خصصت صحيفة «نيويورك تايمز» مكاناً بارزاً في صفحتها الرئيسة لإدراج الأوصاف التي أطلقها الرئيس دونالد ترامب على المرشحين «الديمقراطيين» في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2020، ومن بينها وصف «أميركية عنصرية» الذي أطلقه على السيناتورة «إليزابيث وراين»، غير أن تصرف الصحيفة هذا لن يجدي سوى في تسليط الضوء على «التنابذ بالألقاب»، وتعزيز هذا السلوك المؤذي.
وفي هذه الأثناء، كررت المتحدثة باسم البيت الأبيض «سارة ساندرز» أثناء استضافتها في برنامج «ميت ذا برس»، اتهامها لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالية السابق «جيمس كومي» بالخيانة. وتصر على أن الجميع يعلم بشأن وجود فساد في المستويات العليا من وزارة العدل الأميركية، مضيفة: «نحن نعلم بالفعل أنه كان هناك قدر هائل من الفساد في مكتب التحقيقات الفيدرالي»، زاعمة «أنهم» سربوا معلومات وكذبوا، لكنها لم توضح من هم؟ وما هي المعلومات؟ ومتى حدث ذلك؟
ولم يرد أحد على مبالغات وتشويهات وأكاذيب المتحدثة باسم البيت الأبيض، على رغم من أنها تقرّ بأن الرئيس ترامب كوّن رأياً بالفعل فيما يتعلق بمكتب التحقيقات الفيدرالي، وأصدر حكمه، ويتوقع من المدعي العام أن يقدم له الأدلة.
وأعتقد أن على وسائل الإعلام أن تختار معركتها، فدورها ليس العمل كبوق لترديد إهانات الرئيس ترامب بحق المرشحين «الديمقراطيين»، على نحو يساعد بصورة مباشرة جهوده الرامية إلى تشويه خصومه. وهناك فارق بين توضيح وكشف أن الرئيس يستخدم إهانات وبين تعزيزها وترويجها.
والأكثر أهمية، أنه لابد من الردّ على «الجمهوريين» الذين يكررون أموراً غير حقيقية، لأن عدم الرد عليهم يساعد الإدارة الراهنة في حربها على الحقيقة وجهودها الرامية إلى تشويه مسؤولي الأمن القومي.
وبحسب مدوّنة «لوفير»: تقوم المحاكم بدورها، ويقوم «الديمقراطيون» في مجلس النواب بدورهم، والآن على وسائل الإعلام أن تقوم بدورها في كشف أكاذيب الإدارة الراهنة. لكن بدلاً من التعلم من أخطاء الحملة الانتخابية في عام 2016، عندما تم السماح لترامب بتكرار مزاعمه في تغطيات تلفزيونية مباشرة ومطولة، تجازف وسائل الإعلام بتكرار إعادة تدوير هذه المزاعم. لذا، يرجى من وسائل الإعلام أن تحسّن أداءها.
عن صحيفة الاتحاد الإماراتية