إذاعة فرنسا: قناة سعودية تسرق حقوق البث من "بي ان سبورت"

نشرت اذاعة فرنسا الدولية تقريرا في موقعها، تقول فيه إن مجموعة قنوات قرصنة تابعة للسعودية، تقوم بسرقة بث منافسات رياضية من مجموعة "بي ان سبورت" القطرية، وهي سرقة تأتي في سياق الخلاف السياسي الدائر بين الدوحة والرياض، وقد لاقت استهجانا وتنديدا من مختلف الاتحادات الرياضية والمؤسسات القانونية الدولية.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الصراع الذي يدور بين قطر وجارتها المملكة السعودية، امتد أيضا إلى مجال كرة القدم.

والضحية بالتحديد هي مجموعة قنوات "بي ان سبورت"، شبكة البث التلفزيوني القطرية، التي تؤكد أن بحوزتها أدلة قاطعة حول تورط قمر صناعي سعودي في إعادة البث غير القانونية للمئات من المباريات في الدوريات الأوروبية.

وأضاف الموقع أن مجموعة قنوات "بي ان سبورت" كانت قد دفعت مليارات الدولارات لشراء حقوق البث الحصرية والمباشرة لمباريات الدوري الإنجليزي الممتاز، ودوري الدرجة الأولى الفرنسي. ولذلك فإن هذه السرقة تلحق ضررا ماليا هاما بهذه المجموعة، وبكل أصحاب حقوق بث هذه المنافسات الرياضية.

وأوضح الموقع أن "بي ان سبورت" تتهم مشغل قمر عرب سات، الذي تمتلك السعودية حصة الأغلبية فيه، بدعم قناة بي أوت كيو غير القانونية. هذه القناة تبث منذ شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2017 برامج مقرصنة من القناة القطرية.

ونقل الموقع تصريحا لصوفي جوردان، مديرة الشؤون القانونية في "بي ان سبورت"، كانت قد ذكرت فيه أن "الأدلة التي بحوزتها غير قابلة للتفنيد. حيث أن قناة بي أوت كيو مدعومة من قبل السعوديين ويتم الترويج لها بشكل علني من قبل شخصيات سعودية."

وذكر الموقع أن الرابطة الفرنسية المحترفة لكرة القدم كانت هي أيضا قد نددت بهذه القرصنة، إذ أن مباريات الموسم الماضي، بداية من شهر آب/ أغسطس، تم بثها على قنوات "بي أوت كيو". وقد راسلت الرابطة الفرنسية إدارة قمر عرب سات، تطلب منها منع بي أوت كيو من استخدام القمر لبث هذا المحتوى المسروق.

وأكد الموقع أن الرابطة الفرنسية طالبت أيضا المفوضية الأوروبية بفتح تحقيق في شأن "بي أوت كيو"، والضغط على المملكة السعودية للتحرك وغلق هذه القناة المقرصنة.

وأشار الموقع إلى أن السعودية وإدارة عرب سات من جانبهما، يقومان بنفي أي ارتباط لهما بقنوات بي أوت كيو. وفي يونيو/ حزيران من العام الماضي، كانت الرياض قد أعلنت أنها صادرت أكثر من 12 ألف جهازا للقرصنة في أنحاء البلاد.

ونقل الموقع تصريح سعود القحطاني، المستشار السابق لولي العهد محمد بن سلمان، الذي قال حينها: "إن السعودية تحترم مسألة حماية الحقوق الفكرية والمعاهدات الدولية في هذا الإطار، ونحن نأخذ هذا الأمر بغاية الجدية وسوف نواصل تنظيم حملات للمراقبة بالتنسيق مع الجهات الأمنية."

وذكر الموقع أن مجموعة "بي ان سبورت" القطرية، عند اقتراب انطلاق مونديال كرة القدم في روسيا خلال الصيف الماضي، كانت قد راسلت الفيفا لنطلب منها تسليط ضغوط مباشرة على الأطراف التي تمارس القرصنة، وقد أعلنت الفيفا حينها أنها تأخذ انتهاكات حقوق الملكية الفكرية بكل جدية.

وأوضح الموقع أن التوترات بين الدوحة والرياض كانت دائما قائمة وهي ليست جديدة، ولكن منذ حزيران/ يونيو 2017، أخذت الخلافات منحى خطيرا. إذ أن السعودية وعدد من دول المنطقة، وهي الإمارات والبحرين ومصر، قرروا قطع علاقاتهم مع قطر، على الصعيدين الدبلوماسي والاقتصادي، متهمين إياها بدعم الإرهاب.

واعتبر الموقع أن الخلاف الحالي حول "بي ان سبورت" ليس إلا صراعا إضافيا يأتي ليغذي سنوات من الخصومة بين الطرفين. وهذه المواجهة بين قطر والسعودية بدأت تتحول إلى حرب رقمية، حول المناسبات الرياضية الكبرى، وخاصة مسابقات كرة القدم. إلا أن هذه اللعبة ليست الرياضة الوحيدة التي يتم بثها بشكل غير قانوني في "بي أوت كيو"، إذ أن هنالك أيضا رياضات أخرى على غرار سباقات الفورمولا 1.

اقرأ أيضا: FIFA: عربسات وفرت لـ"beoutQ" قرصنة كأس العالم للسيدات