل ثاني، قوله: "عرضنا القيام بدور الوسيط المستقل والمحايد في حال قررت إيران والولايات المتحدة العودة إلى طاولة المفاوضات"، وأضاف أن الشيخ تميم سيلتقي مسؤولين في الإدارة، ومشرعين في الكونغرس، ورجال أعمال.

 

وقال آل ثاني إن "علاقة قطر السياسية والاقتصادية مع الولايات المتحدة مستمرة ولعقود.. كما قال سموه فإن قطر مستعدة لمضاعفة الشراكة إلى 250 مليار دولار". 

 

وينوه التقرير إلى أنه في الوقت الذي لم يعلق فيه البيت الأبيض والخارجية على أسئلة الموقع، إلا أن مسؤولا قال: "نرحب بالتحركات التي تظهر أن قطر تفهم بأن الشراكة مع الولايات المتحدة وليس مع إيران هي الطريق الأفضل للازدهار وتأمين المستقبل". 

 

وتشير بانكو إلى أن حملة العلاقات العامة القطرية أخذت عدة أشكال، ففي بداية الشهر الحالي قضى المسؤولون أسابيع بين نيويورك وواشنطن للتحضير لزيارة الأمير، والتقوا مع مسؤولين وأكاديميين وباحثين ومراكز أبحاث، وركزوا على الموضوع اليمني والفلسطيني والمواجهة مع إيران. 

 

ويذكر الموقع أن قطر قد شاركت في ورشة البحرين الشهر الماضي، وكان من المفترض مشاركة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في ورشة المنامة، إلا أن الفلسطينيين قاطعوها، بالإضافة إلى أن المتحدثين في الورشة لم تكن لديهم فكرة عن المنطقة ومشكلاتها. 

 

ويلفت التقرير إلى أن المسؤول السابق في إدارة ترامب كيفن هاسيت، الذي يعمل في مجال السياسات الضريبية، تحدث في الورشة، وكان موضوعه عن ملكية العقارات في فلسطين. 

 

وتفيد الكاتبة بأن الملحق الإعلامي القطري أشار إلى أن "كوشنر فهم في الورشة الأخيرة في المنامة أن أي خطة اقتصادية لن تكون مساعدة على تحقيق حل دائم دون حل سياسي شامل، ونحن نتفق مع هذا التقييم.. عبرنا عن قلقنا بأنه دون وجود الفلسطينيين فلن يتم التوصل لحل ذي معنى"، وقال إن قطر لا تزال ملتزمة بازدهار ومرونة الاقتصاد الفلسطيني. 

 

وينقل الموقع عن مسؤولين شاركوا في التخطيط، قولهم إن إدارة ترامب اعتبرت المناسبة ناجحة بسبب مشاركة قطر فيها، خاصة أنها حضرت إلى جانب الدول التي فرضت عليها الحصار وإسرائيل، وقال مسؤول: "هذا مكسب كبير في حد ذاته"، وأضاف: "وجود هذه الدول معا في الغرفة ذاتها وجلوس قطر على مقعد فيها أمر مهم، وأمريكا هي التي جعلت هذا يحدث". 

 

وبحسب التقرير، فإن شركة اللوبي "ديببفويس أند بليمنتون"، ومقرها في واشنطن، تقوم بالعمل نيابة عن قطر، والتقى ممثلو الشركة مع مستشار الأمن القومي جون بولتون، قبل سفره إلى الشرق الأوسط، بحسب ما أوردت مجلة "بوليتكو"، مشيرا إلى أن قطر استخدمت سلسلة من الإعلانات ظهر واحد منها في "بوليتكو"، ويقول واحد منها: "وزير خارجية ترامب السابق عن قطر: نحن ممتنون لقطر على دعمها المستمر لأمريكا والتزامها بالأمن الإقليمي، وهو التزام يشمل على التشارك في المعلومات وعمليات تدريب على مكافحة الإرهاب". 

 

وتذكر بانكو أنه في ساوث كارولينا، تقوم القوات القطرية المسلحة بإنهاء خطط للاستثمار في طائرات رقابة، بحسب وثائق الشركة ومصدرين على معرفة بالمشروع، مشيرة إلى أن مسؤولين قطريين زاروا ساوث كارولينا، حيث تم تسجيل الشركة التي تملكها قطر "بارزان إيرونوتيكال" لمقابلة مسؤولي الحكومة والمسؤولين المحليين وكذلك السيناتور عن الولاية ليندزي غراهام؛ وذلك لمناقشة فكرة الاستثمار والحصول على دعم المشروع. 

 

ويقول الموقع إن الاستثمار هو جزء من حملة قطر لتقوية تحالفها مع الولايات المتحدة، ويأتي بالترادف مع الدفعة للاستثمار في قطاعات أمريكية مختلفة، بما فيها قطاع العقارات والتكنولوجيا. 

 

ويورد التقرير نقلا عن مدير الصندوق السيادي القطري، قوله إن بلاده مستعدة لزيادة استثماراتها في الولايات المتحدة إلى 45 مليار دولار على مدى العامين المقبلين. 

 

وتقول الكاتبة إن "زيارة الشيخ تميم قد تكون نقطة تحول في العلاقات الأمريكية القطرية، وسيكون الاستثمار هو الموضوع الأساسي بين الأمير تميم والوفد المرافق له والمسؤولين الأمريكيين وترامب، فيما ستكون صفقات السلاح على أجندة النقاش، وقبل زيارة تميم إلى واشنطن العام الماضي أقرت الإدارة مبيعات أسلحة لقطر، وفشل الكونغرس بوقفها في تصويت 42- 57 صوتا". 

 

وينقل الموقع عن أشخاص على علم بجدول رحلة الأمير تميم، قولهم إن القطريين يتطلعون لمناقشة قضايا مكافحة الإرهاب، وتوسيع قاعدة العديد الجوية قرب الدوحة، والإستراتيجية المتبادلة لمواجهة خليفة حفتر، مشيرا إلى أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد أعلن في بداية العام الحالي عن خطط أمريكية لتوسيع الوجود الأمريكي في العديد، بما في ذلك بناء منشآت جديدة ومراكز ترفيه ومجمعات. 

 

ويشير التقرير إلى أن قطر دعت في شهر نيسان/ أبريل لفرض حظر على حفتر، وطالبت قواته بالانسحاب من المناطق التي احتلتها قرب العاصمة طرابلس، لافتا إلى أن ترامب مدح في نيسان/ أبريل حفتر وجهوده في مكافحة الإرهاب وتأمين حقول النفط، وحملت الحكومة المعترف بها دوليا قوات حفتر التي ضربت مركز احتجاز للمهاجرين.

 

ويختم "ديلي بيست" تقريره بالإشارة إلى قول الزميل الباحث في جامعة أدليفي في نيويورك جوناثان كريستول، إن الهدف الرئيسي للقطريين هذا الأسبوع في واشنطن هو بسيط، "لو كنت تتعامل مع ترامب، الذي لديه تاريخ طويل في اتخاذ موقف آخر رجل يقابله في الغرفة فأنت بحاجة لأن تكون في الغرفة بين الفترة والأخرى.. عليك تذكيرهم بوجودك".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)