صحافة دولية

الغارديان: هل تقود مشاركة قطر باجتماع جدة لانفراج الأزمة؟

الغارديان: أي حديث عن تقارب وحل وشيك للأزمة مبالغ فيه- أ ف ب

نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمحررها الدبلوماسي باتريك وينتور، يتساءل فيه عما إذا كان حضور دولة قطر للقمة التي دعت لها السعودية هو إشارة إلى احتمال قرب وجود انفراج في الأزمة الخليجية. 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هناك إمكانية إلى حدوث صلح تدعمه الولايات المتحدة بين القطريين والسعوديين، الأمر الذي ظهرت بوادره من خلال سفر دبلوماسيين قطريين إلى السعودية للتحضير لمشاركة بلدهم في قمة جدة، التي ستناقش العدوان الإيراني المزعوم على المنطقة.

ويقول وينتور إن حضور قطر سينظر إليه على أنه أكبر تقارب بين البلدين منذ أن شنت السعودية حصارا اقتصاديا وسياسيا على البلد الغني بالغاز الطبيعي قبل عامين، متهمة الدولة الصغيرة بتمويل الإرهاب، ودعم حركة الإخوان المسلمين في الشرق الأوسط. 

وتلفت الصحيفة إلى أن الملك سلمان بن عبد العزيز وجه دعوة رسمية لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ليحضر اجتماع مجلس دول التعاون الخليجي الطارئ، الذي سيناقش الدور الإيراني في منطقة الخليج، وهجومها على ناقلات ومنشآت نفطية سعودية. 

ويفيد التقرير بأن الاجتماع سيعقد في جدة يوم الخميس، حيث سمح لطائرة قطرية تحمل دبلوماسييها بالهبوط في مطار المدينة الساحلية لأول مرة منذ عامين، ليحضروا للمشاركة القطرية، مشيرا إلى أن المجال الجوي السعودي لا يزال مغلقا أمام الطائرات القطرية، كما لا يزال الحصار مستمرا. 

ويذكر الكاتب أن قطر، على خلاف البحرين والسعودية والإمارات العربية المتحدة، دعمت الاتفاق النووي الإيراني، لافتا إلى أنه رغم محاولتها تبني سياسة خارجية مستقلة، إلا أنها لا تريد تنفير دونالد ترامب، الذي يحاول الحد من عدوانية إيران في المنطقة. 

وتنوه الصحيفة إلى أن لدى قطر مصلحة اقتصادية للتأكد من سلامة منشآت الغاز والنفط وعدم تعرضها لهجمات الجماعات الوكيلة عن إيران، لافتة إلى أن قطر تستقبل أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في منطقة الخليج.

وبحسب التقرير، فإن الرياض اتهمت طهران بإصدار أوامر للهجمات الأخيرة على منشأتين لضخ النفط، التي أعلن الحوثيين في اليمن مسؤوليتهم عنها، فيما نفت إيران مسؤوليتها عن هذه العملية، مشيرا إلى أن عددا من المسؤولين قالوا إنهم لا يرغبون بمواجهة عسكرية، مع أنهم يريدون في الوقت ذاته رفع العقوبات التي شلت اقتصاد بلادهم. 

ويشير وينتور إلى أن الصحيفة المؤيدة للنظام السعودي "عرب نيوز" دعت إلى توجيه ضربة عسكرية أمريكية لإيران، لافتا إلى أن موقف واشنطن من إيران كان متفاوتا، فقال دونالد ترامب، إنه لا يريد الحرب، بل مفاوضات على اتفاقية جديدة. 

وترجح الصحيفة أن تدعو قطر إلى الحذر وتناشد طهران بألا تدعم جماعاتها الوكيلة لضرب الأرصدة السعودية النفطية، لافتة إلى أن لدى الحوثيين القدرة على ضرب المنشآت السعودية، والتصرف بشكل مستقل عن طهران. 

ويذكر التقرير أن نائب وزير الخارجية الإيراني سيد عباس عراقجي حاول مواجهة السعودية من خلال عقد اجتماعات ثنائية في المنطقة في عمان والكويت وقطر.

 

ويلفت الكاتب إلى أن الولايات المتحدة تحاول بهدوء الضغط على السعودية وقطر لدفن خلافاتهما قبل نشر خطة السلام التي أشرف عليها جارد كوشنر، صهر ترامب، مشيرا إلى أن الخطة التي ستناقش في العاصمة البحرينية المنامة، تتركز على مساعدة الفلسطينيين اقتصاديا. 

وتفيد الصحيفة بأن كوشنر يقوم بجولة في المنطقة ليروج للخطة، فيما من المتوقع أن ينضم لترامب في زيارته لبريطانيا في بداية الشهر المقبل.

وبحسب التقرير، فإن الدوحة تعد من أكبر الممولين للمشاريع في غزة، لافتا إلى أن مشاركة الدوحة في الخطة أمر تحرص عليه واشنطن. 

وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن أي حديث عن تقارب وحل للمشكلة مبالغ فيه، فقد ذكّر وزير الخارجية القطرية في ذكرى مرور عامين على الحصار، بـ"طعن الشعب القطري من خلال جريمة قرصنة مقصودة وفبركة وأكاذيب وبحصار غير عادل وغير مبرر ضد البلد والشعب".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)